الكليات العلمية في العراق والتمييز بين الجنسين:
شعور لا يوصف ذلك الذي يدور في مخيلة الشباب عند دخولهم الى الجامعة في العراق. فاليوم الذي انتظروه طويلاً بات حقيقة واقعة بعدما تجاوزوا المرحلة الصعبة من امتحان البكالوريا ووصلوا الى الجامعة.
لكن هذا الشعور قد يبتعد عن الرضا في أحيان كثيرة عندما يعجز الشاب او الفتاة عن الدخول الى الاختصاص المرغوب لأسباب عديدة، أهمها المعدل الذي يتحكم في شكل أساسي في اختيارات التخصص الجامعي، والضغوط التي يواجهها بعض الشباب من قبل عائلاتهم لإجبارهم على توجهات دراسية معينة.
معايير توزيع الطلبة:
وتقضي قوانين التعليم العالي في العراق بتوزيع الطلبة على الجامعات والكليات والاقسام التابعة لها طبقاً للمعدل العام الذي حصل عليه الطالب في امتحانات البكالوريا، وليس بحسب الرغبات الشخصية. كما ان المعدلات التي تشترطها الوزارة للإناث غالباً ما تكون اعلى من الذكور في الجامعة لأسباب غير مبررة. وتقبل غالبية الكليات العلمية مثل الطب والهـندسـة والصـيدلة الطلاب الـذكور بمـعـدلات اقل من مـعدلات الإنـاث ومثلها يفـعل بـعض الكليات التقنية. اما الكليات الانسانية فلا فرق فيها بين الجنـسين من ناحية القبول كما انها تقبل بعض المعدلات المنخفضة من طريق نظام حجز المقاعد المخصصة لفئات معينة من موظـفي الدولة كالعسكريين وبعض المسؤولين.
تمييز إيجابي بين الطلبة:
وعلى رغم التـنافس الـذي تـشهده المدارس بين طلبـتها للحـصول علـى درجـات جـيـدة تؤهلهم دخول الجامعات التي يرغبون بها، تصاب غالـبية المـتنافسين بخيبة امل عندما يخرج قرار مفاجئ من وزارة التعليم بمنح فئة معينة من الطلبة عشر درجات إضافية كالذين توفي ذووهم في الانفجارات او النزاعات الطائفية.
نتائج عكسية:
فعلى رغم تعاطف بقية الطلبة مع زملائهم في مصائب من هذا النوع وهم على مقاعد الدراسة، قد ينقلب هذا التعاطف لاحقاً الى تذمر وحسد حينما يتفوق هؤلاء بالدرجات التي حصلوا عليها على اقرانهم ويتسببون في رفع معدلات القبول في الجامعات.
فالطالب الذي يحصل على معدل 90 في المئة وتضاف له عشر درجات نتيجة لإحدى الحالات السابقة سيكون معدله 100 في المئة ويؤهله لدخول كلية الطب بدلاً من كلية الهندسة بعكس زميله الحاصل على معدل 95 في المئة بمجهوده الخاص ومن دون إضافات والذي قد يسبب رفع المعدلات في إدخاله كلية الصيدلة او الهندسة بدلاً من كلية الطب التي كانت تمثل طموح حياته.
الأهل يفضلون الكليات القريبة:
اما الاهل الذين يسارعون الى وضع مدرسين خصوصيين قبل امتحانات البكالوريا بأشهر، فنادراً ما يتركون الشباب يختارون الجامعة او القسم الذي يرغبون به. ويطلب الاب او الام من الأبناء ان يتم ملء الانسيابية العامة التي توزعها المدارس الاعدادية بعد اعلان نتائج الامتحانات العامة امام اعينهم ليتأكدوا من انهم دونوا الاختصاص الذي يطمح له الأهل.
اعتبارات عائلية وأمنية:
ويفضل سـكان المـحافظات أن يسجل أولادهم اسم الـكليات المـوجودة في محافظاتهم أولاً لضمان القبول طبقاً للرقـعة الجـغرافية الذي يعطي الطالب افضـلية القبول في الجامعة الموجودة في محافظته قبل غيرها، وثانياً لأن الوضع الأمني فـي العاصـمة بـغداد لا يـزال يـشكل مصدر قلق لسكان بقية المدن العراقية الذين يفضلون ان يدرس أولادهم في جامعات قريبة على ان يخاطروا بحياتهم في أماكن أخرى.
انسيابية القبول:
وفي وقت تستمر مطالبات أولياء الأمور وزارة التعليم العالي برفع الانسيابية والقبول المركزي وإطلاق حرية التقديم للطلبة طبقاً لرغباتهم الذاتية، ينظر القائمون على الأسلوب التقليدي المتبع في إدارة دفة التعليم في البلاد الى الأمر على أنه نوع من المحرمات، ويجدون ان الانسيابية هي الحل الأمثل لقبول الطلبة بحسب معدلاتهم، لا سيما ان الانسيابية تمنح الطلبة بعض الحرية في ترتيب الجامعات والكليات التي ينوي الانتساب اليها.
التسميات
عراق