الإنصاف والجودة ومدارس المستقبل للقضاء تدريجيا على الانقطاع والفشل الدراسي

"تبذل كل الجهود لاستقطاب جميع المتمدرسين، وضمان تدرجهم الدراسي على نحـو متواصل، مواظب ومكلل بالنجاح على أوسع نطاق، للقضاء تدريجيا على الانقطاع والفشل الدراسي، والمتابعة المتقطعة أو الصورية للدراسة".
الميثاق الوطني للتربية والتكوين (المادة 27).

تعترف الكثير من البلدان السائرة في طريق النمو، في الوقت الحالي بالمردودية الاجتماعية والاقتصادية للتمدرس الابتدائي حتى نهايته، ولذلك فهي تناضل لصالح نظام تربوي معمم وشامل، إذ يسجل على الصعيد العالمي أكبر عدد من التلاميذ والتلميذات إلا أنه يظل هناك معدل مهم للتكرار وللانقطاع عن المدرسة من قبل الفتيات وخصوصا لدى أطفال الفئات المحرومة.

من الأكيد أن هناك عوامل خارجية (كالمسافة التي يجب قطعها للذهاب إلى المدرسة، وضرورة اشتغال الأطفال، وغياب الكتب المدرسية) يمكن أن تسهم في ترك المدرسة مبكرا.

بيد أنه من وجهة أخرى نجد أن المواظبة لا تحسن بالضرورة من مضاعفة المردودية.
وعليه  فإن مهمة المدرسة اليوم تكمن في إعطاء  الأطفال تربية فعالة.

غير أن المدارس لم تكن تقليديا تملك الوسائل الضرورية لتعليم الأطفال اللغات والثقافات والمواهب والتجارب الإنسانية على اختلافها وتنوعها بشكل يحقق الإنصاف وتكافؤ الفرص.

وعليه فإن تقويم النجاح المدرسي لدى الأطفال المختلفين يتيح فرصة التساؤل حول القضايا الجوهرية كمعنى التربية ذاته والانكباب على إنشاء القواعد الأساسية لمدرسة فعالة ولتعليم جيد.

إن الممارسة التعليمية التي ليست ممثلة للإنصاف سواء على مستوى اللغة المستعملة أو على مستوى المضمون وكذا على مستوى الفضاء المدرسي تعزز الفكرة القائلة بأن بعض المجالات التعليمية (والمهن التي تفضي إليها) يختص بها جنس دون الآخر، فرغم تنامي تسجيل الفتيات في المدارس فإن نسبة مشاركتهن داخـل الفصل والاحتفاظ بهن من قبل النظام التربوي ومستواهن في النجاح يظل ضعيفا.

وعليه فقد أصبح من الضروري العمل على خلق بيئة منصفة داخل الفصل جديرة بحث التلاميذ والتلميذات، خصوصا منهم الفتيات, على الإقبال الفعال وبالتالي الرفع من جودة التعليم والتعلم.

وبناء على ذلك، فإن اكتساب الكفاءة والتحمس اللذين من شأنهما جعل أقسام الدراسة أكثر إنصافا وأكثر فاعلية سيجـعل المشاركين والمشاركات في هذا التكوين حول الإنصاف داخل الفضاء المـدرسي قياديين في مجال التربية وأساتذة ذوي فعالية أكبر بالنسبة لجميع الأطفال كما سيمكنهم من البرهنة على أن الإنصاف شيء جوهري للتوصل لجودة التعليم.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال