من أساليب التعلم التي يمكن اعتمادها لتصنيف المتعلمين.. متعلم ذو ميول كلية أو تحليلية واستيعاب الموضوع في كليته دون الاهتمام بجزئياته

لا زال علماء التربية إلى اليوم ينفقون الكثير من الجهد والمال في محاولة لتنميط الأساليب التي تتحقق وتتم على أساسها عملية التعلم لدى الإنسان، لطبيعته الفسيولوجية المعقدة، وتعدد مكونات شخصيته، وبالتالي تعدد الأساليب والاستراتيجيات التي يعتمدها لتحقيق ذلك.

ومن خلال كل تلك الجهود والدراسات، يمكن استنباط الأسلوبين التاليين كميزات يمكن اعتمادها لتصنيف المتعلمين، من منطلق ميلهم لتغليب أسلوب على الآخر، وهو استنباط لمقاربة الموضوع ليس أكثر مما عدا ذلك، وإلا فإنه لا يمكن تصنيف المتعلمين على أنهم مع هذا الأسلوب دون الآخر، دون معايير، مع عدم النفي الكلي للفروق الفردية الممكنة داخل كل فصل على حدة، وهذان الأسلوبان هما:

1- متعلم ذو ميول كلية:
وهو المتعلم الذي يتعلم بشكل أفضل كلما قدمت له المعلومات كوحدة أو ككل مرة واحدة، فهو يستوعب الموضوع في كليته دون الاهتمام بجزئياته.

2- متعلم ذو ميول تحليلية:
نحو النقد، والاستفسار، والتحلي بمنطق الأشياء، إنه المتعلم الذي يتعلم بيسر كلما قدمت المعلومات في خطوات قصيرة متتالية ومنطقية.

وهنا لا يمكن استبعاد حالة المتعلم الذي يجمع بينهما، ويطفي عليهما مسحة من الحكمة زيادة، لا ولا النفحات الربانية بمستبعدة كذلك، وهي بالأولى.

إذن، يجب مراعاة هذه المعطيات وغيرها عند التخطيط لأي تنفيذ عملي للدروس، وأخذها في الاعتبار كنوع من أنواع الفروق الفردية بين المتعلمين، من أجل تحقيق نتائج وأداء أفضل، من خلال التعامل والتفاعل مع تلك الفروق بإيجابية.

وبطبيعة الحال هنا، تتعدد الميولات بتعدد المتعلمين. ومن ثم، جاءت أهمية إلمام المدرس بأساليب تنفيذ خطط تنشيط الدروس داخل الفصول الدراسية بنجاعة ومردودية، توسيعا لمجال نظرته لموضوع التفاعل مع الكفايات عموما.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال