قوة الإرادة:
الفرق بين قوة الفكر الجاذبة والقوة المريدة ــ الظاهرات المختلفة لاهتزازات الفكر ــ آنية الإنسان والشعور بشخصيه ــ النفس البشرية، الإرادة وسر نموها ــ التأثير الفكري الإيجابي والسلبي ــ انقذاف التموجات الفكرية.
لقد أوضحنا في الفصول السابقة كيف يمكن للقارئ أن يؤثر أثناء محادثة بصوت عال بواسطة الاستهواء أو الإيحاء.
والإنسان الذي يفعل هذا التأثير تساعده قوتان أخريان فإحداهما معروفة باسم القوة الجاذبة للفكر وسنشرحها في فصل تال. والثانية هي تأثير إرادة نفس شخص على نفس شخص آخر.
وهاتان الظاهرتان لقدرة النفس البشرية متباينتان فيما بينهما.
القوة الجاذبة للفكر:
فالقوة الجاذبة للفكر متى باشرت العمل. تبدي تأثيرها على الغير بدون ضرورة لإجهاد النفس ـــ فيكفي أن توجد فكرة قوية في شيء معين لتحريض قوة قادرة على التأثير على الغير أما إذا كانت القوة المريدة هي التي تظهر قوة النفس فإنها تحصل بالكيفية الآتية:
تنقذف الاهتزازات الفكرية وتندفع باطراد قوة إرادة الشخص المتحمسة التي تدفعها إلى اتجاه معين: ومتى بطل عمل القوة المحركة بطلت أيضا الاهتزازات.
مجهود الإرادة:
فمجهود الإرادة الدافع لاهتزازات الفكر وموجهة إلى شيء خاص هو ما اصطلحنا على تسميته بالقوة المريدة.
وهذه القوة هي إحدى القوات الطبيعية الأكــبر مقدرة والأقل مفهومية. فجميع الناس يستخدمونها وقليل منهم يدرك حقيقة كنهها. وبعضهم لا يجهلون مفعولها ونتائجها ولكنهم لا يعلمون مصدرها ولا نموها.
ولو أراد القارئ تكريس الوقت والـمجهود اللازمين لها لأمكن إنماؤها لدرجة عظيمة لا تقدر قيمتها وسنبين التمارين الخاصة بذلك في فصل (الحصر الفكري).
القوة المريدة:
ولاستخدام القوة المريدة بكيفية ملائمة يلزم معرفة حقيقة الإرادة التي ينبغي لاكتسابها معرفة ما هو الإنسان بكامل معنى الكلمة.
كثيرون منا لا ينظرون إلى الذات الإنسانية إلا كجسم طبيعي بالجوهر - هذا هو مذهب الماديين.
وآخرون يعتقدون الآنية (moi) نعت للفكر ومركزه في الـمخ ويسيطر على الجسم.
لهذا الرأي نصيب من الصحة ولكنه ليس صحيحا من كل الوجوه . وقوم آخرون يعتقدون انه يوجد في داخلهم . آنية عليا . وعدد قليل من هذا الفريق أدرك معنى هذه الآنية العليا ويطبق حياته على قوانينها.
الذات البشرية:
فحقيقة الذات البشرية في منزلة أرقى من النفس كما أن النفس أسمى من الجسم.. والجسم والنفس هما في درجة أقل منه.
ما الإنسان إلا آلة له - ويستخدمها متى وجد ضرورة لذلك.
إن الآنية الحقيقية هي التي نشعر بها عندما نفكر ونشعر بوجودنا في حالة فحص نفوسنا.
كل واحد منا شعر في وقت ما بحقيقته ووجوده وذاتيته ولكنه أهمل إدراك أهمية ذلك.
ضع هذا الكتاب جانبا برهة. وارخ عضلات جسمك وكن في حالة ارتخاء تام. ونفسك قابلة للانفعال ثم فكر بهدوء وطمأنينة بمعنى آنيتك. متمثلا أنها أسمى من نفسك ومن جسمك. فانك إن كنت حينئذ في الحالة الملائمة لذلك تشعر بحقيقة تلك الآنية في داخلك ويتجلى لك مظهرها في ذاتك حتى أن النفس والجسم قد يزولان والمنعوت (بالآنية) يبقى خالدا.
