صعوبات تدريس النصوص الفلسفية المتعلقة بالمتعلم وتمثلاته.. ضعف الرصيد المعرفي وصعوبة تمييز المتعلمين لتمفصلات النص الرئيسية عن التمفصلات الثانوية

تتمثل صعوبات تدريس النصوص الفلسفية المتعلقة بالمتعلم وتمثلاته فيما يلي:

1- ضعف الرصيد المعرفي لدى المبتدئ، وضعف زاده في قراءة أساليب الفلاسفة وفهمه.

2- اجتزاء النص وانتقائيته مما يجعل المتعلم عاجزا عن وضع النص في إطاره داخل فكر الفيلسوف ومذهبه.

3- صعوبة تمييز المتعلمين لتمفصلات النص الرئيسية عن التمفصلات الثانوية.

4- مشكل الترجمة أو التعريب وقصورهما عن تبليغ أفكار الفيلسوف حينما يتحدث بلغته، أضف إلى ذلك الخيانة العلمية التي قد تتسبب فيها كل ترجمة لا تفي بقواعد الإعداد الترجمي.

5- تنوع النصوص الفلسفية مما يؤدي إلى تنوعات في التناول الفلسفي.

6- تغير دلالة بعض المفاهيم عبر العصور، حيث يرتحل المفهوم من نسق فلسفي إلى آخر، ومن هنا حاجة كل من المدرس والمتعلم إلى بعض القواميس الفلسفية لتدليل بعض الصعوبات التي تعترضهما.

7- كون الفلسفة هي لغة غريبة عن المتعلم، بل نقول إنها تدرس فعلا كذلك على أنها لغة غريبة)، ذلك أن الفلسفة تهز تمثلات المتعلمين حول بعض المفاهيم (معنى الحقيقة- الطبيعة- الحق...، حيث يصح القول عند هذه النقطة أن الفهم في الفلسفة لا يكون ممكنا إلا إذا عمدنا إلى التفكير بلغة النص.

ولأجل ذاك يجب الأخذ بعين الحذر الخطورة الانعكاسية لوظيفة النص الفلسفي في تعليمنا، فمحسنات الكتابة وسلطة الأساتذة قد تقود المتعلمين إلى تحريف مضمون النصوص إلى معرفة دوغمائية نفعية.

إذ يحدث هذا في كل مرة تبتعد دراسة النص عن تجربة الإشكال الذي يمكن من التفكير، وفي كل مرة لم نأخذ الوقت الكافي لتعميق تمثلات الأشكلة عند المتعلمين.

8- ثم إن حديثنا عن لغة فلسفية لا يعني إطلاقا الحديث عن لغة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولكن يتعلق الأمر فقط بمعجم محدود جدا، وما عدا ذلك فالفلسفة تعبر بالضرورة عن أفكارها من خلال اللغة العامية.

9- ثم هناك صعوبة أخرى باعثها هو ذلك البون الشاسع بين اللغة التي يستعملها النص، وبين استعمال القارئ نفسه لهذه اللغة.

10- كيفية بناء الجمل وصياغة العبارات، حيث تكون بعض الجمل معقدة جدا بسبب طولها، بحيث تندمج كلها في جملة واحدة.

لكل هذه الأسباب وغيرها ينجم عن هذه العقبات إحساس بمرارة يستشعرها المتعلم الذي يجد أن لغة الفلاسفة صعبة وغامضة بل وهجينة، كما لو أنها تتعمد تضليلهم، ثم هناك مرارة يستشعرها المدرس حينما يتيقن بفقر المحصلات القبلية اللازمة من أجل التفلسف.

بالإضافة إلى هذه الصعوبات هناك بعض العوائق المرتبطة بتمثلات المتعلمين، نذكر منها ما يلي:

1- إذ يعمل المتعلم على تأويل النص انطلاقا من تمثلاته الخاصة، أو إسقاط بعض التمثلات العامية في عملية فهم النص، مما قد يفرز بعض العوائق.

2- القلق والاندهاش أمام صعوبة الإشكالات الفلسفية، حيث تطفو المفارقة بين ما نعرفه وبين حجم الإشكال.

3- اعتبار المتعلم النص مجرد مطية لعرض المعارف وأنه لا يهدف إلا إلى أغراض معرفية صرفة.

4- اعتقاد المتعلم في إمكانية استعارة إشكالية أو أطروحة من خارج النص، وفرضها على البنية الداخلية للنص.

5- تسرع المتعلم في الحكم على النص وتقويمه، بدل الوقوف على إشكاليته، وعلى بنيته المفاهيمية، وترسانته الحجاجية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال