التربية وتحفيظ القرآن للبنات وتعويدهن على اللباس الساتر .. التربية دين في أعناق الآباء لأبنائهم

انتشرت ولله الحمد في مناطق عدة مدارس تحفيظ القرآن الكريم وحري بكل أب وأم أن يسارعا إلى إدخال ابنتهما في هذه المدارس التي تقرأ فيها البنت القرآن كل يوم، وتنشأ وتتربى على أيدي معلمات داعيات، ومن لم يتيسر له ذلك صباحًا فلا أقل من إلحاقهن بمدارس التحفيظ المسائية التي جعل الله فيها خيرًا كثيرًا، ففيها تحضر الابنة مجالس القرآن وتتربى على القرآن وتسير على نهجه وتعاليمه وهنيئًا لها الصحبة الطيبة في تلك المدارس.

تميزت المرأة المسلمة بلباس ساتر لا تبرز فيه المرأة مفاتنها ولا يرى الرجال منها خصلة شعر! ولما ضعف الدين وانهزم الكثير وركز الإعلام على إفساد المراة انتشرت ألبسة ليست من لباس المسلمات!

وتنشأ الصغيرة -مع الأسف- على العري والتفسخ وقلة الحياء والتعود على إبراز الصدر والنحر والساق حتى إذا كبرت كان الأمر عاديًا لديها لأنها نشأت وتربت عليه!

قال (ص) في الحديث المشهور عند مسلم: «ونساء كاسيات عاريات» وذكر أنهن لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «إن الكاسية العارية إما لرقة ثوبها، أو لقصره، أو لضيقه».

وقال الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- عن لبس الصغيرات الملابس القصيرة: «ولا يجوز التساهل في ذلك مع البنات الصغار لأن تربيتهن عليه يفضي إلى اعتيادهن له وكراهيتهن لما سواه إذا كبرن، فيقع بذلك المحذور والفتنة التي وقع فيها الكبيرات من النساء».
وقد أرسل عمر ض إلى جنوده في بلاد فارس: «إياكم وزي أهل الشرك» وما نراه من عري وتفسخ إنما هو من أولئك وليس من لباس المسلمات!

ومما يندى له الجبين في المظهر ما استشرى من قصات شعر محرمة تقصها الفتاة المسلمة متشبهة بالكافرات مثل القصة الفرنسية أو قصة ديانا أو غير ذلك!

ما نقوم به من عمل تربوي هو من أعمال العبادة لله -عز وجل- وفيه براءة للذمة، ولا بد أن نعلم أن الهادي هو الله -عز وجل- (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) [القصص: 28].

ولدينا ولله الحمد وسائل لتطبيق ما ذكر سواء بالترغيب أو التشجيع أو الترهيب وكلها قد وردت في سنة المصطفى (ص).

وكل أب وأم لديهم من الذكاء والفطنة الكثير، ويبقى تحمل الأمانة، فنحن نرى أن الابنة إذا رفضت الذهاب إلى المدرسة أجلبنا بخيلنا: نسأل ما السبب؟ ونحاول أن نعالج الأمر بشتى السبل والوسائل حتى ينتهي الأمر!

فما بال أمر الآخرة أرخص وأقل ثمنًا من الدنيا!
وقد ذكرت مدرسة عن تجربتها بين التعليم والتربية فقالت: تأتي إلينا والدة الطالبة حريصة قلقة على ضياع نصف درجة في إحدى المواد، ولا تسأل عن خلق ابنتها وأدبها أو من تصاحب، وهل صديقاتها صالحات أم طالحات، أو هل عليها ملاحظات سلوكية؟! لم تسألني أم مثلاً هل ابنتي تحترم المعلمة أم لا؟ وهل ابنتي مثالية في تعاملها؟! ما بال نصف درجة أقلقت الأم وأقضت مضجعها فأتت مهرولة مشكورة! وما لها تخاف على ابنتها حال الدنيا ولا تخاف عليها من نار الآخرة!

أسأل الله الكريم بمنه وجوده وكرمه أن يصلح نياتنا وذرياتنا، وأن يجعلنا هداة مهتدين لا ضالين، وأن يجمعنا مع والدينا وذرياتنا في جنات النعيم كما قال تعالى: (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) [الطور: 21].

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال