فانيسا بارادي (35 سنة) مطربة وممثلة اكثر من ناجحة. بدأت وهي في عمر المراهقة، ومع انها مقلة في اعمالها السينمائية فهي نوعية وانتقائية. حالياً يعرض لها في فرنسا فيلم L´arnacoeur، حوله وحول مسيرتها التي صار عمرها عشرين سنة هذا الحوار:
■ عندما نستعيد سماع ألبوماتك الغنائية، نكتشف ان اغانيك هي عبارة عن قصص سينمائية صغيرة، قصص حقيقية. يبدو انه منذ البداية كان لديك هذا الميل الى السينما؟
- أحببت دائماً السينما، هذا اكيد. منذ كان عمري 5 او 6 سنوات، كنت شغوفة بالكوميديات الموسيقية التي بالنسبة الي تجمع ثلاثة اشياء احبها: الموسيقى والرقص والسينما.
■ هذا ما حصل في فيلم «L´arnacoeur»، هل كنت راغبة في هذا النوع من الافلام اي الكوميديا على الطريقة الاميركية؟
- لم تكن لدي هذه الرغبة المحددة، لكن الامر اصبح ضمنياً عندما قرأت السيناريو. هذه القصة اعجبتني فوراً. احببت دائماً هذا النوع من الافلام التي تضفي السعادة على المشاهد وتشعر بالراحة. اردت الانطلاق في هذه المغامرة لأنني احببت اسلوب المخرج باسكال شوماي. والحديث عن كوميديا على الطريقة الاميركية تعبير واسع جداً. المخرج حدد لي طبيعة الفيلم والدور وفيلم «Indiserétions» للمخرج جورج كوكور. وهذا المثالان اعجباني. ثم ان باسكال مخرج شاب وهذا فيلمه الاول، مع انه عمل طويلاً في السينما والاعلانات. انه رجل يعرف كيف يقنعك. وكنت مرتاحة معه ومعجبة به.
■ هل تطلّب الفيلم وقتاً طويلاً لتنفيذه؟
- لا. كل شيء سار بسرعة. ثم ان العنصر الآخر الذي جعلني ارغب في صنع هذا الفيلم هو وجود رومان دوريس كشريك لي في البطولة. لقد احببت دائماً اعماله وكنت دائماً معجبة به واحترمه.
■ انه ممثل يعرف كل شيء؟
- تماماً. في فيلم «L´arnacoeur» لعب كل شيء: الدراما والكوميديا. لقد كان عليه ان يعبر عن تحولات مختلفة. باختصار، دوره كان واسعاً وهو رائع في كل ما يعمل... طبعاً ليس مصادفة ان يحتل اليوم هذه المرتبة المتقدمة في السينما الفرنسية.
■ هناك بالتحديد مشهد الرقص في الفيلم. كان يجب ان تمتلكا القدرة على تنفيذه وبشكل جيد؟
- رومان شخص يجهد في عمله. حتى ولو كان راقصا جيداً، لكن الرقصة لم تكن النوع المفضل لدينا! لذلك قمنا بتدريبات كثيرة، والنتيجة كانت جيدة.
■ الكوميديا هي ايضاً مسألة توقيت مضبوط وكوريغرافيا. يجب ان لا تخفق في اي خطوة. هل كان هذا الفيلم اول كوميديا لك في السينما؟
- عملياً كان الامر صعباً بعض الشيء، خصوصاً وان باسكال شوماي جعلنا نعمل بسرعة جداً، بهدف ان يترك لنا مجالاً للتلقائية. احياناً صورنا فقط لقطتين للمشهد الواحد! وكان هذا فظيعاً بالنسبة الي، انما كانت له ايجابية ايضاً فعلى الاقل لم يترك لي الوقت كي افكر. لم يكن علينا ان نفبرك لكن ان نكون في اللحظة، وان نثق بالمخرج... اريد ان اشدد على ان قصة هذا الفيلم تظهر انه في اعماق كل منا، هناك رغبة رومانسية. وكان علينا نحن الممثلين ان نلعب ذلك من دون أن نصبح ساذجين.
■ «L´arnacoeur» هو ايضاً كوميديا غير نموذجية في فرنسا من ناحية كتابتها. انها معالجة على الطريقة الانكلوسيكسونية وهي ليست شائعة في فرنسا؟
- نعم، هذا صحيح تماماً! واذا كان باسكال شوماي قد تركنا نجرب اشياء كثيرة، الا انه كانت لديه ارادة الاحتفاظ بهذه النبرة. في هذا الفيلم المعرفة كانت الاساس، خصوصاً من قبل جولي فيربيه وفرنسوا داميان اللذين يستطيعان لعب كل الادوار، من التهريج الى التعبير عن المشاعر العميقة. في المحصلة، كان لدينا الحظ ان نجتمع كل هذه العناصر وتتزاوج جيداً لتعطي النتيجة المطلوبة.
