العوامل التي تحول دون تحقيق المساواة بين الجنسين في مجال التعليم.. سيادة المواقف المستلهمة من التقاليد وعدم كفاية العرض لسد الطلب في مجال التعليم

على الرغم من التقدم المحرز في الآونة الأخيرة في تسجيل الإناث بالمدارس وتعليمهن القراءة والكتابة نتيجة للأنشطة الإيجابية وحملات التوعية التي اضطلعت بها الحكومات، لا تزال هناك أوجه للتفاوت بين الجنسين، وهي أوجه تتخذ أشكالا صارخة على وجه الخصوص في بلدان إفريقيا جنوبي الصحراء وبلدان آسيا الجنوبية وفي بعض الدول العربية.

فمازالت هناك مقاومة وعقبات تحول دون تحقيق المساواة بين الجنسين في مجال التعليم، ولا سيما في المناطق الريفية أو المهمّشة حيث تسود المواقف المستلهمة من التقاليد وحيث لا يكفي العرض لسد الطلب في مجال التعليم.

ويمكن تصنيف العوامل المختلفة التي تعيق تحقيق المساواة بين الجنسين
في مجال التعليم في أربع فئات رئيسية:

- فمن ناحية الطلب، ثمة عوامل اجتماعية - اقتصادية وثقافية تؤثر على سلوك الآباء والطلبة وخياراتهم.
- وهناك، من ناحية العرض، عوامل سياسية ومؤسسية وعوامل تتعلق بالمدرسة.

وقد يختلف وزن هذه العوامل نسبيا من بلد لآخر، وفيما بين المجتمعات المحلية، والفئات السكانية. فعلى سبيل المثال، تبين في بلدان إفريقيا جنوبي الصحراء التي شملها في الأصل برنامج اليونسكو المعني بالإحصاءات والمؤشرات عن أوجه التفاوت بين الجنسين في مجال التعليم، أن العوامل المندرجة في ناحية العرض تبدو مهيمنة مقارنة بالعوامل المندرجة في ناحية الطلب.

وهناك حاجة جلية إلى قياس التفاوت بين الجنسين على وجه الدقة، وإلى إجراء بحوث عن ترابط أوجه التفاوت مع الخصائص الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للبلدان والمجتمعات المحلية، ومع فرص التعليم المتاحة ونوعيتها.

ومع الاعتراف بأن التغيير وإجراء الإصلاحات هما أمران يتطلبان التزام كل الأطراف المعنية (المسؤولون عن رسم السياسات، والمربون، والآباء، والصبيان والفتيات أنفسهم)، فإن دراسة وتشخيص الوضع وتوفير الأرقام والتحليلات اللازمة لبيان الوقائع، يمكن أن يتيحا الدعم اللازم للتدخل على مستويي الإدارة واتخاذ القرارات.

وليست هذه الوثيقة في حد ذاتها دراسة عن واقع أوجه التفاوت بين الجنسين، وإنما هي محاولة لاقتراح أساليب وتقنيات مختلفة يمكن اتباعها لعرض أوجه التفاوت هذه في مجال التعليم، وذلك لتيسير إجراء مثل هذه الدراسات والتحليلات.

يلاحظ في معظم البلدان النامية أن وضع الفتيات والنساء أسوأ من وضع الصبيان والرجال فيما يخص فرص الالتحاق بالتعليم المدرسي والمشاركة فيه كما يتضح ذلك من تحليل أوجه التفاوت في معدلات القبول على مستوى التعليم الابتدائي ونسب التسجيل.

ولعل من المفيد أيضا أن يدرس سلوك الفتيات مقارنة بسلوك الصبيان بعد دخولهن المدرسة، أي أن تدرس مسألة ما إذا كن يملن إلى البقاء في المدرسة أكثر من الصبيان أو أقل منهم، وما إذا كان أداؤهن أفضل من أداء الصبيان أو أسوأ منه، بيد أن موضوع فروق الأداء المدرسي بين الجنسين معقد ولن يعالج في هذه الوثيقة.

غير أن بالإمكان، كخطوة أولى، أن تقارن أوجه التفاوت بين الجنسين فيما يخص الالتحاق بالتعليم المدرسي مع أوجه التفاوت فيما يتعلق بالبقاء في المدرسة.

ويقاس الالتحاق بالتعليم المدرسي على أساس المعدل الظاهر للقبول، في حين أن البقاء في المدرسة يحسب على أساس النسبة المئوية التقديرية لفوج من التلاميذ والتلميذات الذين يلتحقون بالصف الدراسي الأول في سنة معينة ويصلون في نهاية المطاف إلى الصف الدراسي الخامس.

المصدر: "إحصاءات ومؤشرات عن أوجه التفاوت بين الجنسين في مجال التعليم" اليونسكو 1998.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال