زيارتنا للجماهيرية ليست تطبيعاً ولا تنطوي على اي شبهة تطبيع، وكل ما نأمله من الزعيم الليبي أن يفتح الأبواب العربية امامنا في مواجهة الخطط الاسرائيلية الجديدة، لأننا في حاجة الى التواصل مع عمقنا العربي. الكلام لرئيس الحزب القومي العربي في فلسطين المحتلة محمد حسن كنعان، الذي التقته «الكفاح العربي» في عمان عقب عودته من ليبيا، وهذه تفاصيل الحوار:
■ ما هو هدف زيارتكم للجماهيرية؟ - الزيارة تندرج ضمن التواصل المطلوب مع عمقنا العربي ، وهذا ما تنادي به قيادات الجماهير العربية في فلسطين كما أن العقيد القذافي هو حاليا زعيم القمة العربية ولقاؤنا معه ذو مغزى.
■ كيف تمت الزيارة؟
- نحن من الأساس ندعو الى فتح الأبواب العربية والاسلامية أمامنا للتواصل وتعويض ما مر بنا من حرمان من هذا التواصل بسبب الاحتلال وقوانينه ، ومنذ تولي العقيد القذافي رئاسة القمة العربية بدأنا اتصالات مكثفة مع السفارة الليبية في عمان ، وحصلنا على الموافقة وتم الترحاب بنا واستقبلنا خير استقبال.
■ هلا تصف لنا أجواء لقائكم بالعقيد القذافي؟
- اتسم اللقاء بالحميمية وبلغة القلوب المفتوحة ووجدنا أن الزعيم القذافي على أطلاع كامل على واقعنا ومعاناتنا وحرماننا من أبسط الحقوق وقد قمنا بطرح موقف جماهيرنا أمامه وقلنا اننا نأمل أن يتم فتح الأبواب العربية أمامنا.
ليبيا دولة مهمة في العالم العربي وتترأس حاليا القمة العربية وبالتالي فان زيارتنا لها تعد حدثا ذا أهمية كبرى ، وما فعلته معنا كان استجابة لدعواتنا السابقة بضرورة الانفتاح على عمقنا. ولذلك نقول ان تجاوب العقيد القذافي معنا مهم جدا خصوصاً في هذه المرحلة وهو دعم معنوي ومؤشر وحافز للأخوة العرب.
■ ما الانطباع الذي خرجتم به من لقائكم بالقذافي؟
- بداية لا بد من التوضيح أننا طلبنا منه دعما معنويا ولم نقدم طلبات عينية ، كما طالبنا بتقديم الدعم لنا وفتح الأبواب العربية أمامنا ، وقام هو بطرح مواقفه السياسية أمامنا ، ووجدنا أن الرؤى متطابقة وهنا لا بد من التوكيد على أن زيارتنا الى الجماهيرية الليبية ليست تطبيعا ولا توجد فيها حتى شبهة تطبيع فنحن نرفض أن نكون جسرا للتطبيع بين الدول العربية واسرائيل.
■ ما قراءتكم لأجندة حكومة نتنياهو؟
- هي حكومة يمينية متطرفة وان كانت تضم حزب العمل الذي لم يعد يمثل اليسار بل أصبح جزءا من الخارطة السياسية الاسرائيلية باندماجه مع اليمين المتطرف الذي يضم حركة شاس وحزب « اسرائيل بيتنا « الذي يتزعمه حارس البارات السابق ديفيد ليبرمان. ولا تأثير ايجابي لهذا الحزب على السياسة الاسرائيلية ، فمنذ الحكومة توقفت عملية السلام بسبب التعنت الاسرائيلي في ما يتعلق بحل القضية الفلسطينية والقدس واللاجئين والحدود والمياه ، وكما هو معروف فان حكومة نتنياهو تتسم بالجمود رغم الضغوط الاميركية.
■ ما هي مقومات تحدي نتنياهو لادارة أوباما؟
- معروف أن نتنياهو يستمد قوته من اليهود واللوبي اليهودي في اميركا ولذلك فانه يستطيع التحدي والاعتراض والمماطلة وهذا ما يجري هذه الأيام حيث انه يماطل في الرد على أسئلة أوباما. ويحاول نتنياهو الدفاع عن سياسته لتثبيت حكومته الحالية رغم وجود أصوات ليكودية تطالبه بانتهاج سياسة سلمية لعدم تحبيذهم تجميد الوضع حتى لو أدى ذلك الى الاستغناء عن ليبرمان، لكن نتنياهو معني بوجود حكومته ويعتبر ذلك أهم من التقدم في العملية السلمية.
■ ما قراءتكم لجولات المبعوث الأميركي جورج ميتشل خصوصاً جولته الأخيرة؟
- حتى الآن الجولات بلا جدوى وبالطبع فان السبب ليس الفلسطينيين الذين تجاوبوا مع الطرح الأميركي لكن حكومة نتنياهو مصرة على موقفها المتعنت والرافض للشرعية الدولية وقراراتها.
