لقد تحصن لبنان بفضل مقاومته الباسلة ضد التوسع الاسرائيلي، واستطاع ان يمنع العدو من الهيمنة على جنوبه الغني بالمياه التي يطمع فيها العدو الذي ما زال يستغل مساحة كبيرة منها في مزارع شبعا، التي ما زالت محتلة، ومع ذلك هناك من ينادي بنزع سلاح المقاومة، تحقيقا لرغبة الصهيونية، ويسوق لذلك مختلف الحجج، ليتيح لاسرائيل احتلال جنوب لبنان ثانية، وهذا الفريق لا شك في انه يمثل طابورا خامسا يعمل الموساد الاسرائيلي من خلاله للتسلل الى لبنان، وتكوين الخلايا الجاسوسية التي تم كشف بعضها، ومثلما هو الوضع في لبنان، فإن منطقة الخليج تزخر بمثل هؤلاء المتعاطفين مع الموساد الاسرائيلي، وفيهم اعلاميون وكتّاب وتجار وصعاليك، منهم من يستغل فيه الموساد نوازعه المذهبية المتطرفة، او العنصرية المتخلفة، او القبلية الجاهلية ــ فيستميلها المال الصهيوني الذي يدفع بلا حساب للوصول الى تحقيق اهدافه العدوانية، سواء ببث سموم اعلامية في وسائل الاعلام، او تنفيذ اغتيالات لقيادات مؤثرة مناوئة للمد الصهيوني التوسعي الساعي إلى الهيمنة على المنطقة، وذلك من خلال تغلغله في كل المجالات بما فيها التعليمية والعسكرية والاقتصادية.
وقد زاد نشاط الموساد، وبدأ يشن حرب الاغتيالات للقيادات والشخصيات المعارضة له وللصهيونية العالمية، والممانعة للاستعمار الجديد، لتكون هذه الحرب بديلة من الحروب العسكرية التي لم تعد اسرائيل قادرة على تحقيق نصر من خلالها، فانكفأت الى الداخل لتقوية وجودها في الاراضي المحتلة، وتكوين لوبي عربي صهيوني يخدم اطماعها، ورصدت لذلك كل امكاناتها لتجنيد العناصر المناسبة لتنفيذ حربها بأسلوبها الجديد.. معتمدة على العصبيات العنصرية والمذهبية والقبلية.
وبات أمرا طبيعيا أن نقرأ في الصحف العربية مقالات لكتاب يشيدون بإسرائيل، ويتقربون منها بمقابلات مع قادتها، ويعظمون شأنها في دعوة إلى الاستسلام لها، فيما البعض يطالبون بوقاحة بفرض الوصاية الاميركية والصهيونية على العراق لمجرد انه يقيم علاقات جوار حسنة مع جارته إيران الإسلامية المناوئة لإسرائيل، والبعض الآخر يشيدون بضرب إسرائيل للشعب الفلسطيني في غزة، لأنه يعارض الاحتلال ويطالبونه بالاستسلام.
ولا شك في أن هذه المشاعر والميول الجياشة كنافورة فوارة تقذف مياها عفنة، هناك من يحركها لبث عوامل الخلاف بين شعوب المنطقة للنيل منها، وعلى الاخص تمزيق الامتين العربية والاسلامية والاساءة الى الاسلام والعروبة.. وفي مقابل هذه الحرب الصهيونية المعلنة علينا، خفتت اصوات الممانعين للتطبيع مع اسرائيل، وكأن التطبيع بات وشيكا، ولكن لا ينبغي ان نبخس نشاط اجهزة الامن الاماراتية حقها فيما قامت به من كشف نشاط الموساد الاسرائيلي، وتعريته امام العالم بعد تورطه في اغتيال القيادي الفلسطيني (المبحوح). يا ترى هل الجهاز الامني في الكويت على اتصال بالامن الاماراتي، ويبدي اهتماما كافيا بمجريات التحقيق هناك؟ وهل بدأ التدقيق في اشخاص الاجانب المقيمين في الكويت، والتدقيق في جوازات وفيز الواردين اليها؟
هل أعدوا العدة لحماية المجتمع من هذا الاختراق الصهيوني؟
مصطفى الصراف
التسميات
موساد