أنور السادات الثاني: البرادعي يصلح رئيساً للاصلاح والتغيير والاخوان المسلمون يفترض أن يعطوا فرصة المشاركة في القرار السياسي شرط التزامهم بمشروع الدولة المدنية

البرادعي يصلح رئيساً للاصلاح والتغيير. الاخوان المسلمون يفترض أن يعطوا فرصة المشاركة في القرار السياسي، اذا هم التزموا مشروع الدولة المدنية. لا بد من تعديل المادة 76 من الدستور من اجل إشراك الشخصيات الكفية في معركة الرئاسة... الكلام لأنور عصمت السادات ابن شقيق الرئيس المصري الراحل أنور السادات، مؤسس حزب الاصلاح والتنمية. وهو يقول ان الاصلاح عنده اصلاح والتنمية تنمية، وانه يواجه حملات استباقية (هو وشقيقه طلعت) لمنع من يحمل اسم السادات من العمل السياسي. معه كان لنا حوار.
■ هل تعتقد أن محمد البرادعي قادر من خلال ما يقوم به على تغيير المعادلة المصرية؟
- نحن كشخصيات مستقلة وأحزاب معارضة، ومعنا الشعب المصري كله نحتاج الى جهد كل شخص من أجل تحقيق الاصلاح والتغيير، وهذا عمل ضخم ويحتاج الى دعم كل مصري مهما كان إنساناً بسيطاً وصاحب قدرات محدودة.  وعندما تدخل الساحة السياسية شخصية في وزن البرادعي على المستوي الدولي وله باع طويلة في العلاقات الدولية، لا بد من الترحيب به، والعمل معه على تحقيق ما نصبو اليه، كنت أتمنى أن يكون هناك  عشرات  الشخصيات من  مستوى الدكتور البرادعي لإثراء الحياة السياسية، وفكرة ترشيحه لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة رائعة،  وأتمنى تنفيذها لأنه حتى الآن لم يقرر دخول المعركة نظرًا للتعقيدات الكبيرة التي تفرضها المادة 76 في تعديلاتها الاخيرة على المستقليين إذا ما أرادوا دخول الانتخابات.
 ■ هناك من يقلل من اهمية البرادعي، ويقول إنه شخص يملك خبرة دولية لكنه لا يعرف شيئا عن هموم المصريين، هل تتفق مع هؤلاء؟
- مصر تملك الكثير من الابناء سواء البرادعي أو غيره، وهناك وجوه كثيره تصلح لخوض هذه الانتخابات،  لكنهم بعيدون عن الحياة السياسية خوفا من التجريح والتشهير بهم، لأن مجرد الترشيح يعني أن الحكومة والحزب الوطني سوف يقودان حملة على هذا المرشح كما حدث مع البرادعي وغيره ممن فكروا في خوض سباق الرئاسة.
 ■ أنت الآن رئيس حزب، وربما  رصدت مدي الهجوم الضاري من جانب المعارضة والاحزاب على البرادعي، إذًا الهجوم على البرادعي ليس فقط من جانب الحزب الوطني، انه من جانب المعارضة أيضا، التي تقول أن البرادعي متواطئ مع اميركا وقد سهل لها دخول العراق؟
■أنا أعتقد ان البرادعي رجل محترم للغاية، وأنه شرف مصر والعرب والمسلمين من خلال منصبه في الوكالة الدولية، وكان موضع ثقة الجميع في المؤسسات الدولية. والحديث عن مساعدته اميركا في دخول العراق كلام غير صحيح، ويجب ألا ننزلق وراء هذه الشائعات والاتهامات الباطلة،  فالرجل كان مسؤولا عن منظمة دولية وهو ليس صاحب الامر ومع ذلك فإن مواقفه كانت واضحة .
■ الحكومة ترفض الاشراف القضائي على الانتخابات وتقول بأن القضاة ليسوا وحدهم أصحاب الضمائر الحية في المجتمع المصري؟
- نحن نريد تعديل للدستور ونحرص على هذه التعديلات عندما تجري الانتخابات، وما لم تتغير قواعد اللعبة فلن نضمن وجود منافسة حقيقية.  ونزاهة الانتخابات لن تتحقق الا بعودة الاشراف القضائي ووضع قاض على كل صندوق في هذه الحال يشارك الشعب في الانتخابات، ويذهب للتصويت اذا استشعر وجود نزاهة حقيقية في العملية.
