لاشك بأننا جميعاً نشعر بالرضى والارتياح ونحن نسير في طريق يخلو من أي شيء يشوه مظهره من القمامات أو القاذورات ونفس الشعور هو ما ينتابنا عندما لا نجد أي أثر للنفايات على أبواب منازلنا ولا نعتقد أيضاً بإمكانية وجود شخص يزعجه استمرار هذا الوضع بل وتطوره كما لا يساورنا أدنى شك في أن كل واحد منا تنازعه رغبة في الإسهام بما هو متاح من أجل أن يتحول الأمر من خدمات تقدمها جهة معنية معينة إلى ثقافة يمارسها الجميع كمسلك يترجم عن الرقي والتحضر إذ ليس من الغريب أن تجد في بعض الأقطار من ينبهك إلى مكان ينبغي أن ترمي فيه المناديل الورقية التي استخدمتها أو العلب الفارغة أو أعقاب السجائر وإن لم تستجب بادروا إلى القيام بما كان يجب عليك القيام به، ولقد كان لأخيكم المغفور له بإذن الله نصيب في مثل هذه المواقف في إحدى البلدان الإفريقية. لعل هذه مرحلة تأتي ربما متأخرة إذ يسبق العمل على دعم جهود هؤلاء الناس الذين يتفانون في جعل مدينتاً نظيفة وجميلة وبيئتنا صحية سليمة بالمشاركة الإيجابية.سواءً من خلال تشكيل جمعيات تهتم بسلامة البيئة وتعمل على تنظيم حملات تنظيف دورية وبالمبادرة إلى دفع الرسوم المقررة علينا.
تصور ما يمكن أن يكون عليه الوضع لو لم تكن هناك سيارات تنقل النفايات والمخاطر الصحية والبيئية التي يمكن أن تترتب على بقاء المخلفات في فناء المنازل أو خلف الأبواب لتتعفن ثم تصدر روائح تزكم الأنوف وتفرخ المكروبات وتشكل مناخاً ملائماً لانتشار الأمراض والأوبئة، أعتقد أننا بهذا الشكل يمكننا أن ندرك بأن السيارات التي تجول وتصول وتحول دون حصول كوارث بيئية وصحية
كما تقوم فرق التنظيف المتكونة من نساء يتفانين في مطاردة الأوساخ والقمامات الملقية في الشوارع - بالحيلولة دون انتحار النظافة واحتضار الحياة الصحية.
. يبدو لي أنه من الواضح أن فائدة تواصل هذه الجهود تعم كما تعم تهديدات حالة انتفائها
وإذا كان ذلك كذلك فينبغي أن تكون المسئولية عامة ومشاركة الجميع حتمية.
جمال أحمد ديني
التسميات
بيئة