قال الله تعالى "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة".
وقال تعالى "ومن أحسن قولاً ممن دعآ إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين".
وكفى الداعية إلى الله فخراً أنه يقوم بوظيفة الأنبياء والمرسلين في هداية الناس وتعبيدهم لخالقهم سبحانه وتعالى.
ويبقى بعد ذلك أن الدعوة همٌّ لا بد على الداعية من حمله، وفن لا بد للداعية من تعلم ، وتجارب وخبرات يستفيد فيها اللاحق بالسابق:
1- أحد الإخوة الباكستانيين – اسمه فضل إلهي – في كلية الإعلام والدعوة.. في رحلة دعوة ركب بجوار مدير شركة أمريكية كبيرة، وخلال الرحلة طلب المدير كأس خمرة، وطلب الأخ فضل كأساً من اللبن.
وبطريق ملاطفة نظر لهذا الرجل وقال له: لماذا لم تسألني لماذا طلبت لبناً؟
ظنه المدير هازلاً فضحك وقال : لماذا طلبت لبناً؟
قال: لأنني مسلم.
سكت الاثنان فقال الأخ بعد قليل : لماذا لم تسألني عن الإسلام؟
ضحك الرجل مرة أخرى وسأله عن الإسلام؟
فأخذ الأخ يتكلم حتى أوشكت الطائرة على الهبوط، فأخرج الرجل كرتاً وأعطاه العنوان كاملاً ودعاه إلى الغداء في يوم لاحق ليكمل له الحديث مع أسرته.
فذهب الأخ فضل مع أخ آخر وجلسا معهما يوماً كاملاً وهم يسألون وهو يجيب.
حتى قال لهم الرجل في الأخير: والله سيسألكم الله بين يديه لماذا تسكتون وهذا دينكم؟ لماذا لا تذكرون ذلك للناس؟ والله أشعر ما بيني وبين الإسلام شعرة .
"مقومات النهوض بالأمة" د / محمد الراوي.
2- جاء إليَّ شاب في المسجد يشكو من المعاصي فقال: كل شيء فعلته.
فأخذت بيده لنزور بعض الإخوة فما وجدته، فقلت له: ما رأيك نزور القبور؟
قال: لا حرج.
فذهبنا وجلسنا بين القبور والتفتُّ يميناً وشمالاً ثم قلت: يا أهل القبور حدثونا ماذا يدور تحت المقابر؟ ماذا يدور في اللحود الآن؟ هل ما زال الملوك ملوكاً الآن؟
ثم قلت لصاحبي: ما رأيك تنزل قليلاً في القبر؟
فنزل، ومكثتُ قليلاً ثم عدت إليه فقلت: يا فلان، صديقتك فلانة لو جاءتك تنفعك في قبرك؟
قال: لا
قلت: الشاب الذي أغراك بالمعصية لو جاءك ينفعك في القبر؟
قال: لا
قلت: إذن قم لنبدأ حياة جديدة.
"حاولنا فوجدنا النتيجة" سعد البريك
3- كانت المرأة تكره زوجها جداً، وتتضايق من بيته وتراه بمنظر مرعب كأنه وحش مفترس.. فذهب بها إلى أحد المعالجين بالقرآن، بعد القراءة نطق الجني وقال: إنه جاء عن طريق السحر ومهمته التفريق بينهما.
ضربه المعالج وتردد الزوج على المعالج بزوجته شهراً فلم يخرج الجني.
وأخيراً طلب الجني من الزوج أن يطلق زوجته ولو طلقة واحدة وهو يخرج منها.. وللأسف لبَّى الزوج الطلب فطلقها ثم راجعها فشفيت أسبوعاً ثم عاودها الجني.
جاء بها الزوج فقرأت عليها ودار الحوار التالي:
- ما اسمك؟ قال: ذكوان.
- ما ديانتك؟ قال: نصراني.
- لماذا دخلت فيها؟ قال: للتفريق بينها وبين زوجها.
- فقلت: سأعرض عليك أمراً إن قبلته وإلا فلك الخيار.
- قال: لا تتعب نفسك، لن أخرج منها ؛ لقد ذهب بها إلى فلان وفلان.
- قلت: أنا لم أطلب منك الخروج.
- قال: فماذا تريد؟
- قلت: أنا أعرض عليك الإسلام، فإن قبلته وإلا فلا إكراه في الدين. ثم عرضت عليه الإسلام وبينت له مزاياه ومثالب النصرانية.
- وبعد مناقشة طويلة قال: أسلمت.. أسلمت.
- قلت: أحقيقة أم تخادعنا؟
- قال: أنت لا تستطيع أن تجبرني ولكنني أسلمت من قلبي، ولكنني أرى أمامي الآن مجموعة من الجن النصارى يهددوني وأخاف أن يقتلوني.
- قلت: هذا أمر سهل؛ لو تبين لنا أنك أسلمت من قلبك أعطيناك سلاحاً قوياً لا يستطيعون معه الاقتراب منك.
- قال: أعطنيه الآن.
- قلت: لا، حتى تتم الجلسة.
- قال: ماذا تريد بعد؟
- قلت: إن كنت أسلمت حقاً فمن تمام توبتك ترك الظلم وتخرج من المرأة.
- قال: نعم أسلمت، ولكن كيف أتخلص من الساحر؟
- قلت: هذا سهل؛ إن وافقتنا أعطيناك ما تتخلص به من الساحر.
- قال: نعم.
- قلت: أين مكان السحر؟
- قال: في الحوش (فناء بيت المرأة)، ولا أستطيع تحديد المكان بالضبط لأن هناك جنياً موكلاً به، وكلما عرف مكانه نقله إلى مكان آخر داخل الحوش.
- قلت: من كم سنة تعمل مع الساحر؟
- قال: عشر سنين أو عشرين – نسي المحاضر – وقد دخلت في ثلاث نساء قبل هذه (وقص علينا قصصهن).
- فلما تبينت صدقه قلت: خذ سلاحك الذي وعدناك: آية الكرسي؛ كلما اقترب منك جني اقرأها فيفر عنك بعد الصوت.. هل تحفظها؟
- قال: نعم بسبب كثرة تكرار المرأة لها.. ولكن كيف أتخلص من الساحر؟
- قلت: الآن تخرج وتتجه إلى مكة وتعيش هناك وسط الجن المؤمنين.
- قال: ولكن هل سيقبلني الله بعد كل هذه المعاصي؟ لقد عذبت هذه المرأة كثيراً وعذبت النساء اللاتي دخلت فيهن قبلها.
- قلت: نعم؛ يقول الله تعالى "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً".. الآية.
- فبكى ثم قال: إذا خرجت من المرأة فاطلبوا منها أن تسامحني عن تعذيبي لها.
ثم عاهد الله وخرج.
ثم قرأت بعض الآيات على ماء وأعطيت الرجل وامرأته ليرشه مكان السحر في الحوش.
ثم أرسل لي الرجل بعد مدة وقال : إن زوجته بخير والحمد لله.
"الصارم البتار في التحدي للسحرة الأشرار" وحيد بالي شريط.
4- أحد الصالحين كان مع أصحاب له على الخير وكان في المدينة.. وكان رجلاً صالحاً رجل علم ودعوة
دخل المدينة مع صحبه قادمين من سفر فسقط وشهق وأزبد فمه فعلموا أنه في الموت.. فلما أجلسوه قال لأصحابه: قولوا لا إله إلا الله.. هو يلقنهم حتى مات.
قالوا: رحمه الله ما ترك الدعوة إلى الله حياً ولا ميتاً.
"تجديد الهمة" الفراج
التسميات
من الحياة