عندما تنكسر العواطف.. فأينَ أهالينا الذين نحبُّهُمْ وأين كرامُ النّاس ِ أين المواقِـفُ

وقوفاً فإنَّ الموتَ يا صَحبُ واقـفُ
وزحفاً فإنَّ الموتَ يا صَحبُ زاحفُ
كم انطفأتْ في نهرِ دجلةَ أنجــمٌ
وكم سقطَتْ فوق الفراتِ قذائــفُ
طريقٌ طويلٌ والسَّلاحفُ تحتَنــا
وهل تقطعُ الدَّربَ الطَّويلَ السَّلاحفُ
تُطاردُنا الأتراحُ والظِّلُ غائِـــبٌ
وتَطردُنا الأفــراحُ والظِّلُّ وارفُ
وتحملُنا الآلامُ فوق ظهورِهـــا
وتُلقي بنا للسَّيلِ والسَّيلُ جـارفُ
وليس علي النَّهرينِ أمنٌ وآمـنٌ
ففي كلِّ مشكاةٍ نزيفٌ ونــازفُ
وفي كلِّ بيتٍ للبكاءِ مساحـــة
وفي كلِّ نهر ٍ للرَّزايا زعانــفُ
يمرُّ علينا الموتُ والنّاسُ فُــزَّعٌ
وذلك مخطوفٌ وذيّاكَ خاطِـــفُ
وفي كلِّ ركن ٍ تستفيقُ استغاثـة ٌ
ويصرخ ُ ملهوفٌ ويهتفُ هاتِـفُ
فأينَ أهالينا الذين نحبُّهُـــــمْ
وأين كرامُ النّاس ِ أين المواقِـفُ
جراحٌ عزيزاتٌ وما مِنْ مُساعِـف ٍ
لقد ضاعَ بين الضّائعاتِ المُساعِفُ
هُمُ قبرونا خلف أبوابِ دورِنــا
فلم يَرَ وجهَ البابِ إلا المُجــازفُ
هُمُ سكبوا حزناً علي كلِّ حائــطٍ
وها كلُّ شبر ٍ في المدائن ِ خائـفُ
هُمُ ملأوا نهرَ الفراتِ طوائفـــاً
وصاحوا مع الجلّي : تعيشُ الطَّوائِفُ
نروح ولا ندري أنأتي أم الــرَّدي
سيقطِفُنا إنَّ الرَّدي، آه، قاطِـفُ
ونَقْلي رزايانا بزيتِ همومِنـــا
ونحنُ مع المقلاةِ لحنٌ وعــازِفُ
لقد منحَتْنا العادياتُ معاطفــــاً
ولكنْ لقد ضاقَتْ علينا المعاطِــفُ
أيا وقتُ لا تبخلْ علينا ببسمــة
ولو بعد أن تُلقي علينا القذائــفُ
وإنْ سألَ الأصحابُ عنّا فقلْ لهـمْ
سيأتونَ فجراً حين تأتي الوظائـفُ
دمانا لها أنّي اتَّجهنا منـــازفٌ
لقد كثرَتْ في أرض ِ أهلي المنازفُ
دِمانا استُبيحتْ ثم بيعتْ وسعرُهـا
تُقَدِّرُهُ وسْطَ النَّهار ِ مصـــارفُ
جهلنا الذي يجري جهلنا الذي جري
أما عادَ في أرض ِ النُّبوّاتِ عارفُ
عواصفُ لم يَهدأْ لها البالُ ساعـة ً
متي يا غرابَ البين ِ تَهدا العواصفُ
عواطفُنا مثل الأوانـــي تكسَّرتْ
أهذي أوان ٍ كُسِّرتْ أم عواطــفُ
عكفنا علي جمع ِ الأماني ولمِّهـا
وجَوْراً علي تفريقِنا الموتُ عاكـفُ
تناثرتِ الأيّامُ بين دموعِنــــا
ألا فاجمعي أيّامَنـــا يا ذوارفُ
ويا وقتُ كن شمساً وبدراً وانجماً
ويا موتُ هاجرْ لا تقلْ : أناْ آسفُ
تكاثرتِ الرّاياتُ والشَّعبُ واحـدٌ
تكاثرتِ الرّاياتُ والعصفُ عاصفُ
أيا مَنْ تحبّونَ العراقَ ألا اعلموا
إذا ما ضَعُفنا فالضّني متضاعِفُ
أيا مَنْ تحبّونَ السَّلامَ ألا احذروا
فنحنُ بتاريخ ِ السَّلام ِ نجـازفُ.
غزاي درع الطائي
أحدث أقدم

نموذج الاتصال