في ظلمة ليل بهيم وجدت نفسي وحيدا ... كل شيء هنا بلا حراك.. السكون يخيم والظلام دامس... جلست بلومة متهالكاً أنا الوحيد بلا صديق أنا التائه بلا معين ماذا عساي أفعل .. ضاعت المعالم وضاق بي الأفق وهجرني الخلان لا أنيس يؤنسني في وحشتي... ونسيني الأهل والأحباء ... أصرخ علي أجد المعين لا أحد يجيب إلا صدى صوتي الحزين أشكو إلى البحر عما أعاني فيجيبني غاضباً بأمواجه المتلاطمة على الصخور أرجع إلى خلوتي وأذرف عبراتي علي أجد العزاء لكن من أين... لا زوج ... لا عشيرة... لا صديق، أنا كالليل في ركوده والغابة في وحشتها، ظامئ أفتش عن قطرات الندى لأحس بها في حلقي لكن الجفاف مسيطر، كل الطرقات مسدودة أمامي... أين المنفذ وفي داخلي ثورة عنيفة تهز وجداني لا تهدأ وأذهب بعيداً في التفكير أتأمل قانون الزمن، فأحاول أن أسلي نفسي وأريح دماغي من كثرة التفكير لأبتعد عن التفرس في مرآة الزمن كي أغمد ثورتي وسرعان ما تفشل محاولاتي البائسة وأستسلم لوضعي في برود، ورغم هذا الاستسلام لا يزال بريق الأمل يدغدغ شعوري ويحرضني على كسر الجدران واجتياز الحواجز، واقتحام الحصون والتأهب لما يأتي والاستعداد من جديد لخوض معركة الحياة... دون كلل أو تعب، بينما أنا غارق في الهواجس بين الأمل والتشاؤم بين السعادة والشقاء بين الخوف والرجاء سمعت صوتاً من داخلي هز وجداني وأصاب نفسي بالخوف والهلع... إلى متى ستظل هكذا حائراً انفض غبارك واستقم أنا من سيأخذ بيدك أنا القلم وحدي قمت من مكاني متهالك القوى أمسكت القلم بأطراف يدي ليخط بمداده الأسود على صفحات القرطاس ليرسم معاناتي ويوقف نزيفي المستمر ويكون بلسماً لجراحي ... وبه أنار الله دربي وبدد ظلامي وأسكن الطمأنينة في قلبي الحزين وبه عرفت حق الله علي وحق العباد لأجله أصبحت أميز الحق عن الباطل حتى انقشع النور من رحم الظلام واستعادت النفس الحائرة هدوئها، بفضلك ولدت من جديد نعم الصديق ونعم الأنيس أنت يا قلمي.
التسميات
قصة