شرعَ لنا الإسلامُ في كل عام صوم العاشر من شهر محرّم والمسمى يوم (عاشوراء) شكراً لله تعالى أنْ أنقذ نبيَّ الله موسى ص من فرعون، وكان هذا يوماً تصومه اليهود في المدينة النبوية قبل دخول النبي ص لها، فلمّا دخلَها وشاهد اليهودَ يصومونه، سألهم عن ذلك، فذكروا له هذا السبب ، فقال: نحن أحقّ بموسى من اليهود، ثمّ شرعَ للمسلمين صومه، وحتى يخالف اليهود في فعلهم أضاف لأمّته صيام يوم التاسع من محرم، والمسلمون منذ ذلك اليوم وليومنا هذا على هذه السُّنّة.
وصادفَ في نفس (عاشوراء) سَنة (61هـ) أن حدثت جريمة عظيمة في تاريخ الإسلام؛ ألا وهي مقتل حفيد رسول الله وريحانته وسبطه الحسين ض، على أرض كربلاء في العراق، وكانت هذه الفتنة هي أحد المبررات التي استندت فِرقة (الشيعة الإثنا عشرية) – أو ما يسمّون (الشيعة الإمامية) أو (الجعفرية) أو (الرافضة)؛ كلُّ هذه الأسماء لفِرقة معيَّنة تواجدها اليوم في إيران والعراق ولبنان والكويت وباكستان وغيرها من البلاد - على مقتل الحسين ض لترويج عقيدتها.
والذي دفعَ لكتابة هذه السطور هو جهلُ أغلب العرب والمسلمين؛ سواء كانوا عامة أو نخباً، مفكرين أو علماء أو ساسة أو غير ذلك، عن معرفة هذه الجماعة، والسبب عدم وجود الشيعة في دولهم، ونخصّ بالذكر: الأردن، مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب والسودان، وغيرها من بلاد الإسلام.
ومع تصاعُد أحداث اليوم، وخاصة حوادث احتلال العراق (2003م) وحرب لبنان (2006م)، برزَ اسمُ الشيعة في وسائل الإعلام والصحف والفضائيات بين مادح وقادح، فكان لا بدّ من كلمةٍ منصفة تعرّف المسلمين والعرب بهذه الطائفة، دون عاطفة أو انفعال، تحمل القارئ على تأييد أو ذم غير معتمد على مستند أو دليل، كي يتمكّن القارئ من التوصّل إلى حقيقة هذه الجماعة بإنصاف.
التسميات
تشيع