كيف أدارت المقاومة حربها النفسية ضد العدو بعد انطلاق الحرب البرية؟.. الاستمرار في إطلاق الصواريخ والتركيز على محاولة أسر جنود صهاينة

استقبال الإسرائيليين من طرف المقاومة:

توعد المقاومون الفلسطينيون الصهاينة باستقبال حار في أزقة وشوارع القطاع، وبعد تردد قرر العدو بدء الهجوم البري في الأسبوع الثاني للحرب، وتلقي صفعة قوية منذ الساعة الأولى للهجوم الذي لم يكن يعني بحال من الأحوال انتهاء القصف الجوي بل استمراره وبعنف شديد، وخلال المعارك البرية ركزت المقاومة على إبراز عملياتها ضد قوات العدو المتوغلة مثل قنص الجنود أو مهاجمة منازل أو مواقع يتمركزون فيها وتحقيق إصابات مباشرة في صفوفهم، والأهم من ذلك قدرة المقاومة على اختراق شبكة اللاسلكي المعادية والاستفادة من المعلومات التي يتبادلها جنود العدو خلال المعركة، وكذلك نجحت المقاومة في اختراق البث التلفزيوني أكثر من مرة للأقنية الصهيونية وكذلك لإذاعة الجيش الصهيوني وهذه الإنجازات بمجملها حققت هدفاً مزدوجاً.

زيادة الثقة بالمقاومة:

الأول أدى إلى زيادة الثقة بالمقاومة ورفع معنويات الشارع الفلسطيني والعربي والإسلامي، والثاني تحطيم معنويات الصهاينة فظهروا عاجزين عن حماية جنودهم المذعورين الذي يفرون في كل اتجاه عندما يسقط زميلهم بلا حول ولا قوة برصاص قناص فلسطيني يتمترس بركام منزله ووجد الفرصة والوقت الكافي ليصور العملية بهدوء وأعصاب باردة رغم القصف الوحشي العنيف ثم تكتمل مصيبتهم بدخول بيانات كتائب القسام إلى منازلهم عبر شاشاتهم بعد اختراقها من قبل المقاومين ما يعني فشلهم في ساحة الحرب الالكترونية التي يعتبرون أنفسهم من سادتها حتى على مستوى العالم. فأضيف هذا الفشل إلى فشلهم في إسكات قناة الأقصى الفضائية، وإلى فشلهم الأمني والعسكري الذي بدا يلوح في أفق القطاع بعد الساعات الأولى للمعارك البرية.

مصداقية المقاومة:

و هنا أكدت بيانات المقاومة مصداقيتها بعد إعلانها أكثر من مرة عن نجاحها في قتل وجرح عدد من جنود العدو، وينفي الصهاينة ذلك ثم يعلنون بعد يومين عن عشرات القتلى في حوادث سير في جنوب البلاد، ونتيجة السخرية التي أشاعتها هذه المحاولة بدأ العدو يعترف بخسائره مع محاولة تقليلها أو التأخر في إعلان عدد القتلى وأسمائهم وأحياناً يعترف بجرح عدد منهم لا يلبث أن يعلن وفاتهم.

كابوس الأسرى:

ومع تصدي المقاومة لقوات العدو المتوغلة حرصت على أمرين من الناحية العسكرية والنفسية كانت تعلم حجم تأثيرهما على الكيان الصهيوني أولهما الاستمرار في إطلاق الصواريخ ولو من بين أرتال الدبابات، والثاني التركيز على محاولة أسر جنود صهاينة، وهذا الأمر شكل كابوساً مرعباً للجنود أنفسهم ولقادتهم.
وقد جاء التهديد بأسر الجنود من قبل القادة السياسيين والعسكريين للمقاومة على السواء ولهذا السبب تعامل الصهاينة مع هذا الاحتمال بعنف شديد واضطروا أكثر من مرة إلى قتل جنودهم وآسريهم لمنع تحول هذا الكابوس إلى حقيقة شديدة المرارة ولم يستطع الصهاينة تحمل فكرة وجود أسير آخر إلى جانب شاليت.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال