مرضت وأدخلت المستشفى وكان في ذلك خير كثير لها ولمن حولها تحولت غرفتها إلى خلية نحل ونشاط متصل، بدأت بتوزيع كتب على الممرضات والطبيبات باللغات الأجنبية وأتبعتها بالأشرطة.
أما المريضات فحدث ولا حرج عن عدد الكتب التي تم توزيعها حتى فاضت وزادت ووصلت إلى صالة انتظار النساء في الدور الأرضي أما تلك المرأة الكبيرة في السن وليس لها نصيب من العلم فقد اشترت لها جهاز راديو بمبلغ عشرين ريالاً ووضعت المؤشر على إذاعة القرآن الكريم، ثم تشاورت مع طبيبة داعية وقررن وضع أرفف في ممرات قسم النساء ووضعن عليه كتبًا صغيرة غالبها موجه للنساء.
أما مدير المستشفى فقد وصلته قائمة طويلة بما رأت وما تقترح ودونت جميع ملاحظاتها في تلك الرسالة.
عجبت الطبيبات من همتها ونشاطها فهي تتفقد النساء في غرفهن وتسأل عن حاجتهن وما يردن.
وعندما رأت الطبيبة امرأة ممن امتشقهن الشيطان وهي تبرز مفاتنها وتحمل زهورًا لتقدمها لقريبتها سألت الطبيبة مريضتها: من أين أتت عادة الزهور؟ وكيف بدأنا نحرص على إحضارها لمرضانا رغم تكلفتها الباهظة؟
قالت المريضة: إنها التبعية والتقليد حتى في الزهور، نحن أمة نتبع القليد الأعمى أرأيت في الصناعة لم نصنع قيد بعير أما في الزهور والموضة والأزياء فحدث عن البحر ولا حرج.
عبدالملك القاسم
التسميات
نساء