■ ما هو ثقل وحجم ليبرمان السياسي؟
- لديه 15 نائبا في البرلمان وهو الحزب الثالث داخل الكنيست ، ومعروف أنه يميني متطرف وما يجب ان يكون معلوما لدى الجميع هو أن ليبرمان ان انتقل الى صفوف كاديما فانه سيشكل حكومة بديلة لحكومة نتنياهو، وهذا ما جعله وزيرا للخارجية يمثل الوجه البشع للسياسة الاسرائيلية ويمثل التعنت ، كما أنه احد أسباب جمود العملية السلمية.
■ ما نظرتكم الى الشارع الاسرائيلي وحركته السياسية؟
- غالبية الشارع الساحقة هي مع سياسة نتنياهو ويتطرف نحو اليمين ، واليمين هو الذي يقود الشارع الاسرائيلي بسبب الدعم الأميركي المنحاز لاسرائيل وعدم اتخاذ موقف أوروبي قوي داعم للشرعية الدولية كما حدث بالنسبة الى الموقف من الحرب على العراق ومن حزب الله.
■ التصعيد الذي يقوم به نتنياهو على كل الجبهات الى أين؟
- يجب الفصل بين ايران وحزب الله، وما نلحظه أن اسرائيل ترغب في تنفيذ مغامرة ضد ايران لكنها لم تحصل على الموافقة الأميركية والأوروبية ، ولا يريد أوباما التورط في حرب اضافية ضد ايران حتى لا يثور شيعة العراق ضد جيشه ، كما انه لا يرغب في تحرك حزب الله ضد اسرائيل. وما نراه أن الرئيس الأميركي يحاول الضغط على حكومة نتنياهو وقد التقى ايهود باراك مع وزير الدفاع الأميركي غيتس مرتين خلال الشهر الفائت وهناك تركيز على البرنامج النووي الايراني مع أن اسرائيل تملك ترسانة أسلحة نووية.
ما هو واضح ان المجتمع الدولي يكيل بمكيالين وليس لديه موقف موحد ضد الأسلحة النووية في المنطقة ولا رغبة لديه في نزع سلاح الجميع.
■ هل من حرب قريبة في المنطقة؟
- لا اعتقد ذلك ، مع أن هناك بوادر لهذه الحرب في الصيف المقبل إذ ان في مصلحة اسرائيل شن حرب ضد سوريا وايران وحزب الله، لكن الوضع الدولي لا يسمح لها بذلك ناهيك عن ان عدم الاستقرار في العراق وأفغانستان يمنع اسرائيل من شن هذه الحرب ، اذ لا أحد سيدعمها دوليا ، لكني أقول ان كل شيء وارد، خصوصاً اذا لم يطرأ أي تقدم على المسيرة السلمية ، ولا بد من التنويه بأن تحذيرات العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عن الجمود وتداعياته في المنطقة وانه سيؤدي الى حرب، كلام في محله.
■ ما تزال اسرائيل تهدد بالترانسفير ما رأيكم؟
- هو تهديد حقيقي لجماهيرنا في الداخل، فهناك أصوات نشاز كانت تردد ذلك سابقا ، لكن ما يجري اليوم أن هذا الموضوع يتداول على أعلى مستوى في دوائر صنع القرار في اسرائيل، وهذه الأصوات تتكاثر والكنيست يلوح بذلك وكذلك الحكومة. ومن جهتنا فاننا نأخذ هذه التهديدات على محمل الجد ونستعد لمواجهتها وهذا ما يجعلنا ندعو للانفتاح على العرب والمسلمين للحصول على الدعم المطلوب منهم ، وأؤكد هنا أن اسرائيل سترتكب اكبر خطأ في حياتها اذا هي أقدمت على تنفيذ جريمة الترانسفير ضدنا. نحن متحدون ومصرون على أنه تطهير عرقي ولن نسمح به لأننا لا نريد المرور بنكبتين الأولى في العام 1948 والثانية عندما نقبل الترانسفير.
■ ما قراءتكم لتحذيرات الدبلوماسي الصهيوني مارتن انديك لنتنياهو؟
- هو صهيوني عتيق وكان سفيرا لاميركا في اسرائيل وهو مؤثر، ولذلك فان تصريحاته الأخيرة وتحذيراته لنتنياهو من مغبة الصدام مع الرئيس أوباما ليست عبثا ، فقد قال له : اما التفاعل الايجابي مع السياسة الاميركية واما الحاق الضرر باميركا!
ومعروف أنه حتى بوش الابن وافق على حل الدولتين، وكذلك الرئيس أوباما ، وقد أكد انديك على ان استمرار الصراع في المنطقة يلحق الضرر بالمصالح الاميركية وبالتالي فان ادارة اوباما ترغب في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وأقول ان تصريحات مارتن انديك تكتسب اهمية خاصة في هذا الوقت بالذات وبالتالي فاننا نأمل ان تتحرك جامعة الدول العربية للضغط على اميركا والاتحاد الاوروبي في هذا المجال.
التسميات
فلسطين