البناء الفني في الفصول 5، 6، 7، و8 من رواية اللص والكلاب لنجيب محفوظ:
سيرورة الحدث:
تُمثل فصول الجزء الثاني من رواية "اللص والكلاب" سيرورة الحدث، حيث تبدأ عجلة الانتقام في الدوران مع الإعداد لأول جريمة تخطئ هدفها.
- انتقال من التقديم إلى التنفيذ: بعد التقديم لشخصية سعيد وصراعاته الداخلية في الفصول الأربعة الأولى، تنتقل الرواية إلى مرحلة التنفيذ، حيث يُقدم الكاتب تفاصيل خطة سعيد للانتقام من أعدائه.
- تطور الأحداث: تشهد هذه الفصول تطورًا هامًا في الأحداث، من خلال محاولة سعيد قتل عليش، وفشله، ثم نجاحه في قتل الآخرين، وصولًا إلى مواجهته مع الشرطة.
البناء التقني:
- الرؤية من الخلف: يتبع نجيب محفوظ تقنية الرؤية من الخلف، حيث يجعل السارد يلبس ثوب شخصياته، ممّا يمنح القارئ شعورًا بالتواجد معهم وعيش أطوار الحدث بكل تجلياته وتفاصيله.
- الحركة والفعل: تغلب الحركة والفعل على الكلام في هذه الفصول، ممّا يعكس التوتر والترقب الذي يسيطر على الأحداث.
- الحوار المقتضب: يأتي الحوار بين الشخصيات مقتضبًا ومحدودًا، ممّا يُضفي على الرواية طابعًا دراميًا ويُركز على الأحداث أكثر من الكلمات.
- هيمنة الوصف والسرد: تسيطر تقنيتا الوصف والسرد على هذه الفصول، حيث يُقدم الكاتب وصفًا دقيقًا لمكان الجريمة وظروفها، كما يسرد تفاصيل خطة سعيد خطوة بخطوة.
الدلالات الفنية:
- التعمق في النفسية: تُساعد هذه التقنيات الفنية على التعمق في النفسية المُعقدة لشخصية سعيد، وفهم دوافعه ومشاعره خلال تنفيذ جرائمه.
- خلق التشويق: تُساهم هذه التقنيات في خلق التشويق والإثارة لدى القارئ، وتُبقيه مُنتظرًا لما سيحدث في الفصول القادمة.
- إظهار الواقعية: تُعزّز هذه التقنيات الواقعية في الرواية، وتُضفي عليها مصداقية وجاذبية.
الخلاصة:
تُشكل الفصول 5، 6، 7، و8 من رواية "اللص والكلاب" مرحلة مهمة في مسار الأحداث، حيث تبدأ مرحلة الانتقام وتُظهر تعقيد شخصية سعيد وصراعاته الداخلية. وتُساهم التقنيات الفنية المُستخدمة في خلق تشويق وإثارة لدى القارئ، وتُساعده على التعمق في فهم الرواية وشخصياتها.
التسميات
تحليل رواية اللص والكلاب