تعريف زواج المسيار ومشكلة استيفاء الشروط والأركان

كلمة مسيار في اللغة:
من سار، سيرا، وسيرة، وتسيار، ومسار، ومسيرة: مشى، وسيره فلان من بلده أو موطنه: أخرجه وأجلاه، والسيَار: كثير السير([1])، وتأتي بمعنى الذهاب([2]).

تعريف المسيار في الاصطلاح:

كلمة المسيار:
كلمة عامية دارجة في بعض دول الخليج، يعنون بها المرور وعدم المكث الطويل([3]).
و زواج المسيار في الاصطلاح: زواج يقوم على إبرام عقد شرعي بين رجل وإمراة يتفقان على المعاشرة من دون العيش معا بصورة دائمة([4]).
فزواج المسيار هو: الزواج الذي يذهب فيه الرجل إلى بيت المرأة، ولا تنتقل المرأة إلى بيت الرجل، وفي الغالب تكون هذه الزوجة ثانية، وعنده زوجة أخرى هي التي تكون في بيته وينفق عليها([5]).
قلت  زواج المسيار هو عقد التزويج الذي تسقط المرأة حقها في المبيت والسكنى والنفقة
وقال احمد التميمي: " يعقد الرجل – وفق هذا الزواج – زواجه على امرأة عقدا شرعيا مستوفي الأركان لكن المرأة تتنازل عن السكن والنفقة "([6]).
وقال أحمد الحجي: " إن أهم صورة دارجة في نظري أن يتزوج رجل بالغ عاقل، امرأة بالغة عاقلة تحل له شرعا، على مهر معلوم بشهود مستوفين لشروط الشهادة، على أن لا يبيت عندها ليلا إلا قليلا، وأن لا ينفق  عليها، سواء كان ذلك بشرط مذكور في العقد أو بشرط ثابت بالعرف أو بقرائن الأحوال "([7]).
وقال ابن منيع: "إنه زواج مستكمل لجميع أركانه وشروطه، إلا أن الزوجين قد ارتضيا واتفقا على أن لا يكون للزوجة حق المبيت أو القسمة، وإنما الأمر راجع للزوج متى رغب في زيارة زوجته في أي ساعة من ساعات اليوم والليلة فله ذلك "([8]).
من خلال هذه الأقوال نجد أن زواج المسيار يقوم على إعفاء الزوج من واجب السكن والنفقة، والتسوية في البيتوتية بينها وبين زوجته الأخرى تنازلا منها، فهي تريد رجلا يعفها، ويحصنها، وإن لم تكلفه شيئا بما لديها من مال وسكن وكفاية تامة([9]). 
بداية ظهور نكاح المسيار هذا النوع من الزواج كان موجودا منذ فترة طويلة، ولذا نجد ابن قدامة قد ناقشه في كتابه المغني، وسماه زواج الليليات والنهاريات، وقد سبقه إلى ذلك الامام احمد بن حنبل رحمه الله([10]).
وأول ما ظهر هذا النوع من الزواج في وقتنا الحاضر في منطقة القصيم في السعودية على يد وسيط زواج يدعى فهد غنيم، حصل على فتوى من الشيخ ابن عثيمين يجيز هذا النوع من الزواج.
كما دعا الأستاذ عبد الحليم أبو شقة صاحب كتاب (تحرير المرأة في عصر النبوة) إلى تزويج الشباب والفتيات مع بقاء كل واحد في بيت أسرته، يلتقيان أسبوعيا في بيت احد أهلهما أو في فندق مع تأخير الإنجاب، وذلك بسبب مشكلة العنوسة لكن فكرته لم تر النور. وأخذ هذا الزواج ينتشر الآن في مصر، والسودان، ولبنان، وأفغانستان وغيرها([11]).
 [1] أنيس، إبراهيم و آخرون، المعجم الوسيط، ج1، 467.
[2] الفيروز أبادي، مجد الدين  محمد بن يعقوب، القاموس المحيط، 371.
* أستاذ مساعد ، كلية الشريعة ، جامعة جرش ، - الأردن
[3] القرضاوي، يوسف، حول زواج المسيار، مجلة المجتمع الكويتية، العدد 1301، 26/5/1977، ص 31، مجلة الشريعة، العدد 392، تاريخ 8/8/1998.
[4] زواج المسيار، جريدة الدستور، عدد 1189، تاريخ 10/10/1998، ص1، لم يذكر اسم الكاتب.
[5] القرضاوي، يوسف، حول زواج المسيار، مجلة المجتمع الكويتية، العدد 1301، 26/5/1977، ص31.
[6] الأشقر، أسامة عمر، مستجدات فقهية في قضايا الزواج والطلاق، 163.
[7] الأشقر، أسامة عمر، مستجدات فقهية في قضايا الزواج والطلاق، 163.
[8] المرجع السابق.
[9] القرضاوي، يوسف، حول زواج المسيار، مجلة المجتمع الكويتية، العدد 1303، 26/5/1997م، ص13، مجلة الشريعة، العدد 392، 8/1998م.
[10] ابن قدامة، المغني، ج9، ص487.
[11] بركات، محمد، عاصفة المسيار، مجلة الوطن العربي، العدد 1111، تاريخ 26/5/1998، ص53. 
أحدث أقدم

نموذج الاتصال