مرحلة المراهقة وسعي المراهق إلى إثبات ذاته بين افراد المجتمع والاستقلال عــن مساعدات الأسرة

تعريف المراهقة:

المراهقة مرحلة عمرية من حياة الفرد والتي تبدأ من نهاية طفولته (12 عاما)، وتنتهي عند بداية سن الرشد (19 عاما). وهي بهذا تعتبر فترة انتقالية تتميز بمميزات خاصة ومختلفة، يحاول فيها المراهق إثبات ذاته بين افراد المجتمع، والاستقلال عــن مســاعدات الأسرة، ليصبح في الأخير شخصا يكفي حاجاته ومتطلباته بالاعتماد على نفسه، أي أنه " يتوق إلى التخلص من قيود الأهل و إلى أن يصبح مسؤولا عن نفسه".

المراهقة عند الإناث والذكور:

فالبنات تبدأ عندهن فترة المراهقة بظهور الطمت، أما بالنسبة للصبيان فيعتبر ظهور الشعر في أماكن مختلفة من الجسم العلامة والمعيار الأساسي لبداية مرحلة المراهقة، إضافة إلى تغيرات أخرى مرافقة كاتساع الكتفين وتغير نبرة الصوت. كما يرافق هذه التغيرات المظهرية للجسم بداية بعض الغدد في إفراز هرمونات مختلفة داخل دم المراهق.

تغيير السلوك:

كل هذا يدفع المراهق إلى تغيير سلوكا ته ومن مواقفه داخل الأسرة ومع المجتمع، ومع نفسه أيضا. كما تتغير نظرة الآخرين من آباء ومجتمع اتجاهه، حيث يؤدي في غالب الأحيان سوء فهم هذه المرحلة الخطيرة إلى عدمتقبل سلوكاته ، مما يحدث توتر بينه وبين محيطه الذي يعيش فيه، سواء داخل الأسرة أو في المدرسة.

خطورة المراهقة:

مرحلة المراهقة مرحلة خطيرة وحرجة في حياة الإنسان، فإذا لم يتم تجاوزها بشكل سليم ستكون لا محالة مخلفات نفسية داخل كيان هذا الفرد . إننا اليوم – كآباء وأساتذة وأصحاب القرار السياسي – مطالبون بوقفة جادة وصريحة، نشخص فيها معاناة فلذات أكبادنا، ثم نتفق بعد ذلك على استراتيجية واضحة المعالم والأهداف، نستطيع من خلالها التحسيس بخطورة ما يعانيه أبناؤنا، والاهتمام بهم.

الاهتمام بالطفولة:

ولما كانت الطفولة هي الرهان الحقيقي للمستقبل، فسنكون ملزمين بتخصيصها بالاهتمام وتركيز العناية بها حتى نقي الفطرة الطرية لفح الرياح العقيمة ، ونستطيع بالتالي تكوين جيل الغد يكون قادرا على مواجهة التحديات المستقبلية والتي تتجلى معظمها في هيمنة النموذج الغربي الجاهلي الذي تجرد من الدين والأخلاق.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال