الرسائل الإلكترونية والعودة إلى جادة الصواب.. ليس في المتع المادية الزائفة أي راحة أو منفعة في الدنيا

عاهدت نفسي هذه قصة توبة فتاة نسوقها لكم لنبين أثر الدعوة إلى الله عن طريق البريد الإلكتروني وأن لا يستحقر أحد الكلمة الطيبة وإن قلت هذه الرسالة وصلت إلى دليل المهتدين إحدى المواقع الدعوية التي تعني بالدعوة عن طريق البريد الإلكتروني وإليكم نص القصة كما ترويها صاحبتها:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا فتاه قطريه أبلغ من العمر 22 عاما...
كنت فتاة لاهية بأمور الدنيا وزينتها ولم أكن أبالي لما أفعل فيما مضى من عمري الذي بدا لي وكأنه مر سريعا.. حتى قدر الله أن وصلتني رسائل دليل المهتدين على بريدي الإلكتروني..

ويا الله كيف أحيت هذه المواعظ مشاعري وأيقظتني من غفلتي حتى أخذ ضميري يؤنبني كلما تذكرت ما كنت أفعله مما لا يرضي الله .. فسألت نفسي: هل حقق ذلك لي شيئا من السعادة؟... لا والله!

ولم أرَ في هذه المتع المادية الزائفة أي راحة أو منفعة في الدنيا.. فضلا ً عن الآخرة... ولو سألتم كيف كانت حياتي قبل أن يمن الله علي بالهداية: كنت أستيقظ صباحا، وأستعجل في الذهاب إلى الجامعة حتى لا تفوتني المحاضرات لأكون من المتفوقات دائما ً وفي بعض الأحيان أصلي الفجر.. أما في غالب الأيام ويا للأسف فلا أصلي حتى لاتفوت عليّ المحاضرات...

ثم ماذا بعد ذلك؟ ... أرجع إلى البيت وقد أخذ مني التعب كل مأخذ فأنام أو أدخل عالم الإنترنت فأضيّع أوقاتي فيما لايرضي الله من الأحاديث مع الشباب والفتيات في أمور الدنيا وعن آخر أغنية ,وما إلى ذلك... وهكذا يطول الحديث حتى يأذن لصلاة العصر، وأنا لاهية غافلة عن ذكر الله وعن الصلاة... وفي بعض الأحيان أذهب الى الأسواق ولاتسل عن ضياع الأوقات...

وكنت عند خروجي ألبس أفضل الملابس وأتعطر وألبس أحدث الإكسسوارات والذهب ثم أرجع الى البيت ومن ثم أنام وهكذا كانت تفوتني الصلوات كثيرا ً - غفر الله لي ماسلف من تقصير -.

ولم يكن ذلك عن سوء نية من جانبي ولكنها الغفلة الشديدة التي تعاني منها كثير من الفتيات... وكل هذا بسبب قلة النصح والتوجيه.. وهنا أوجه لفتة إلى أخواتنا الملتزمات أين دوركن المرجو لإنقاذ أخوات لم يحضين بمن يأخذ بأيديهن إلى طريق الهداية... وأذكر ذلك اليوم الذي جاءتني فيه من دليل المهتدين رسالة "أخاطب فيك إيمانك" وكذلك "رسالة إلى عابرة سبيل" وفيهما خطاب موجه إلى المرأة المسلمة وأن الإيمان والحياء شيئان متلازمان وفيهما أيضا توجيهات قيمة حول الحجاب وشروطه والتحذير مما يسمى (عباءة الزينة) والتي لاتمت إلى الحجاب الشرعي بصلة والتي تحتاج إلى عباءة أخرى لتسترها..

وفعلا اندمجت في قراءتها وفعلا ً أحسست بشيء من الضيق في قلبي لا أعرف ماهو بالضبط ..المهم أخذت أقرأ جميع الذي يصلني من رسائل وتأثرت كثيرا فأخذت أفكر وأسترجع في ذاكرتي ماذا كنت أفعل... أنبني ضميري كثيرا فقلت لنفسي هل هذه المحاضرات وهل هذا التفوق سينفعني في الآخرة؟.. كيف أترك الصلاة حتى لاتفوتني المحاضرات.. كيف أقضي العمر في اللهو وفي ما لاينفع؟.. ماذا سأستفيد؟ .. ماذا سيكون مصيري في الدنيا والآخرة؟.. عذاب..!!

فقررت في نفسي أن أترك ما كنت أفعله في الماضي.. فعلا ً بدأت بترك الأمور الخاطئة وصرت أتجنبها وبدأت أحافظ على جميع الصلوات في وقتها ولا أتأخر عن أي صلاة حتى ولو فاتتني المحاضرات أو أي شيء آخر يلهيني عن الصلاة... ثم عاهدت نفسي بأن أسير في الطريق الصحيح وأن أترك متاع الدنيا وأن أنتبه إلى عمري والسنوات التي ضاعت بلا فائدة...

والآن ولله الحمد؛ أصلي جميع الصلوات ,وأحافظ على قراءة القرآن ... وابتعدت عن كل ما يلهيني ,وتركت سماع الأغاني، والذهاب إلى الأسواق, وتخليت عن عباءة الزينة إلى الحجاب الساتر كما أراده الله؛لاكما يريده أصحاب الأزياء والموضة... فعلا ً جزاكم الله ألف خير على هذا الرسائل الإلكترونية التي غيرت الكثير من أصحاب النفوس الضعيفة.

وهذه ليس قصتي وحدي .. وإنما الكثير من الفتيات اللاتي أرسلتُ لهن هذه الرسائل فعلا تغيرن كثيرا... وجزاكم الله ألف خير..
تحياتي، أختكم عائشة - قطر
أحدث أقدم

نموذج الاتصال