غالب اجتماعات أسرتنا اجتماعات كفقاعات الصابون لا فائدة منها، بل إن الكثير منها فيها من الذنوب والمعاصي ما الله به عليم.
وعندما أخبرني زوجي أن العائلة قررت إقامة مخيم خارج مدينتنا نمضي فيه أسبوعين كاملين سمع أنَّةً حرى من كبدي، والتفت إلي متعجبًا.
قلت له: لا تعجب، إننا سوف نمضي أسبوعين نبحر فيهما فوق المعاصي والمنكرات ندافع الذنوب مدافعة!!!
شد من أزري وشحذ همتي وقال: هل نتركهم للشيطان يستفزهم بخيله ورجله.. ليس لك البقاء.. والله إنه باب دعوة مفتوح.. اطلبي ماشئت.
هون الأمر عليّ واستحثني بذكر طرف من سيرة الرسول r حتى بدأت أفكر وأفكر.
لم يستقر لي قرار حتى هاتفت داعية مجربة ما العمل؟ فأوصتني بالإخلاص وصدق النية والدعاء والتضرع إلى الله عز وجل ثم قالت: سارعي إلى الهدايا التي تحبب إليك الصغار وتفرحهم وهذا سينعكس على الكبار.. ولا تنسي هدايا النساء الكبيرات من عباءات مريحة «وغطاوي» للوجه، ولا تنسي سجادة للصلاة لكل أم.
ابدئي بدعوة الكبيرات في السن وترقيق قلوبهن ثم عرجي على صاحبات القلوب الصافية والفطرة السليمة في الشابات.. وسترين ما يفرحك، لك فرصة أسبوعان كاملان تدعين فيهما إلى الله، متى تجدين في خيمة واحدة مثل هذا العدد لمدة أسبوعين.
ونحن نسير متجهين إلى المخيم أصابني فرح عجيب من حديثها وإنها فرصة لن تتكرر، وقررت الدعاء وبذل الأسباب، وجعلت الأيام الأولى للأطفال من توزيع الهدايا والمسابقات وقصص بعض قصص الصحابة والتابعين عليهم، ثم بدأت في مساء كل ليلة بدرس لحفظ القرآن.
كل ذلك تم أمام أعين الجميع، فسبحان من يسر وجعل حتى الشابات يقتربن ليسمعن قصص الصحابة والتابعين، وكانت المفاجأة أسبوع واحد فإذا بي في وسط جو يملأه الفرح والسرور، حتى بعض الشابات بدأن بقيام الليل مع بداية الأسبوع الثاني.
انتهى المخيم وأملي كان دون ما تحقق، فلله الحمد والمنة، بدأت العلاقات تقوى وأصبح لنا اجتماع تحفه الرحمة وتنزل فيه السكينة.. شهور فإذا التأثير ينتقل إلى الآباء والإخوان فأحمد الله عز وجل على توفيقه، ولو بقيت في ترددي وتخاذلي وخوفي لما تحقق من ذلك شيء، إنما هو إخلاص وعمل ودعوة.
كم من داعية وسط أسر تائهة، وكم من معلمة وسط جولم يتغير منذ سنوات ولكن ماذا أعدت الأخت للإجابة غدًا؟! أين الأمانة، وأين الدعوة إلى الله؟!
عبدالملك القاسم
التسميات
نساء