مقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية يتطلب إنجاحه كل فعاليات الوطن

في ظل تزايد الدعم للمقترح المغربي للحكم الذاتي بهدف حل النزاع المفتعل حول الصحراء، تستعد فعاليات بالمملكة إلى تنظيم قافلة نقاش وحوار وطني حول هذا المشروع، للتعريف بأهدافه وأبعاده.

 وينتظر أن تعرف هذه القافلة، التي ستجوب عدة مدن إلى غاية 25 دجنبر المقبل، مشاركة فاعلين مغاربة من مختلف المشارب، كالفن، والإعلام، والاجتماع، والاقتصاد، والسياسة.

ويتضمن برنامج هذه القافلة خمس محطات، انعقد أولها في 6 نونبر الجاري بمراكش، قبل أن تحط الرحال في فاس، ثم مدينة أصيلا، والرباط، والعيون، إلى جانب تنظيم حملة توضيحية بالمدارس من خلال الأكاديميات ووزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي.

وقال العربي أقصبي، مدير وصاحب فكرة قافلة "نعم للحكم الذاتي"، "هذه القافلة تهدف إلى مساندة كافة الجهود التي تقوم بها الدبلوماسية المغربية فيما يخص هذا الملف، إلى جانب تسليط الضوء على مختلف جوانب المشروع، وتعبئة الرأي العام للانخراط فيه".

وأكد العربي أقصبي، في تصريح لـ "إيلاف"، أنه يراد من هذه الخطوة "توجيه رسالة إلى المجتمع الدولي مفادها أن المغاربة يباركون هذه المبادرة ويلتفون حولها، مشيرا إلى أن "القافلة تسعى إلى فتح نقاش وطني يهدف إلى تقريب الفكرة من الناس والتواصل مباشرة معهم".

وذكر مدير القافلة أنه جرت، في البداية، برمجة خمس محطات، لكن إثر الدعم الكبير الذي سجل من قبل فعاليات المجتمع المدني، جرى التفكير في توسعة القافلة لتشمل مجموعة من المناطق"، مبرزا أن هناك احتمال أن تأخذ مسارها حتى في الخارج، حيث يوجد نسبة مهمة من أفراد الجالية المغربية المقيمة في الخارج. وأوضح العربي أقصبي أن "هناك اتصالات مع جمعيات في كندا، وفرنسا، وبلجيكا، بهدف التوجه إلى هذه البلدان"، مضيفا أن "القافلة استطاعت أن تفتح نقاشا، وتكون صوتا لجميع المغاربة لقول (نعم للحكم الذاتي)".

وتنظم هذه القافلة، بالخصوص، جمعية "رباط الفتح"، وجمعية "الأطلس الكبير"، ومؤسسة "روح فاس"، ومؤسسة "منتدى أصيلة"، و"ائتلاف الساقية الحمراء – العيون".

وتعززت هذه التحركات المكثفة بخصوص هذا الملف، بدعوة رابطة الشباب الديمقراطيين المغاربة إلى خلق حوار شبابي للتعريف بمشروع مبادرة الحكم الذاتي من أجل تعزيز حضور الشباب في الدفاع عن القضايا العادلة للمغرب، وفي مقدمتها الوحدة الترابية.

وشددت الرابطة، في بلاغ لها، على ضرورة تنظيم حوارات وطنية حول قضايا الوحدة الترابية ووضع برامج من أجل التعريف بمختلف مكونات الهوية الوطنية والذاكرة الجماعية، مشددة التزامها بالانخراط الإيجابي والمسؤول في تدعيم الخيار الديمقراطي وتعزيز مجال الحريات العامة.

ودعت إلى توثيق وتعميم المعرفة المرتبطة بمختلف جوانب ملف الوحدة الترابية وتمكين الشباب من المعطيات والمعلومات المرتبطة بقضاياها.

ويأتي هذا في وقت سجل ارتياح في المغرب، بعد أن أكدت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، بمراكش، أنه لا تغيير في موقف الولايات المتحدة من قضية الصحراء.

وقالت كاتبة الدولة الأميركية، في معرض ردها على سؤال حول مقترح الحكم الذاتي في الصحراء الذي تقدم به المغرب، أنه "من المهم بالنسبة لي أن أجدد التأكيد، هنا بالمغرب، على أنه لا تغيير في سياسة الولايات المتحدة"، في ما يتعلق بقضية الصحراء.

وجاء تصريح كلينتون، خلال ندوة صحافية مشتركة مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الطيب الفاسي الفهري، على هامش الدورة السادسة لمنتدى المستقبل. وكانت الولايات المتحدة قد وصفت، في عدة مناسبات، المقترح المغربي القاضي بمنح حكم ذاتي للأقاليم الجنوبية بـ "ذي المصداقية والجاد".

 وتتولى الرباط إدارة الصحراء منذ ذلك الوقت وتعتبرها جزءا لا يتجزأ من المملكة. واقترح المغرب خطة حكم ذاتي لتسوية هذا النزاع، لكن البوليساريو المدعومة من الجزائر تطالب بالاستقلال.
أيمن بن التهامي من الدار البيضاء
* إيلاف
أحدث أقدم

نموذج الاتصال