الحياة الشخصية للفتيات المراهقات.. بين التفكير في النجاح المدرسي والظهور بشكل افضل لأجل انفسهن وآبائهن ومدرسيهن

بدأ علماء الاجتماع والمختصون في الطب النفسي والعقلي بالاهتمام بالحياة الشخصية للفتيات المراهقات، بعد ان وجدوا انهن يواجهن العديد من الصراعات النفسية.
وفيما اهتم الاختصاصيون النفسانيون في السابق اكثر بظاهرة المراهقة بصفة عامة، فهم يبحثون اليوم في الفروقات بين الجنسين مثل البروفيسور ميشال فيز، الذي خصص آخر دراساته للفتيات.
لقد كان التكيف مع المجتمع والمنظومة المدرسية ابرز مشكلة تواجه الفتيات المراهقات، حيث تقول المختصة النفسانية ماري شوكت: «كان الاولاد يذهبون الى المدرسة لرؤية اصدقائهم، بينما تذهب الفتيات ليظهرن بشكل افضل لأجل انفسهن ولأجل آبائهن ومدرسيهن».
ومن هنا يظهر ان التفكير في النجاح المدرسي كان دافعهن الرئيسي، لكن في الحقيقة، واذا ما صدقنا ما يقوله المختصون الذين يستقبلون العديد من الفتيات يوميا، فإن صراعات داخلية جديدة اضحت تهدد استقرار الفتيات في عمر المراهقة.
تقول المعالجة النفسانية دومينيك كوبر رواير ان تطور اجساد الفتيات اصبح سريعا جدا، حيث بدأت مظاهر البلوغ تظهر عليهن وهنّ في الصف الخامس أو السادس الابتدائي، فتراهن يتصرفن كالبالغات بسرعة، ويظهر ذلك في سلوكياتهن، حيث لا يلعبن في ساحة المدرسة اثناء الاستراحة... وتعترفن اثناء الجلسات مع النفساني بأنهن قضين بعض الوقت في اللعب مع دمية باربي نهاية الاسبوع.
هذا الفرق الواضح بين نمو جسد البنت السريع وعدم نضجها الفكري يضاف الى انشغالات المختصين، بل ويثير قلقهم، مثلما تشير اليه ماري سانشات (سنة أولى تعليم ثانوي مهني)، حيث تقول {البنت مجبرة على الانتباه لشكلها.. ذلك ان الفتيات سيلاحظن كل شيء فيها، وحينها يصبح الماكياج مهما جدا بالنسبة لها».
وتقول دومينيك كوبر رواير إن الفتيات في مرحلة المراهقة يعانين من الاضطرابات الغذائية ومن القلق بسبب خوفهن من الانفصال عن الوالدين.
وهنا تكمن اهمية الحوار الاسري بين الوالدين والبنات اللواتي، وبسبب غياب الحوار العائلي، يبحثن عن صداقات وعلاقات عبر شبكة الانترنت وعن طريق الهاتف النقال.
يبدو الحوار امرا غير ذي قيمة بالنسبة لبعض الاهل، لكنه ضروري جدا لتجد الفتيات من يستمع اليهن والى همومهن.
باسكال سانك (لوفيغارو)
أحدث أقدم

نموذج الاتصال