إن (الآنية) قادرة ــ ولا يفوق قدرتها شيء ف ذلك الوقت الذي تتعلم النفس فيه أن تخضع لارادتها ــ فيتجدد الإنسان ويبلغ درجة من القوة لم يكن يشعر بها من قبل.
إدراك سر الحياة:
إن الغرض الذي من أجله كتبنا هذا الكتاب لم يدع لنا مجالا للتبسط في شرح هذه النظرية وفوائدها التي تحتــاج إلى مجلدات ضخمة. ولذلك لم يسعنا هنا سوى الفات نظر القارئ إلى تلك الحقيقة الناصعة. وهو حر في الأخذ بالنظرية التي توافق هواه سواء قبل بكل ما جاء فيها أو بعض منها غير أننا نؤكد له أن الحقيقة الكبرى هي أن التفكير دليــل على وجود الإنسان ومظهر لآنيته ـــ ومتى تعرفت نفسك بسرها الحقيقي أدركت سر الحياة.
لقد غرست في نفسك بذار التفكير ولا بد أنه سينبت وينمو ويصير شجرة عجيبة تفوح من أزهارها أزكى الروائح العطرية ــ وعندما تمتد أوراقها وتتكامل أزهارها - عنـدئـذ تعلم حقيقة نفسك وكأنها تقول:
(لقد وجدت يا رب العالمين قبل تكوين الأزمان ــ وشاهدت وسأشاهد توالي الأحقاب والدهور ــ النور يتلوه الظلام والليل يعقبه النهار ولا راحة لي ولا هوادة إلى أن تتلاشى الأكوان ذلك لأني أنا نفس وعلة وجود الإنسان).
نمو الإرادة:
ليست الإرادة إلا مظهرا لفكر الفرد وتوجد عــلاقة بين هذين الوصفين مماثلة للعلاقة الموجودة بين النفس والجسد.
وأننا بقولنا (نمو الإرادة) نعني نمو النفس في سبيل معرفة وجود الإرادة وقوة سلطان هذه عليها.
الإرادة بذاتها قوية ولا تحتاج للنمو. وهذا القول مع تمام صحته يخالف القول المألوف.
ينتشر تيار الإرادة في مجموع المسالك النفسية غير أنه يلزم إثبات اتصال تلك المسالك بالقاطرة ليتسنى لك تسيير قطار النفس.
طرق اختيار الفكر البشري:
يمكن للفكر البشري أن يختار طريقين:
- الأول: الذي دعوناه (التأثير الفكري المنفعل) هو مجهود غريزي أو شبه غريزي يحدث من تلقــاء ذاته بغير احتياج لأي قوة إرادية.
- الثاني: ندعوه (التأثير الفكري الفاعل) يحدث بواسطة قوة تنبعث من النفس إلى الإرادة . ولا نتولى هنا شرح السبب لأن غرضنا من وضع هذا الكتاب أن نعلم القارئ (كيف) وليس (لماذا) تحدث هذه الأشياء.
شريعة المملكة الفكرية:
كلما توغل الإنسان بأفكاره في طريق (الفعل) كلما تقوّت تلك الأفكار والعكس بالعكس.
فالإنسان الذي يعرف شريعة المملكة الفكرية يمتاز كثيرا عن الآخر الذي يتبع طريق الفكر المنفعل.
جميع الأفكار من أي نوع كانت تصدر عن النفس وتؤثر اهتزازاتها على الغير تأثيرا يتبع القوة الدافعة والمحركة لها إن كثيرا أو قليلا.
نعم فالأفكار الانفعالية أقل قدرة من الأفكار الفعلية غير أنها إذا توالت ازدادت قوتها.
ولكي يدرك الإنسان هذه النظرية يلزمه إجهاد الإرادة في كل مرة يريد التأثير على غيره مباشرة بواسطة الاهتزازات الفكرية وكلما كان المجهود شديدا كلما كان التأثير قويا.
تجربة الشيطان:
الإرادة دعامة النجاح ــ القوة الاهتزازية ــ انتقال الأفكار وقراءتها ــ القوة الخفية ــ تعليمات عمومية ــ لا تستخدم القوة للإضرار بالغـير ــ تجربة الشيطان ــ تمارين: لالفات نظر إنسان والتـأثـير عليه في محل عمومي ــ والتأثير عليه بدون أن تنظر إليه ــ الإيحاء إليه بكلمة نساها ــ نتيجة طالب ألماني ــ التأثير من النافذة على الأشخاص المارين ــ الأغراض التي تستخدم فيها قوتك.
إن الدرجة التي يصل بها الإنسان إلى الاتصاف بالإرادة تختلف كثيرا بحسب الأفراد. وعلى العموم يمكن للإنسان أن يحدث تأثيرا كبيرا على بني جنسه كلما كانت إرادته قوية وعزيمته ثابتة.
القوة المريدة:
لقد بسط زعماء الإنسانية في ذواتهم هذه القوة لدرجة عالية. وربما كانوا لا يفقهون حقيقة تلك القوة التي تنتشر فيهم ولا السبب الذي من أجله يؤثرون بنفوذهم على عشرائهم ــ بل غاية ما كانوا يعرفونه أن فيهم نوعا من القوة ليست في غيرهم ولكن لا يدرون ماهيتها ولا القوانين التي تخضع لها.
ونابليون بونابرت هو المثل الواضح للإنسان الذي حاز أعظم درجة من القوة المريدة وكانت إرادته تؤثر على ملايين البشرية فيأتمرون بأمره. وكانت النتائج التي يصل إليها تفوق حد التصور ــ ويمكننا أن نؤكد أنه كان عالما بماهية قدرته من الأقوال التي فاه بها في مختلف الظروف وكانت أعماله مطابقة لقوانين تلك القوة ولكنه عندما أنكر تلك القوانين وأفرط في استخدامها اضمحلت قوته وهوى من علياء مجده وكان سقوطه عظيما.
معترك الحياة:
يرى القارئ أن جميع الناس الذين ينجحون كانوا يدركون حقيقة آنيتهم ويثقون بذواتهم ويتفاءلون خيرا بما كانوا فيه يشرعون.
يحسون كنابليون (بحسن نجمهم) وهـذا هي معنى الإدراك الغريزي بالآنية. فكانوا يتعطشون للسلطة والمجد والثروة التي كان يدب دبيبها فيهم ويدفعهم بالغريزة إلى الوثوق بمعونة (الآنية).
يوجد كثيرون يعرفون هذه الحقيقة ولكنهم للأسف لا يستخدمونها في معترك الحياة فيكتفون بالقليل ولا يأبهون بما تدعوه غالبية الناس بالنجاح أو بالسيادة على الآخرين.
كثيرون يحوزون تلك القوات الخفية ولكنهم يزدرون بالمراتب الرفيعة وبالشهرة والمجد ــ لأن ذلك ليس في نظرهم الغرض النبيل الذي يسعون إليه وإنما يفضلون استعمال الموهبة التي فيهم في شيء أسمى وأجل من ذلك في أعينهم.
قانون المقاصة:
فكأنهم يقولون مع النبي القائل ــ باطل الأباطيل الكل باطل وقبض الريح. وكما يقول بوك (PUCK) يا لأولئك الفانين من مجانين.
يظهر أن قانون المقاصة يسـاوي بين الأمور فالغنى والسلطة والمراتب الرفيعة لا تأتي بالسعادة . وما أصدق هذه الأمثلة (لا راحة للرأس المتوجة) ولا تخلو الوردة من شوكها.
بيد أن غرضي ليس إبداء عظة دينية أو إثبات نظرية أخلاقية فلكل فرد حق اختيار ما يوافقه وليس لأحد أن لغيره . ونحن لا نقدم للقارئ سوى نصيحة واحدة وهي (انك مهما فعلت أحسن العمل).
القوة الاهتزازية:
ضع يدك على المحراث بدون أن تلتفت وراءك. اختر غايتك واقصدها مباشرة بدون تردد وأزل من طريقك الحوائل التي تعترضك.
وللوصول إلى غايتك يجب أن توجد فيك (رغبة) صادقة في النجاح ويجب أن تقابل آنيتك الحقيقية . بمعنى أن تصادف فيك قوة الإرادة وصدق العزيمة.
لقد فسرنا لك في الفصل السابق إن القوة المريدة هي: (المجهود الذي تبذله الإرادة لإحداث اهتزازات الفكر ودفعها نحو غرض معين)
فالقوة الاهتزازية يمكن إحداثها بالطريقة العادية أي أثناء التخاطب بصوت جهوري . ولكن من الجائز إحداثها أيضا بطريقة مجهولة بواسطة الاهتزازات على مسافة بعيدة وهذه الظاهرة هي المدعوة باسم انتقال الفكر.
فالطريقة الأولى مألوفة لدينا وشواهدها متعددة.
أما الطريقة الثانية فنادرة الحصول والذين يمارسونها حسنا يفعلون بعدم إفشائها . بيد أن عدد الأشخاص الذين يمارسون (( هذه القوة )) في الخفاء هم أكثر بكثير مما نتوهم.
معرفة ذات الإنسان:
وقد توصل بعضهم إلى درجة غريبة من القوة تعد في حكم العجائب والآيات وهم لا يريدون أن يتدانو إلى نشرها على الملأ وتفسير سرها ــ لاعتقادهم أن زمن الإفشاء والإحاطة لم يحن.
ولإنماء القوة المريدة يلزم أولا معرفة ذات الإنسان معرفة تامة كلما كانت القوة عظيمة فيجب الشعور بها أولا ثم التعرف بها ثانيا وبعد ذلك لا يعتري الإنسان الشك في وجودها وفي مقدرتها وهذا تشبيه بسيط يقرب إليك فهم الموضوع.
تصور أن جسدك بمثابة كساء تتزمل به إلى حين بغير أن يكوّن جزءا منك وان ذاتك منفصلة عن جسمك ومرتفعة فوقه مع اتصالها به مؤقتا.
فإذ ذاك تدرك أن نفسك ليست بذاتك وانما هي آلة بواسطتها تظهر الذات.
وكلما قلت أو فكرت بحقيقة آنيتك كلما تولدت فيك قوة جديدة قد تكون في أول أمرها مبهمة ولكنها تزداد وضوحا بازدياد التفكير. وهذا مثل ينطبق على ما جاء في الآية المقدسة (من له يعطي ويزداد وأما الذي ليس له فالذي عنده يؤخذ من).
شروط الـتأثير على الغـير:
إن حصر الفكر كما سنوضحه في الفصول التالية يجعل كل واحد أن يقوي إرادته. ولا يتم الـتأثير على الغـير إلا بشروط ثلاثة:
- أوَّلها: حصر الفكر في رغبة النفس.
- ثانيها: اعتقادك بحق المطالبة بتلك الرغبة.
- ثالثها: الوثوق التام من نجاح مرغوبك ومسعاك.
يجب أن تكون واثقا من نفسك بحصولك على مرامك أما إذا كنت مرتابا في ذلك فالنجاح لا يكون محققا وستعلم سبب ذلك فيما يلي من الفصول.
ولا تتوهم أنك بمجرد ما تريد شيئا تناله من غيرك فهذا لا يتأتى إلا إذا كان ندك ليس له ما لك من قوة الإرادة . ولكن الـذي نؤكـده لك أن هـذه القـوة تعاونك على التأثير لدرجة ما . على كل شخص لك به علاقة . أما درجة التأثير فتتعلق بمقدار القوة المريدة الموجودة فيك والموجودة في ندك.
قوة الإيحاء:
ومن البديهي أن تستخدم هذه القوة مع قوة الإيحاء كما أوضحناها لك في الفصول السابقة. وانك لتستطيع حصر تلك القوة بواسطة التمارين التي سنذكرها في فصل انحصار قوة الإرادة.
ولا يجب استخدام تلك القوات الخفية في غرض غير نبيل أو للإضرار ببني جنسك مهما كانت الغاية لأن ذلك يعد عملا محرما في الشريعة الأدبية ــ ولأن الضرر يعود عاجلا أو آجلا على الفاعل وتوجد لذلك أسباب لا محل لذكرها هنا.
فنرجو القارئ أن يتحاشى إتيان هذا الأمر.
لا ضرر من استخدام قوتك وعلمك لقضاء مصالحك المباحة وأعمالك الحيوية وإنماء حالتك الوجودية بشرط أن لا تضر الشخص المتأثر، في مصالحه أيضا.
الإشارات المضطربة:
يمكنك أن تؤثر على الشخص ليتعاقد معك على عمل وإذا عاملته بنبالة المقصد فانك لا تكون مفرطا في قوتك وتأثيرك. ولكن إذا كان المراد من تأثيرك خداعه أو سرقته أو إلحاق الأذى به فانك تكون أتيت أمرا ادَّا ولا بد أن يعود الضرر عليك وتجازى على سوء صنيعك ليس في العالم الآخر ــ بل في الحياة الدنيا تحصد ما غرست.
