الحب والخيانة.. السحر الذي يأسر القلوب ويزيد من تعلقها

اقتربت الشمس من الغروب تاركة وراءها احمراراً في السماء وكان زميلي "محمود" وصديقه "علي" يذهبان لزيارة بيت لم يكن زميلي يعرف  ساكنه  ولكن استجاب لطلب صديقه، وعندما وصلا طرق صديقه الباب بلطف واحترام، وإذا بحسناء تفتح الباب وتستقبلهم بابتسامة تجلي ما يحمل قلبها من حب وحنان.
فوقع عين زميلي "محمود" على عينيها وخفق قلبه خفقات قوية كمن لمسه تياراً كهربائي لكنه تمالك نفسه وتظاهر بابتسامة عريضة ثم دعتهما إلى دخول غرفة الجلوس وجلست بجوارهما بعد أن أحضرت لهما شراباً، بدأ صديقه الكلام بالتعارف فيما بينهما "فاطمة" أعرفك صديقي وأعز الناس عندي بل أخي اسمه "محمود" فقالت وهي مبتسمة تشرفت بمعرفتك وأنا "فاطمة" فأجابها اسم على مسمى.
ثم تجاذب الثلاثة أطراف الحديث وبدأ "محمود" يطأطئ رأسه ويجول بخياله في محيطات لا بداية ولا نهاية لها، يفكر بهذه الفتاة.
لقد تعلق بها، وكان يقول في نفسه ماذا ستفعل لو قيل لك إنها مرتبطة بصديق آخر؟ وكان يتساءل متى تجلسان معاً - يخاطب قلبك قلبها عن قرب لا حائل بينكما تشربان كأس الحب في حديقة يسودها الهدوء والسكون لا يقطع سكونها إلا كلماتها العذبة وابتسامتها الجميلة، قاطعه صديقه "محمود" وردد لا لا، أنا معكم فقط أشتكي من وجع في رأسي، قالت "فاطمة" بصوت ممزوج بلطف آتي لك بقرص لعله يخفف عند الوجع رد عليها لا تتعبي نفسك فأجابته لا يتعبني هذا، هذا واجبي نحو ضيف عزيز عليَ.
هدأت أعصابه وخفت دقات قلبه، نادت أختها الصغيرة، خذي هذه الفلوس واشتري لي قرص الوجع من الدكان.
عادت أختها بسرعة البرق فأعطته القرص وكوباً بارداً من الماء، كان يراقب يديها الجميلتين فتناول منها بيد ترتعش وأردف أشكرك جزيل الشكر ثم واصلوا الحديث صديقه يتحدث ويضحك أما "محمود" فكان يعلق ببعض الكلمات البسيطة مرة ويسبح مرة أخرى في بحر الخيال ويعيش لحظات في كون آخر يختلف عن هذا الكون ليس فيه ضوضاء ولا ضجيج كون كل ما فيه ساكن لا أحد يتكلم مع الآخر فأطعمته "فاطمة" هل زال عنك الوجع؟ أجابها بنعم أشكرك ثم أردفت إذا لماذا لا تتحدث؟
لا تخجل البيت بيتك واعتبرني كأني أختك، حاول التحدث وتمتم بكلمات... نظر إلى الساعة وفهم صديقه "علي" معنى ذلك.
واستأذن منها للذهاب فاصطحبتهما إلى الخارج وسادهم سكون عابر قاطعه "محمود" بكلمة نالت إعجابها، ووجه كلامه صوب صديقه "فاطمة" لماذا لم تعرفني من قبل على هذه الفتاة الجذابة واللطيفة والرائعة إنها تأخذ بالألباب من أول وهلة.

ظهرت عليها علامات الاستحياء والرضي عن كلامه وقرأ في وجهها أنها تقول له: وأنت تأسر القلوب أيضاً ثم أردف إلى اللقاء وما إن خطا بعض الخطوات حتى سأل صديقه أمرتبطة أم لا لاحظ تغيرات وجهه فأجابه بــ لا.
طار من شدة الفرح وتفوه لو قلت لي غير ذلك لوقعت على الأرض مغشياً على لقد ملكت فؤادي إنها فتاة ليست كباقي الفتيات، إنها من حور العين كلامها عذب ونظراتها حانية وحركاتها لطيفة أجابه صديقه لقد أحسنت الاختيار هل تريدها فعلاً لا تقلق هي بين يدي لا ترفض لي طلباً.
قبّل رأسه وهتف أحبك يا صديقي أنت تقف دائماً إلى جانبي أسأل الله أن ندخل الجنة معاً.
افترقا في تلك الليلة المقمرة ذهب "محمود" إلى بيته وهو يفكر فيها إنها أسرت قلبه بل كل جوارحه لا تفارقه لحظة.
طلب من إخوانه على عجل أن يعطوه العشاء فتناوله بسرعة ثم صلى صلاة العشاء واستلقى على فراشه يداعب النجوم حتى غلبه النعاس فنام متأخراً في تلك الليلة.
في الصباح الباكر طرقت أمه باب غرفته يا "محمود" الوقت متأخر جداً، الا تذهب اليوم إلى المدرسة، نهض متثاقلاً وتناول الفطور بسرعة وذهب إلى المدرسة.
جلس على مقعده دخل عليه أستاذ الحصة الأولى وبدأ يشرح الدرس لكن "محمود" لم يكن موجوداً كان جسمه في الفصل أما روحه فكانت تخاطب روحها، إنها تتجول في أرض لا سماء لها، إنه يشعر بالسعادة التامة عندما يأتي طيفها، نبهه الأستاذ بسؤال فرفع رأسه وأفاق كمن لدغه ثعبان دخل عليه أستاذ تلو الآخر وهو في حالته تلك إلى أن دق الجرس، هب منتفضاً وسأله جاره في الفصل ما بك اليوم يا "محمود"؟ تظاهر له بالمرض، فدعا له بالشفاء العاجل.
عاد إلى البيت وهو يجر رجليه من شدة النعاس لم ينم جيداً البارحة، تناول الغذاء ولم يكلم أحداً في البيت ذهب إلى غرفة نومه ولم يستيقظ إلا قبيل المغرب صلى صلاة العصر متأخراً وخرج من البيت وهو ينشد أغاني العشق والحب، إنها نقطة التحول في حياته ، في السابق كان يفكر فقط في التحصيل الدراسي وكان يعاتب أصدقاءه إذا حدثوه بأنهم يحبون أو يتعلقون بفتاة، ولكن الآن تيقن أن لهن سحراً يأسر القلوب فتصبح ملكاً لهن.
التقى بصديقه في المكان المحدد تعانقا وقال له صديقه اليوم سنخبرها بالأمر، دقت نبضات قلبه بسرعة وتغيرت ملامح وجهه واصل صديقه الكلام لا تخف قلت لك نحن أصدقاء منذ زمن طويل  وهي لا ترفض رجلاً مثلك.
فرح "محمود" وهدأت أعصابه ورفع كتفيه ورأسه وتمتم "فاطمة" لي لي...
وذهب صوب المنزل وقد حفظ بعض الفكاهات لعله يضحكها لتطفئ ابتسامتها نار قلبه.....
أحدث أقدم

نموذج الاتصال