منذ زمن بعيد أصبح القات جزءً لا يتجزأ من حياتنا اليومية.. وكثيرون منا يرون أن الحياة بدونه تافهة ومملة فلكي يختلط الفرد بالآخرين ويكتسب منهم الخبرة والثقافة لابد أن يمضغ تلك الأوراق السحرية التي ما إن يضعها الواحد في فمه ويبدأ بمضغها حتى يطير في عالم غير عالمنا.. عالم جميل رائع.. ويسكن في برج عاجي.. ويتوج أميراً وملكاً.. ومن شأن القات أن يقرب بين أبناء المجتمع ويخلق بينهم الود والمحبة والاحترام.. وفي حضرة "القات" ننجز الكثير من الأعمال الخيرة كإصلاح ذات البين لذلك تجتمع كل الأطراف المتنازعة أو المتخاصمة على جلسة القات.. للتشاور.. والتصالح وكل من يريد إصلاحاً يرشدهم إلى هذه الجلسة فحين يجلس المتخاصمون في حضرة القات ويبدؤون بمضغ الأوراق السحرية وينتشون ويصبح مزاجهم هادئاً ويتحدثون عن الأمور بنظرة مختلفة.. ويختارون كلماتهم بعناية فائقة حتى لا يجرحوا بعضهم بسوء الكلام.. فكلهم في هذه اللحظات ملوك في مملكة القات الساحرة وكل واحد منهم يحاول إرضاء الآخر وبذلك يتوصلون إلى حلول قيمة ويصدرون اتفاقاً استثنائياً يعيد المياه إلى مجاريها المعتادة ولابد أن يؤتى بالقات في مناسبات الأفراح كالزواج فليست هناك فرحة إن لم يوجد قات وعادة ما يأتي أهل العريس بالقات، وكل من يقدم كمية كثيرة منه يكون جديراً بالاحترام والثقة ويكسب سمعة جيدة وراء ذلك.. فالقات يكسب الثقة والاحترام والفخر والاعتزاز.
فلماذا نلوم القات ومدمنه ونحن لا نستغني عنه وقد ربطناه بحياتنا اليومية وجعلناه سيد مزاجنا فمرة يهدئ أعصابنا وأخرى يثيرها ويصيبها بالجنون تارة وبالسكون والخمول والضعف تارة أخرى...
ومهما كتبنا عنه وعن مخاطره وسلبياته فسيبقى القات جزءاً لا يتجزأ من حياتنا.
فعفواً أيها القات.. ففضائلك علينا كثيرة.. وإن أنكرناها..
التسميات
مخدرات