إحياء النموذج أو حركة البعث والإحياء:
يُعد مفهوم "خطاب البعث والإحياء" في الشعر العربي الحديث من أهم المفاهيم التي ساهمت في فهم تطور الشعر العربي في العصر الحديث. وفيما يلي توضيح لهذا المفهوم وتسليط الضوء على سياقه التاريخي وأبرز خصائصه:
مفهوم خطاب البعث والإحياء:
- يشير مصطلح "خطاب البعث والإحياء" إلى حركة شعرية ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وهدفت إلى إحياء الشعر العربي الفصيح بعد فترة من الركود والضعف.
- تمثلت هذه الحركة في العودة إلى نماذج الشعر العربي القديم، خاصة الشعر الجاهلي والعباسي، وتقليدها في الأسلوب والموضوعات.
- سعى شعراء البعث والإحياء إلى استعادة فصاحة اللغة العربية وقوتها، والتعبير عن قضايا المجتمع والأمة.
السياق التاريخي لظهور خطاب البعث والإحياء:
- شهد الشعر العربي فترة من الركود والضعف في العصور المتأخرة، حيث تراجعت جودة اللغة والموضوعات الشعرية.
- تزامن ظهور خطاب البعث والإحياء مع حركة النهضة العربية، التي هدفت إلى تجديد الفكر والثقافة العربية.
- تأثر شعراء البعث والإحياء بالنماذج الشعرية الغربية، ولكنهم حرصوا على الحفاظ على الهوية العربية الأصيلة.
أبرز خصائص خطاب البعث والإحياء:
- العودة إلى نماذج الشعر القديم: حرص شعراء البعث والإحياء على تقليد أساليب وموضوعات الشعر الجاهلي والعباسي.
- الاهتمام باللغة الفصيحة: سعى شعراء البعث والإحياء إلى استعادة فصاحة اللغة العربية وقوتها، والتعبير عن قضايا المجتمع والأمة.
- المعارضة الشعرية: استخدام أسلوب "المعارضة الأدبية"، وهو كتابة قصائد تحاكي قصائد مشهورة من العصر القديم.
- التركيز على اللغة: الاهتمام بإحياء اللغة العربية الفصحى واستعادة فصاحتها وقوتها.
- النزعة القومية والدينية: ربط إحياء الشعر العربي بالحفاظ على الهوية القومية والوجود الديني.
- الاهتمام بالموضوعات الوطنية والاجتماعية: عبر شعراء البعث والإحياء عن قضايا الأمة العربية، مثل الاستعمار والفقر والجهل.
أبرز رواد خطاب البعث والإحياء:
- محمود سامي البارودي: يعتبر رائد هذا الاتجاه.
- أحمد شوقي.
- حافظ إبراهيم.
- جميل صدقي الزهاوي.
- حسين المرصفي.
تقييم خطاب البعث والإحياء:
- ساهم هذا الخطاب في إحياء الشعر العربي وإعادة الاعتبار للغة العربية الفصحى.
- إلا أنه واجه انتقادات بسبب تركيزه الشديد على محاكاة القديم، مما قد يحد من الإبداع والتجديد.
- رغم حرص الإحيائيين على التطوير والتجديد إلا أن إيمانهم بالموروث العربي القديم عمل على تقويض حرية القصيدة وتقليص مساحات الذاتية و خصوصية التعبير.
مدرسة الإحياء والبعث:
- عمل شعراؤها على بث روح التجديد في الشعر العربي استناداً على موروث أدبي ضخم.
- حرصوا على العمل من خلال منظومة تحافظ على المثل العليا في الشعرية القديمة وإخضاعها للتحديث مع مراعاة الوظيفة الاجتماعية للقصيدة.
خلاصة:
باختصار، يمثل خطاب البعث والإحياء مرحلة هامة في تاريخ الشعر العربي الحديث، حيث ساهم في إعادة إحياء التراث الشعري العربي الأصيل، ووضع الأسس لحركات شعرية لاحقة.
التسميات
باك