التسرب بالمؤسسات التعليمية.. الحد منه باستدراك المتعلمين ما فاتهم وتخصيص حصص دعم لمن يعانون من صعوبات في التعلم

من أبرز المشكلات التي تواجهها المدرسة كمؤسسة للتنشئة الاجتماعية مشكلة التسرب، إذ تشير الدراسات العديدة التي أجريت حول هذا الموضوع على أنه مشكلة معقدّة ناتجة عن عوامل متنوعة ومتداخلة.

وقد خلصت هذه الدراسات إلى تحديد ثلاثة عوامل تؤدي إلى التسرب، وتم ترتيبها وفق الآتي:
1- الجانب الأول يتعلق بالمدرسة.
2- الثاني بالأسرة  والمستوى الاجتماعي والاقتصادي لها.
3- وأخيرا  شخصية المتسرب مثل الاستقلالية والذكاء والدافعية والانبساطية.

ومن بين الوسائل المستعملة للتخفيف من حدّة هذه الظاهرة وطرق علاجها هو تخصيص حصص استدراك ودعم مدرسيين.

يعرّف قاموس "Petit la rouse le" الاستدراك في المجال التربوي بأنه:
1- "العمل على التخفيف من حدّة النقائص أو الأخطاء أو تصحيح فارق قد يحصل بين تلميذ وآخر".
2- "إدراك من جديد".

إن هذا العمل التربوي و البيداغوجي يسمح للمتعلم بمتابعة نشاطه المدرسي في الآجال المحددة بعد استدراك ما فاته بفعل غياب مرض، أو عدم التركيز، أو السهو.

وتجدر الإشارة إلى أن ما يقوم به المدرس خلال حصة الاستدراك لا يعني مطالبة المتعلم أن يتعلم أو يعيد تعلم هذه المعارف، بقدر ما هو العمل على جعل المتعلم متقنا لها، ومستعدّا لاكتساب معارف جديدة.

هذه العملية تتطلب توفير الوسائل الضرورية اللازمة لها ليجنب هؤلاء  فشلا محتملا.

هذا و ينبغي أن تسند مهمّة الاستدراك للمدرسين الذين يدرسّون هؤلاء المعنيين به، كونهم تعاملوا معهم داخل القسم وشخصوا نقائصهم.

أما الدّعم فهو عبارة عن حصص تدعيمية  توجّه أساسا إلى التلاميذ الذين هم في حاجة إلى مساعدة دائمة بسبب صعوبات شتى في التعلم حتى يتمكنوا من مزاولة نشاطاتهم التعليمية/التعلمية شأنهم في ذلك شأن أقرانهم في السن والمستوى.

وإذا كانت مهنة المدّرس عموما هي القيام بعملية التعليم، فإن خصوصية هذه العملية البيداغوجية العلاجية (أي الدعم) تتطلب مدّرسين أكفاء و مختصين.

أما بالنسبة للعون أو المساعدة، فهي عملية تربوية أيضا توجّه إلى من هم في حاجة إلى عون، ويمكن أن تكون هذه المساعدة من طرف مدّرس أو أخ أو صديق،على أن يكون هؤلاء أعلى مستوى من المعني بعملية العون.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال