صراع السنة والشيعة في العراق:
جذور الصراع:
يعود تاريخ الخلاف بين السنة والشيعة في العراق إلى قرون مضت، إلى الانقسام الذي حدث بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عام 632 ميلادي.
الاختلاف حول خلافة الرسول:
- يعتقد السنة أن الخلافة يجب أن تُختار من قبل المسلمين، بينما يعتقد الشيعة أن علي بن أبي طالب، ابن عم الرسول وزوج ابنته فاطمة، هو الخليفة الشرعي الوحيد.
أحداث تاريخية:
- شهدت القرون التالية صراعات سياسية ودينية بين السنة والشيعة، بما في ذلك معركة الجمل (656) ومعركة صفين (661) التي أدت إلى مقتل علي.
- تعرض الشيعة للاضطهاد والتهميش على مر التاريخ، خاصة خلال العصر الأموي والعباسي.
- تأسست الدولة الصفوية الشيعية في إيران عام 1501، مما عمق الانقسام بين المذهبين.
الصراع في العراق الحديث:
- العهد الملكي (1921-1958):
- هيمنت النخبة السنية على السلطة، بينما عانى الشيعة من التمييز.
- ثورة 1958 بقيادة عبد الكريم قاسم، أدت إلى صعود الشيعة إلى السلطة لأول مرة.
- عهد البعث (1968-2003):
- قمع صدام حسين الشيعة بشدة، مما أدى إلى تمردات وانتفاضات.
- حرب الخليج الأولى (1991) فرضت منطقة حظر طيران في شمال العراق، مما أدى إلى تأسيس منطقة حكم ذاتي كردية واقعة تحت حماية الولايات المتحدة.
- غزو العراق عام 2003:
- أدى الغزو إلى سقوط نظام صدام حسين، مما أتاح للشيعة فرصة المشاركة في العملية السياسية بشكل كامل.
- تصاعد التوتر الطائفي بين السنة والشيعة، خاصة مع صعود الميليشيات الشيعية والقاعدة في العراق.
- تأسيس تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) عام 2014، زاد من حدة الصراع، حيث استهدف الشيعة والمدنيين الآخرين.
التحديات الحالية:
- التنافس على السلطة والموارد: يسعى كل من السنة والشيعة إلى الحصول على حصة أكبر من السلطة والموارد في العراق الجديد.
- التمييز الطائفي: لا يزال الشيعة يتعرضون للتمييز في بعض مجالات الحياة، مثل التعليم والتوظيف.
- التدخل الخارجي: تسعى دول إقليمية مثل إيران والسعودية إلى التأثير على السياسة العراقية من خلال دعم الفصائل الشيعية والسُّنية على التوالي.
- ضعف الدولة: تعاني الحكومة العراقية من ضعف وعدم كفاءة، مما يجعل من الصعب عليها معالجة التحديات الطائفية.
مساعي المصالحة:
- العمل الديني: يلعب المرجع الديني الشيعي الأعلى، آية الله علي السيستاني، دورًا هامًا في الدعوة إلى الوحدة والتعايش بين السنة والشيعة.
- المبادرات المدنية: تنظم العديد من المنظمات غير الحكومية فعاليات وبرامج تهدف إلى تعزيز التفاهم والتعاون بين المجموعات الطائفية المختلفة.
- الحوار بين الأديان: تجري مناقشات وحوارات بين الزعماء الدينيين من السنة والشيعة بهدف إيجاد أرضية مشتركة.
مستقبل العراق:
- مستقبل العراق مرهون بقدرة العراقيين على تجاوز الانقسامات الطائفية وبناء دولة موحدة وديمقراطية.
- يتطلب ذلك التزامًا قويًا من قبل جميع العراقيين بالتسامح والاحترام المتبادل والعدالة الاجتماعية.
- لا تزال رحلة المصالحة طويلة وشاقة، لكن هناك بصيص أمل في مستقبل أفضل للعراق.
التسميات
عراق