■ البرادعي طالب بمقاطعة الانتخابات الرئاسية والتشريعية إذا لم تقم الحكومة بالتعديلات الدستورية المطلوبة وفي مقدمها قانون الطوارئ، هل تعتقد أن الحكومة عازمة على تحقيق ذلك؟
- التغييرات الدستورية هي التي ستحرك المياه الراكدة في الحياة السياسية المصرية، ويفترض بجميع القوى السياسية عدم التوقف عن المطالبة بهذه التعديلات. وقبل التعديلات الدستورية الاخيرة في العام 2005 كانت أعلى المستويات تردد ان لا تغيير ولا تعديل في الدستور، وفاجأ الرئيس مبارك الجميع بتعديل المادة 76، وأنا أعتقد  أن هذا الامر يقره الرئيس مبارك ولا احد غيره.
■ البعض يقول أن رفض الاحزاب البرادعي نوع من الوهن والضعف الحزبي والخوف من طغيان شعبية البرادعي على قيادات هذه الاحزاب، لماذا هذا الضعف الحزبي في مواجهة الشخصيات القيادية وفي مواجهة الاخوان والحزب الوطني؟
- غالبية الاحزاب تعاني المشاكل إما بسبب صراعات داخلية أو عدم القدرة على ممارسة السياسة خارج جدرانها، وأعتقد أنها ستظل كما هي ما لم يحدث تعديل وتصبح فكرة تداول السلطة خصوصا وان بعض إخواننا المنتفعين داخل الحزب الوطني يعتبرون تعبير تداول السلطة  مجرد كلام انشائي. التاثير الحزبي ضعيف، ومع ذلك أعتقد انه إذا سمح للاحزاب بالنزول للشارع فإن اداءها سيختلف،  وإن كنت أتمنى أن ينجح حزب واحد في تجميع الناس حول قضية ما كما فعل أحد الاحزاب المعارضة في تايلاند وأطلق على مناصريه اسم «القمصان الحمراء» ونجحوا في تجميع أكثر من نصف مليون شخص أمام رئاسة الوزراء لتحقيق رغبة شعبية سلمية.
■ تحدثت بعض وسائل الاعلام عن صفقة بين الحزب الوطني وبعض أحزاب المعارضة، لكن الحزب الوطني والاحزاب نفيا ذلك، هل تعتقد أن الحزب الوطني في حاجة الى صفقة؟
- أنا لا أعتقد أن هناك  صفقات بين الحكومة والاخوان فهذا الأمر مستبعد جدا، لكن من الجائز وجود صفقات بين الحكومة وبعض الاحزاب السياسية لان حصول الاخوان على  88 مقعداً بالبرلمان لن تتكرر، والحزب الوطني يحاول إعطاء انطباع بإمكان التنازل عن هذه المقاعد للأحزاب بدلا من الاخوان.
■ لماذا أسست حزب الاصلاح والتنمية بدلا من الانضمام الى الاحزاب الموجودة بالفعل على الساحة السياسية؟
- انتهينا من انجاز التوكيلات الخاصة بتأسيس الحزب، وأعددنا برنامجاً متميزاً واللائحة الداخلية واللائحة المالية، وتقدمنا رسميا من لجنة شؤون الاحزاب للحصول على الموافقة.
■ في ظل الخلافات بينك وبين الحكومة التي اسقطت عضويتك من البرلمان هل يمكن أن تحصل على رخصة للحزب من لجنة شؤون الاحزاب؟
- لدينا برنامج حزبي يؤهلنا الحصول على موافقة اللجنة لأن حزبنا لا يقوم على أي أسس دينية، وكل أعضائه من الشباب الذين انضموا الى الحزب لممارسة السياسة بأسلوب شرعي ووسائل شرعية، وأغلبهم كان عازفاً عن الانتماء الى الاحزاب وممارسة السياسة، كما أننا نملك أفكارا جديدة ونعمل على قضايا مجتمعية ونحاول بناء كوادر جديدة داخل الحزب من الشباب سننافس بهم في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وبالفعل أعددنا 26 مرشحاً شاباً نقوم الآن بتدريبهم وإعدادهم لخوض الانتخابات.  ونحن نقوم تدريب الشباب على إدارة الحملات الانتخابية ونعمل بهدوء بدون فرقعات إعلامية، وقد قاد الحزب العديد من الحملات التي تمس مصالح الشعب المصري مثل حملة «لا لتصدير الغاز»، وحملة أخرى لمواجهة الاستهلاك المجنون للمياه خصوصا في المنتجعات والقرى السياحية وحمامات السباحة، وكذلك حملة ازالة الالغام في الساحل الشمالي، والآن نعمل على قضية الصيادين وحوادث اختطافهم في الصومال، كما  نعمل على انشاء نقابة للصيادين  وصندوق تكافل خاص بهم.
■ لماذا لم تنضم الى أحد الاحزاب التي تتفق مع ايديولوجتيك بدلا من انشاء حزب جديد؟
- الاحزاب معظمها يعاني الصراعات والانشقاقات الداخلية والصراع على منصب رئيس الحزب، لذلك فكرت مع بعض الشباب في تأسيس حزب جديد بناء لرغبتهم يعتبر اسماً على مسمى.
■ أنت تتهم النظام بأنه هو الذي أسقط عضويتك من البرلمان كما يتعرض شقيقك طلعت الى مضايقات يتهم الحكومة بأنها تقف وراءها، كيف تنظر الى مثل تلك الاحداث؟
- لا استطع القول سوى أنها ضربات استباقية لمنعه من الترشح في الانتخابات المقبلة، ومنذ اليوم الاول لنجاحنا أنا وطلعت  في انتخابات الشعب الاخيرة  وهناك رغبة لمنع من يحملوا إسم السادات من المشاركة السياسية، خصوصاً بعد رفضنا الانضمام للحزب الوطني عقب نجاحنا في الانتخابات السابقة، ومن هنا بدأت  الحملات التشويهية ضدنا ، ومازلنا ندفع الثمن حتى الآن حدث ذلك معي ثم مع طلعت ولكننا لن نستسلم.
■ البعض يقول إن تشويه السمعة ليس فقط يأتي من المناكفات السياسية الطبيعية لكن هناك خلافات بين عائلة الرئيس السادات؟
- نحن أسرة واحدة، ومن الطبيعي حدوث بعض الخلافات، لكن في النهاية صلة الرحم لا يعلوها شيء، وبعض أفراد العائلة لهم آراء معينة تجاه بعض القضايا، مما يعتبرة البعض الآخر إساءة للرئيس الراحل انور السادات،  فالبعض تنتابه حالة غضب،  والمواقف متفاوتة وفي النهاية ننتمي جميعا الى رجل واحد هو السادات.
 ■تصنفك الحكومة بأنك من المقربين من الإخوان المسلمين، هل هذا صحيح؟
- علاقتي مع الاخوان طيبة للغاية.  تزاملنا في مجلس الشعب ونلتقي في منتديات كثيرة، وأرى ضرورة إتاحة الفرصة لهم لممارسة السياسة اذا التزموا بالدستور والدولة المدنية، وأن يكون لديهم حزب سياسي يعملون من خلاله. أما الاعتقال ومصادرة الاموال فلا يجديان في وقت يتحدث فيه العالم عن العهد الدولي والميثاق الدولي لحقوق الانسان.  يفترض إعطاؤهم فرصة عادلة واذا هم التزموا بالقانون والدستور فأهلا وسهلا بهم.
■ وكيف ترى قضايا الاقباط؟
- الاقباط أصحاب وطن ويجب أن يأخذوا فرصتهم كاملة في الممارسة السياسية من خلال الاحزاب والمشاركة في هموم الوطن، وأنا أعتقد أن اقرار قانون بناء دور العبادة الموحد سوف يحل الكثير من المشاكل ويسهم مستقبل مصر.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال