قصائد للشاعر الفرنسي جان ايف ماسون.. الضوء يرقص في المصابيح كان يمسك بين يديه الكتاب المتوهج للحكمة

فجأة عاد الملاك الساطع، عند المساء،
الضوء يرقص في المصابيح، كان يمسك
بين يديه الكتاب المتوهج للحكمة
يا لعينيه! كم تلمعان، أي شعلة
ألّف منها جسده، بالكاد أستطيع رؤيته
بعينين مفتوحتين وأبكي لرؤيته من جديد. شككتَ ، قال بصوت صارم. لا تتأخر! آن لك أن تنزل
إلي أعماقك كي تنسل منك الضوء
 .................... 
من أجل الزيتونة الليلية التي تصلي في الظلال
تحت الكوكب الذي يحارب في ذلك الصيف. من أجل هذا الدرب
المرغوب فيه بشدة والذي ينحدر جهة صمت
وادي العطاءات السرية. من أجل الذين جاؤوا عطشي
ليشربوا من النبع الكامل.من أجل هؤلاء النساء اللواتي يمجدن طقوس
الصور، التي هي البداية الحقيقية للحكمة
من أجل كل هؤلاء الذين ينتظرونك، يا إله المستقبل
الذي سيعتني بجمال الأجساد مع الأرواح،
من أجل كل هذا أصلي و أنتظر وآمل.
 .......................... 
للحكمة أصابع الخزامي، تعطر الخزائن،
تجني الفواكه في الحديقة وتفضل الفواكه علي الزهور،
هي لا تقطف الزهور ولا تضعهم في المزهريات.
للحكمة عيون القطة، لأنها تري أفضل في العتمة،
نومها عاشق العالم والكون منزلها
الحكمة تحب بقوة القمح وتعرف ثمن الصبر
للحكمة الشجاعة المتباهية بنفسها، وكل شيء ينم عن حنانها
إنها بنت الصوان، خادمة وسيدة في الوقت نفسه. الحكمة تتقدم مقنّعة، وتعرف أن إلها يتكلم في أحلامنا.
 ....................... 
يا حب، يا فراغ صبر طويل! كان يقول. وكان
ذلك مثلما في الحلم، كان يذهب في درب الظل
حيث سبق أن مرّ عدة مرات. لكن اليوم
ذهب الدرب بعيدا، مشهد كامل مفتوح،
وفوق تومض قمم شيئا فشيئا علي خطوات المشاء
وفي صمت الحقول الألوان تسطع أكثر كثافة
وهدأ كل خوف وكل حذر،
انتهت أصوات القلب، والدروب الحلزونية للروح،
صوت يقول: الليل أتي. إنه بدء العالم
 .......................... 
جالسا علي صخرة قرب النبع
حيث الظل المتقد والضوء يتزوجان،
رصدت نوم الحجارة البيضاء،
اللون الترابي الحريري للنهار والظهيرة المحاربة
بين الزيتونات و شوك الجمل. أيها الماء المنشد الجميل،
هبني من أملاكك الليلية التي لها طعم
هذه النضارة التي علي اللسان،من ومضات
البرق هذه التي في وثباتك علي الرغوة و الصخر
و عطر أشجار الدفلي الفخورة في الريح الصافية.
 .................... 
مرة وحسب، مرة وحسب في البرق
الإمساك بأثر اللحظة علي الماء الأبدي،
و أنتم أيتها العصافير الكبيرة السوداء! الشعور مرة وحسب
بحلقاتكم الليلية الكبيرة، بطيرانكم المشبع بالعالم،
وسماع نداءاتكم في الغابة العميقة
عندما يضرب عند منتصف الليل بشكل أقوي الدم علي الصدوغ. أيها الأدلاء ويا حراس النوم، يا المهاجرون الساكنون
يا خدّاما يقدمون باللهب الأسود
فرائض الليل، وطفولة الأرض.
 ............. 
تعال مرة أخري، تعال بالتحديد
علي جرح القلب
ضع ملح ضوئك
تعال قل للعيون: ستصيرين رمادا، ولليدين غبارا،
ولكن تعال بفرحك الذي يريد الأبدية
والتناقض العلوي لعوالمك،
أيها الحب ،تعال هنا بدموعك والتلهف
المحتدم الرمادي للدم
الذي يجمد الكل ويوثق الكل، مع سيوف نومك،
ولكن تعال مع نار المستقبل،
تعال قل للقلب الفاني: أحببتك.
 ................ 
يوما ما علي الأقل كنا، حبيبي،
في فناء صيف بين الآلهة الغائبة
ذوات الصور المقفرة التي لم يعد فيها غير جمال رمادي،
ونحن
بين كل كدسة الجذوع، والوجوه،
والدروع البلا ضوء وكم من المذابح
حيث الصلاة ماتت بلا عودة، نذهب
جهة مذبح سري حيث يرقص ضوء
أكثر هشاشة، ويقول: الإنسان إله ميت
وكل الصيف يرتعش من سكْر لا يتوقف
حولنا، بين أقنعة الإلهي.
..............
أنتم يا من تمرون تحت أشجار المساء
أيها المتنزهون الليليون الباحثون ربما عن صورتهم
في أعماق الليل حيث القمر يتناقص،
يا أرامل كل نوم، أيها المشاؤون الليليون الذين يأتون،
مع قلق القلب، ليلجأوا إلي هذا الظل
سامعين صوت الماء، وربما نشيد القبرة،
أصمتوا خطواتكم.اتركوا كل أمل
وكل ندم . هنا البلد الرحيم للظل
حيث يُحَضّر الفصل الجديد بحسب جهنم.
.............. مشدودة كما قوس، يا فضة بهية
لصيد أيلول!يا قمرا جديدا،
يا شاهدة ماضيّ، يا قمرا صافيا! الناهضة
فوق الماء النائم، أعثر
فيك علي وجه أمي الصافي. أراك من جديد،
طفولة ذهبية! وأعرف الذي أوصيت عليه،
أشعر يرتعش فيك كل ما يشرف علي ولادتي. أعرفك: جهنمية أو سماوية أو موهوبة للتيه
بلا نهاية علي كل شواطئ البحر
ترجمة: صالح دياب 

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال