دور المفتش في المنظومة التربوية المغربية وبناء تصور نظري لتحديد ملامح النموذج التفتيشي المتجدد



إن التفتيش التربوي شيء ضروري في منظومتنا التعليمية. هذا التفتيش الذي تنظمه وتحدد مهامه مجموعة من المرجعيات التربوية، والقانونية.

والممارسة المراقباتية الحالية تتخللها مجموعة من الاختلالات: تتمثل بعض هذه الاختلالات في غياب خلفيات نظرية تنطلق منها المذكرات المنظمة لنموذج التفتيش التربوي الحالي، وتقادم النصوص التشريعية، والمذكرات، وعدم مواكبتها للمستجدات العلمية والتربوية.

كما أن اتسام المرجعية القانونية المنظمة لعمل هيئة التفتيش بالتعميم، والغموض، والتعدد، وتنازع الاختصاصات بين النيابات والأكاديميات، جعل مهام المفتش محكومة أحيانا بالعرف الإداري الذي تتوالد عنه ممارسات غير موضوعية في حل كثير من المشاكل التربوية الطارئة.

واليوم كثير من المدرسين يعتبرون المفتش التربوي يفتقر إلى التجديد، والتحديث في أفكاره وآلياته، وغير قادر على خلق تواصل تربوي سليم مع جميع الفاعلين التربويين.

كما أنه غير قادر على إبرام تعاقد ديداكتيكي معهم، وعدم القدرة على جعلهم يحسنون فعلهم التدريسي، ويرفعون من مردود يتهم التعليمية.

كما اعتبر الكثيرون بان التفتيش الحالي: (أصبح بمفهومه التقليدي القائم على التسلط، والتجاوزات، وتصيد الأخطاء، والتركيز على المراقبة الحرفية بدون تمتيع المدرس بهامش من الإبداع والابتكار، لا يتلاءم مع ما يمر منه العالم اليوم في عصر العولمة من تحولات ثقافية، وتربوية، واقتصادية، واجتماعية).

وهنا أصبح على المفتش التربوي طرح السؤال:
- هل المفتش قادر على بناء تصور نظري لتحديد ملامح النموذج التفتيشي المتجدد، والذي يقبل به كل الفاعلين التربويين؟.
- كيف يحافظ على موقعه الهام في المنظومة التربوية؟.
- هل فعلا بقيت له وظائف أخرى ومهام غير التأطير والمراقبة التربوية؟.
- هل هناك جهات أخرى في صالحها أن يتقزم دور المفتش التربوي؟.

عندما نعود إلى بعض المذكرات التنظيمية (المذكرات الوزارية رقم: 66 بتاريخ 16 يونيو 1987) نجد انه لدعم عمليات الإصلاح التربوي الجديد لا بد من توفير الظروف المناسبة لمجال التأطير والمراقبة التربوية.
فهل النيابات تعمل فعلا على ذلك؟.

كما أن توزيع المناطق التربوية لا يخضع لأي مقياس منطقي، تدخل فيه الذاتية، والمصلحة الخاصة، والانانية المفرطة، وحب الذات، ولا يراعى فيه روح المذكرات الوزارية.

من هنا يشعر بعض المفتشين بنوع من الحيف والغبن. فهناك فرق كبير وشاسع بين مفتش يعمل في سيروا، وتوبقال، ومفتش يعمل في وسط حضري ، له خمس مؤسسات أو ست . يمكنه زيارتها في يوم واحد.

ثم كيف يقوم المفتش التربوي عمل المدرس؟.
هل التكوين الأساس الذي تلقاه بمركز تكوين مفتشي التعليم كفيل بأن يجعل منه مفتشا ناجحا؟.
لماذا نجد أغلبية تقارير التفتيش في المغرب كلها تكاد تتشابه؟...


ليست هناك تعليقات