الرضا بما قسم الله تعالى سبيل لتحقيق السعادة الزوجية

قال تعالى : " وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (32) وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ .. (33) سورة النور.
وعن عبد الله بن مسعود قال لما نزلت هذه الآية " مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245)  سورة البقرة آية 245.
قال أبو الدحداح الأنصاري وان الله ليريد منا القرض قال نعم يا أبا الدحداح قال ارني يدك يا رسول قال فناوله رسول الله يده قال فاني قد أقرضت ربي حائطي قال وحائطه له فيه ستمائة نخلة وأم الدحداح فيه وعيالها قال فجاء أبو الدحداح فنادى يا أم الدحداح قالت لبيك قال اخرجي من الحائط فقد أقرضته ربي عز وجل.وفي رواية أخرى أنها لما سمعته يقول ذلك عمدت إلى صبيانها تخرج ما في أفواههم وتنفض ما في أكمامهم فقال النبي. صلى الله عليه وسلم كم من عذق رداح في الجنة لأبي الدحداح.وعن أنس أن رجلا أتي النبي. صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول إن لفلان نخلة وان قوام حائطي بها فأمره أن يعطيني إياها حتى أقيم بها حائطي فقال النبي. صلى الله عليه وسلم أعطها إياه بنخلة في الجنة فأبى فأتي أبو الدحداح الرجل فقال بعني نختلك بحائطي ففعل فأتي أبو الدحداح النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني ابتعت النخلة بحائطي.فاجعلها له فقد اعطيتكها فقال النبي. صلى الله عليه وسلم كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة قالها مرارا فأتي أبو الدحداح امرأته فقال يا أم الدحداح اخرجي من الحائط فقد بعته بنخلة في الجنة فقالت ربح البيع ربح البيع أو كلمة تشبهها.
روى إن رجلا فقيرا كان لا يصلى إلا خلف النبي صلوات الله عليه وكان ثوبه باليا ولما كثر تمزقه ولم ينفع به الترقيع تخلف عن الصلاة في المسجد عدة أيام فقالت له زوجته : ما بالك لا تصلى خلف الرسول فذكر لها ثوبه الممزق .فقالت : خذ ثوبي وصل به خلف الرسول فإذا فرغت من صلاتك أسرع إلى أتمكن من أداء الصلاة أول الوقت ففعل وخرج بعد أن صلى مسرعا فسال عنه الرسول فقال له الصحابة : انه فر من المسجد فقال لهم : انصحوه بمقابلتي .فلما كان اليوم التالي أراد الخروج قال له بعض الصحابة إن الرسول يطلبك فقال سمعا وطاعة وانتظر حتى انتهى الرسول من صلاته فقدم عليه الرسول أخذه في ناحية المسجد فأساله عن سبب خروجه فقال : إني وزوجي لا نملك إلا ثوبا واحدا فحرصت على الصلاة خلفك وحرصت على الصلاة أول الوقت فرق له الرسول أمر له بثوب ولما ذهب إلي بيته سألته زوجته عن سبب تأخره فحدثها بما كان فقالت : يرحمك الله أتشكو ربك لرسوله .( لم أقف على أصلها ).
وحكي أن بعض الصالحين كان له أخ في الله وكان من الصالحين ، وكان يزوره في كل سنة مرة فجاء لزيارته فطرق الباب فقالت امرأته من ؟ فقال أخو زوجك في الله جئت لزيارته ، فقالت راح يحتطب لا رَدَهُ الله ولا سَلَمَه وفَعَل به وفعل وجعلت تذمذم عليه ، فبينما هو واقف على الباب وإذا بأخيه قد أقبل من نحو الجبل وقد حمل حزمة الحطب على ظهر أسد وهو يسوقه بين يديه فجاء فسلم على أخيه ورحب به ودخل المنزل وأدخل الحطب وقال للأسد اذهب بارك الله فيك ثم أدخل أخاه والمرأة على حالها تذمذم وتأخذ بلسانها وزوجها لا يرد عليها فأكل مع أخيه شيئا ثم ودعه وانصرف وهو متعجب من صبر أخيه على تلك المرأة قال فلما كان العام الثاني جاء أخوه لزيارته على عادته فطرق الباب فقالت امرأته : من بالباب ؟ قال أخو زوجك فلان في الله ، فقالت مرحبا بك وأهلا وسهلا اجلس فإنه سيأتي إن شاء الله بخير وعافية ، قال فتعجب من لطف كلامها وأدبها ، إذ جاء أخوه وهو يحمل الحطب على ظهره فتعجب أيضا لذلك فجاء فسلم عليه ودخل الدار وأدخله وأحضرت المرأة طعاما لهما وجعلت تدعو لهما بكلام لطيف ، فلما أراد أن يفارقه قال يا أخي أخبرني عما أريد أن أسألك عنه ؟ قال وما هو يا أخي ؟ قال عام أول أتيتك فسمعت كلام امرأة بذيئة اللسان قليلة الأدب تذم كثيرا ورأيتك قد أتيت من نحو الجبل والحطب على ظهر الأسد وهو مسخر بين يديك ؟ ورأيت العام كلام المرأة لطيفا لا تذمذم ورأيتك قد أتيت بالحطب على ظهرك فما السبب قال يا أخي توفيت تلك المرأة الشرسة وكنت صابرا على خلقها وما يبدو منها كنت معها في تعب وأنا أحتملها فكأن الله قد سخر لي الأسد الذي رأيت يحمل عني الحطب بصبري عليها واحتمالي لها فلما توفيت تزوجت هذه المرأة الصالحة وأنا في راحة معها فانقطع عني الأسد فاحتجت أن أحمل الحطب على ظهري لأجل راحتي مع هذه المرأة المباركة الطائعة  . الذهبي : الكبائر 172.
جاء إبراهيم الخليل عليه السلام إلى مكة, بعدما تزوج إسماعيل عليه يتفقد حال أهله بعد ما تركهم مدة, وكانت أمه هاجر قد ماتت, فلم يجد إسماعيل فدخل على امرأته فسأل عنه.قالت زوجته : خرج يبتغي لنا أي يطلب لنا الرزق )إبراهيم(عليه السلام): وكيف تعيشان؟ وما حالكما؟قالت : نحن بشرً! نحن في ضيقة وشدة! وجعلت تشكو إليه قال : فإذا جاء زوجك أقرئي عليه السلام وقولي له غير عتبة بابك فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئا فقال: هل جاءكم من أحد؟قالت : نعم جاءنا شيخ كذا وكذا فسأل عنك ، فأخبرته،وقالت: سألني كيف عيشنا فأخبرته أنّا في جهد وشدة .قال: فهل أوصاك بشيء؟قالت : نعم أمرني أن أقرأ عليك السلام ويقول : غير عتبة بابك .قال : ذاك أبي وقد أمرني أن أفارقك... الحقي بأهلك فطلقها وتزوج من أخرى.فلبث عنهم إبراهيم ما شاء الله ، ثم أتاهم بعد، فلم يجده فدخل على امرأته فسأل عنه ،قالت: خرج يبتغي لنا .قال: كيف أنتم؟ وما حالكم؟ .قالت : نحن بخير وسعة وجعلت تثني على الله تعالى فقال : ما طعامكم؟ قالت : اللحم والماء.قال:إذا أتى زوجك فأقرئي عليه السلام ومريه أن يثبت عتبة بابه.
اللهم ارزق كل زوجين السعادة والهناء والمحبة والصفاء, والرضا والوفاء.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال