تتزايد الطروحات والأفكار والمشاريع والمؤتمرات والتوصيات الدولية والإقليمية من اجل العمل على إلغاء عقوبة الإعدام في دساتير وقوانين بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا بعد أن استطاعت هذه الطروحات من إلغاء عقوبة الإعدام في معظم الدول الغربية حيث نصت المادة الثانية من ميثاق الحقوق الأساسية للاتحاد الأوروبي على منع عقوبة الإعدام في الاتحاد الأوروبي.
من حيث السلبيات والايجابيات نستطع ألقول أن عقوبة الإعدام هي ليست عقوبة إصلاحية يتوجب منها إصلاح المجرم بل أداة ردع للمجتمع على عكس عقوبة السجن بأنواعه الذي يهدف الى إصلاح المجرم عن طريق زجه في مؤسسات عقابية إصلاحية أضف الى انه أداة ردع أيضاً.
وربما تنطلق هذه الأفكار من كون الروح هي هبة من الله ولايجوز لبشر أن ينتزعها، أو أنها تفضي إلى إعدام أبرياء مشيرين إلى أن السجن مدى الحياة بديلاً أكثر فعالية وأقل من حيث التكلفة.
ولكننا إذا نظرنا من للموضوع اخذين بنظر الاعتبار نوع الفعل ألجرمي فنجد أن بعض الجرائم الجسيمة وبعض المجرمين الذين يشكلون خطراً على المجتمع لابد من التعامل معهم بشكل صارم مثل جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وجرائم القتل الوحشية والاغتصاب المفضي الى موت المجني عليها.
اضافة الى جرائم أخرى يشكل مرتكبيها خطرا محدقا على المجتمع ، اضافة الى أن قبول أو رفض هذه العقوبة يختلف باختلاف المجتمعات، حيث تتوسع بعض الدول في تطبيق هذه العقوبة وبشكل تعسفي أحياناً وخصوصا في الجرائم السياسية بينما تضيق في بعض الدول الأخرى.
وقد وضعت التشريعات منذ القديمة آليات وشروط لتطبيق عقوبة الإعدام تطورت وتنوعت هذه الآليات بتطور المجتمعات واختلقت باختلاف الحضارات وتشريعاتها بحيث نلاحظ انحسار تطبيقها كلما تقدم العصر إلى أن جاءت العصور الحديثة التي تنادي بإلغاء عقوبة الإعدام نهائياً.
وقد حددت التشريعات الإسلامية آليات لتطبيق عقوبة الإعدام تم استنباطها من الآيات القرآنية وفصلتها الأحاديث النبوية، و للضحية أو أسرته الحق في العفو عن الجاني إن شاءوا ذلك غير أن هناك بعض الحالات لايكون فيها عفو مطلقا مثل الارتداد عن الدين الإسلامي
وأما بالنسبة للبوذية فيما يتعلق بما إذا كانت البوذية تحرم عقوبة الإعدام أم لا. على الرغم من أن الوصية الأولى من الوصايا الخمس للبوذية تدور حول الامتناع عن تدمير الحياة.
كما أن الفصل العاشر من كتاب تعاليم بوذا Dhammapada ينص على أن: الجميع يخشى العقاب؛ الجميع يخشى الموت، مثلك تمامًا. لذا، لا تقتل أو تتسبب في قتل أحد.
الجميع يخشى العقاب، والجميع يحب الحياة، مثلك تمامًا. لذا، لا تقتل أو تتسبب في مقتل أحد.
أما بالنسبة لليهود فانه لا تعارض تعاليمهم الرسمية تطبيق عقوبة الإعدام، بيد أن الدليل المقدم اللازم لتنفيذ حكم الإعدام لا بد وأن يكون جازمًا وقاطعًا.
ولكن من الناحية العملية، ألغيت هذه العقوبة طبقًا للعديد من القرارات المبنية على نصوص التلمود، وتدين الديانة المسيحية في بعض مواقفها عقوبة الإعدام (بمن ضربك على خدك الأيمن، فأدر له خدك الأيسر) غير أنها تؤيدها في مواطن أخرى وهناك قائمة كاملة بالمواقف التي تدعم تنفيذ عقوبة الإعدام.
والحديث يطول عن ايجابية عقوبة الإعدام التي تعتبر خير دواء لبعض المجرمين الخطرين ورادع قوي وصمام أمان لبعض للمجتمع ربما يؤدي إلغاءه الى تمادي الكثير من محترفي الجريمة وضعاف النفوس.
التسميات
حقوق الإنسان