نعم انه يوجد أناس يستخدمون قواهم في الإضرار بالغير ولكنهم كالأبالسة محكوم عليهم بالتعاسة والشقاء فهم ملائكة الجحيم الذين هووا من جنة النعيم.
وأننا نذكر لك هنا بعض اختبارات لتمرين نفسك عليها.
ولتعلم أولا أنك عندما تفكر بالإرادة لا يقتضي أن تقطب حاجبيك وتشنج يديك وتأتي بالإشارات المضطربة الدالة على تهيجك إنما سر النجاح في السكون والطلب بهيئة جدية بغير اضطراب في الصوت أو عبوسة الوجه.
حصر الفكر:
إذا سرت في الشارع يجب عليك أن تثبت نظرك على شخص يسير أمامك. ويجب أن تكون المسافة بينكما نحو الثلاثة أمتار على الأكثر. صوب إلى الشخص المذكور نظرا حادا نافذا جهة قفاه القريبة من المخيخ. وفي أثناء ذلك أرد أن يلتفت الشخص إليك.
هذا الاختبار يتطلب التمرن عليه قليلا ومتى نجحت في ذلك وثقت من النجاح في غيره.
ويظهر أن النساء أسرع شعورا من الرجال بهذا التأثير.
حــدق بنظـرك الشخص الـذي يجلس أمامك في المسجد أو الملهى أو المرقص الــخ في ذات الجهة السابق ذكــرها في التمرين السابق (مريدا) أن الشخص يلتفت إليك فسوف تلاحظ أنه يتهزهز على كرسيه ولا يلبث أن يلتفت. وهذه النتيجة يسهل حصولها بسرعة لو كان الشخص أحد معارفك.
فإذا لم تنل هذه النتيجة فدلالة على أنك لم تحز قوة حصر الفكر وعلى أن إرادتك لم تكن حازمة.
إذا جلست فـي التـرام. فـانـظــر بانحـراف نحو شخص يجلس بعيدا عنك وبازائك. والتفت بعدئذ إلى جهة أخرى (راغبا) في تقليدك فإنك ستراه يلتفت إلى جهتك كأنه منجذب إليك بقوة مغنطيسية.
إذا كنت تحادث إنسانا . فيجوز أن هذا الشخص يبحث في ذاكرته عن كلمة غائبة عن باله . فحدق فيه نظرك وأوح إليه بقوة أي كلمة تختارها . ففي أغلب الأحيان تجده يلفظ تلك الكلمة . ويجب أن تكون متناسبة مع الحديث الذي يحصل بينكما. وألا يتحاشى الشريك المنفعل عن ذكرها ويوحي إليك الشريك الفاعل بكلمة أخرى موافقة.
تقوية الإرادة:
ولهذه المناسبة نذكر أننا قرأنا في أحد الكتب المترجمة عن الألمانية. أن طالبا كان يهمل دروسه ويهتم بالرياضة والألعاب البدنية . وقد اكتشف صدفة قوته الفكرية العظيمة فاستخدمها في امتحاناته بان انصرف عن الدرس وحفظ بعض أسئلة ولما أخذ الممتحن في امتحانه. قذف الشاب باهتزازات فكره بقوة موحيا إلى أستاذه أن يسأله الأسئلة التي يعرفه وكان ذلك وكانت النتيجة أن الشاب جاز الامتحان بنجاح باهر.
إذا سرت في الطريق وجاء شخص معارضا لك فوجه إليه نظرا حادا راغبا في أن يسير على يمينك أو على يسارك وبشرط أن لا تتحول أنت عن طريقك فترى النتيجة كما أردت.
قف أمام نافذتك وانظر إلى أحد المارين (مريدا) أن يلتفت إليك. فإذا كان فكرك منحصرا في ذلك وإرادتك ثابتة قوية فلابد أن تحصل على المرغوب..
وهكذا يمكنك أن تنوع الاختبارات والتمارين على هذا المثال. وهي تساعدك على الوثوق بذاتك وعلى تقوية إرادتك وصلابة عزيمتك. ولا تيأس إذا فشلت في أول الأمـر. بل ثابر على التمارين حتى تصل إلى النجاح.
التسميات
قوة الإرادة