■ هل هناك مخرجون تودين العمل معهم حتى من دون ان تقرأ «السكربت»، في فرنسا او في الولايات المتحدة؟
- لا اعرف... هناك مخرجون يجعلونني ارغب في العمل، لكن ليس وأنا مغمضة العينين.
■ مثلاً باتريس لوكونت مثلاً الذي عملت معه كثيراً؟
- نعم، ولكن حتى مع باتريس، هناك مشاريع عرضها عليّ ولم ارد ان اعملها. انا مأخوذة جداً بمهنتي الموسيقية. إذاً عندما اعود الى السينما، فلكي احكي قصة جميلة او اؤدي شخصية أخاذة. هذا ما حدث مثلاً في فيلم «La Clef» للمخرج غيوم نيكلو. فالفيلم ليس نوعي المفضل لكن الشخصية الثانوية التي اسندت اليّ كانت غنية وتتطلب براعة في الاداء.
■ هناك شيء عجيب في جوابك: تقولين مهنتي الموسيقية... يعني انك تعتبرين نفسك مغنية وليس ممثلة؟
- اعتقد نعم... بل انا متأكدة.
■ مع ذلك ففي ذاكرة الجمهور، انت من الشخصيات النادرة في فرنسا التي ينظر اليها كمثملة بالتقدير الذي ينظر اليها كمغنية؟
- احب هذا، ولكن لا اجرؤ ان اقول إنني ممثلة. الميدان الموسيقي بالنسبة اليّ طبيعي اكثر. في كل الافلام التي صورتها كنت في كل مرة احس انها اول مرة. في كل مرة تنتابني احاسيس المبتدئة.
■ سأستعيد معك مسيرتك السينمائية. بدأت كمغنية في عمر الـ14 ومع كبار الموسيقيين واحرزت نجاحاً باهراً. ثم في عمر 16 سنة لعبت في فيلم «Noce Blanche» مع المخرج جان – كلود بريسو. فدخلت الى عالم بعيد مئات السنين الضوئية من عالمك في ذلك الوقت. لكن انتقدت كثيراً على هذا الفيلم بينما كنت تلقين المديح كمغنية. كيف كان الامر؟
- كانت لدي الرغبة الكبيرة في أن اعمل سينما في ذلك الوقت، لكن ليس المشاريع التي كانت تعرض عليّ. ثم جاء «Noce Blanche» فقلت لنفسي: «لديك الآن شخصية تدافعين عنها... شخصية تذهب الى الطرف الآخر مما كنت عليه ومما كنت امثله للناس. احسست بهذا المشروع كأنه لحظة حرية كبيرة.
■ رغم الانتقادات السلبية على دورك في الفيلم، الا انك بعد أشهر قدمت لك المهنة جائزة سيزار. كيف عشت هذا الانقلاب في الاوضاع؟
- هذا حمل لي الكثير من الخير. فترة ما بعد «Noce Blanche» كانت فترة عزاء كبيرة. لأول مرة توقف الجميع عن أن يقولوا لي ما كنت، وما لم أكن وكيف يجب ان اكون! في النتيجة تركوني احظى بشيء من السلام.
■ من هذه المرحلة انت تحتفظين بشيء من الشك او الريبة عن مهنة السينما؟
- ريبة! نعم وبقوة! فنحن لا يمكننا الا ان نكون ملسوعين عندما نرى الى اي درجة يمكن للناس ان يقلبوا ستراتهم في ستة اشهر. ولكن في الوقت نفسه، عشت اشياء جميلة جداً وكنت مدللة جداً. تخيلوا انني في عمر الـ14 أنجزت ألبوماً مع لانغولف ورودا جيل ثم كان «Noce Blanche» ثم اسطوانة ثانية مع لانغولف وغينسبورغ، انه حلم اكثر من رائع... ان اتطور وسط هؤلاء الناس كانت لحظات فريدة.
■ بعد خمس سنوات جاء فيلم «Elisa» للمخرج جان بيكر، مع ديبارديو؟
- اذا كان التصوير مع بريسو فترة صعبة، فان «Elisa» كان العكس تماماً. صورنا في جزيرة «سانت»، وهذا حكماً خلق علاقات بين العاملين. هذا التصوير يبقى لحظة سعادة وصافية. التصوير مع جيرار ديبارديو، اللقاء مع فلورنس توماسان التي اصبحت من افضل صديقاتي. كان الأمر لعب دور درامي في اجواء لطيفة جداً. انه أحد افضل ذكرياتي عن السينما. بعد ذلك، كان فيلم «Un amour de sorciére» الذي لم يكن فيلماً كبيراً بالتأكيد، لكن هنا ايضاً امضيت ثلاثة اشهر من التصوير مع جان مورو!
■ ماذا عن فيلميك مع باتريس لوكونت: «Une chance sur deux» و«La fille sur le pont»؟
- هذا بالتأكيد اجمل لقاءاتي في السينما. اعشق الطريقة التي اكون فيها والطريقة التي اشتغل بها مع لوكونت. وفيلم «La fille sur le pont» يبقى، بالنسبة الي، افضل فيلم شاركت فيه عن سيناريو لامع لسيرج فريدمان. باتريس كان يحمل الكاميرا على كتفه، وكان عملياً الممثل الثالث في الفيلم مع دانييل اوتوي. انهما شخصان احلم بأن اعمل معهما مجدداً.
■ هناك لحظة سينمائية اخرى قوية، يوم ظهورك على مسرح قصر الاحتفالات في كان، عندما غنيت «Le tourbillion de la vie» في مواجهة جان مورو، انها لحظة تبقى حتى اليوم من اجمل صور المهرجان؟
- هنا ايضاً، هذه لحظة فريدة لانها كانت مرتجلة، لقد جئت الى كان في النهار لاجراء تدريبات على الاغنية. ثم اختبأت في الجناح المخصص لي لأن ذلك كان يجب ان يكون مفاجأة للجميع. ثم في لحظة الاحتفال، دخلت المسرح وبدأت اغني. ولكن الذي لم يتوقعه أحد كان نهوض جان مورو لتأتي وتغني معي. لم يكن هناك شيء مقرر مسبقاً. لكن هذه الصور ما زالت تثير القشعريرة في بدني حتى اليوم عندما أعاود مشاهدتها.
■ اليوم، بعد عرض «L´arnacoeur» بماذا ترغب فانيسا بارادي؟
- في العديد من الاشياء: الموسيقى، السينما بالطبع، لكن ما ارغب فيه اكثر هو ان اجرب المسرح.
■ لنتحدث عن زوجك جوني ديب، لماذا لا تصورين معه فيلما؟
- منذ سنوات كان علينا ان نكون معاً على بلاتو «دون كيشوت» للمخرج تييري جيليام، لكن كما تعرفون، توقف تصوير الفيلم. بصراحة، ان اشترك مع جوني في فيلم، هذا يثير لدي بعض الخوف، ليست الرغبة هي التي تنقصني، لكن أنا أخاف ان لا اكون في مستواه، فالله يعرف كم هو موهوب، ثم انا لا اعرف اذا كنت سأستطيع ان اكذب في مواجهته.
■ هل تسألينه رأيه في سيناريو يأتيك؟
- نادراً. نحن لا نتحاشى ان نتحدث عن العمل عندما نكون معاً. نحن نبحث عن ان نكون معاً والى اقصى حد.
■ ما الذي تفعلينه كي يبقى الشغف بينك وبينه رغم مرور أحد عشر عاماً؟
- اولاً يجب ان يكون المرء محظوظاً كي يقع على الشخص المناسب. ثم ان هناك مسألة اننا لسنا نعيش مع بعض كل يوم تلعب دوراً في استقرار الحب بيننا. ثم بيننا نحن الاثنين هناك الكثير من الصداقة والاحترام والاعجاب المتبادل. ونحن فهمنا منذ البداية انه اذا اردنا الاستمرارية، فيجب ان نبقي بيننا على بعض المسافة وان تبقى الثقة بيننا متبادلة.
■ ما الذي يعجبك اكثر لدى جوني ديب؟
- اوه لا لا! استطيع ان اسرد لائحة لا تنتهي من الاشياء التي تعجبني فيه: واول شيء وفاؤه واستقامته. احب ان انظر اليه عندما يكون مشغولاً ويفكر في العمل. احب ان انظر اليه عندما يتكلم الى الآخرين، استطيع ان اتحدث عن أشياء كثيرة. كذلك احب الممثل فيه واعجب به، واحبه كأب لابنتيّ. كما أحبه كزوج... انه شخص رائع... فعلاً رائع.
سهام خلوصي
التسميات
إبداع