الإدمان على القات.. عبء اقتصادي وضياع للأوقات والأعمار وتدمير للحياة وسبب للإصابة بالسرطان والضعف الجنسي

أليس القات هو المسئول الأول في التفكك الأسري الذي بدأ يستشري في مجتمعنا انتشار النار في الهشيم؟ ومع أن القات لا يتناول من يتناولونه كمادة ذات فائدة غذائية ألم تضايق هذه الشجرة مجتمعنا على لقمة العيش التي أصبحت أصلاً صعبة المنال لدى الكثيرين بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية؟
أليس حقيقة مرة أن القات يستهلك نصف دخلنا الشهري إن لم يكن أكثر؟
أليس القات هو المسئول عن ضياع أوقاتنا وأعمارنا هدراً بدون فائدة؟
ومع ذلك أليس القات عبئاً على اقتصادنا الوطني بسبب استيراده من الخارج؟
لو لم يكن من مساوئ القات إلا ما ذكرناها آنفاً لكفتنا مشاكل تقض مضاجعنا وتستحثنا من أجل النفير لفعل شيء ما تجاه هذه الشجرة.
علاوة على ما سبق فإن للقات أضراراً جسدية ونفسية خطيرة على صحة متعاطيه، فقد ذكر الأطباء أنه يؤثر على الجهاز الهضمي وباعتبار الفم أول مستقبل لهذه الشجرة يعاني مدمن القات من تقرحات مزمنة في الفم واللثة واللسان كما يؤدي إلى ارتخاء اللثة مما ينتج عنه ضعف في اللثة والأجهزة الداعمة للسنةPeriodontiumوبالتالي اهتزاز الأسنان وإمكانية سقوطها.
والقات سبب أساسي لعسر الهضم وفقدان الشهية مما يؤدي إلى ضعف عام وسوء تغذية.
وهو يسبب أيضاً الإمساك الذي قد ينتج عنه مرض البواسير.
ويوضح د/ أحمد سالم صلاح - المستشار بوزارة الصحة اليمنية ومؤلف كتاب (القات أبعاد المشكلة والحلول) - الأضرار الصحية للقات بقوله: (القات أو الكاثا أيديوليس كما يسمى باللاتينية يتكون من مادتي الكاثين والكاثينون الكيميانيتين اللتين تؤديان إلى نتائج مشابهة لآثار الأمفيتامين على صحة الإنسان من ارتفاع ضغط الدم وحرارة الجسم إلى جانب إفراز الأدرينالين إضافة إلى أنه من الأسباب المباشرة لأمراض الكبد نتيجة احتوائه على مادة التانين التي تؤثر على نشاط الكبد ووظائفه وقد تؤدي إلى الإصابة على المدى البعيد بتليف جزئي أو كلي للكبد).
وقد لاحظ الأطباء تزايد حالات سرطان الفم والفك عند المتعاطين للقات وعزي ذلك إلى استخدام مبيدات كيميائية غير مرخصة عالمياً في وقت الزراعة بالإضافة إلى عملية التخريش والتي تؤدي إلى تغيرات في بطانة الفمmucosa  oral ممايساعد في حدوث السرطان.
وللقات أثر على الجهاز البولي والتناسلي إذ يعتبر سبباً رئيسياً في صعوبة التبول والإفرازات المنوية غير الإرادية بعد التبول وفي أثناء المضغ وذلك لتأثير القات على البروستاتا والحويصلة المنوية ويؤدي ذلك كله إلى الضعف الجنسي.
ويؤثر القات على الجانب العصبي والنفسي للمتعاطي بحيث يمتاز بحدة الطبع والعصبية بعد انقضاء فترة النشاط الكاذب كما يميل للكسل الذهني بعد ساعات من التعاطي ثم سرعان من يبدأ شعور بالقلق المصحوب بالاكتتاب والنوم المتقطع.
هذا ما ذكر من أضرار القات الصحية، أما ما يذكره بعض الناس من أنه يعطي نوعاً من الزخم للعلاقات الاجتماعية فعند اليمن السعيد الخبر اليقين صاحبة الشهرة الواسعة في القات زراعة وتعاطياً، فقد شكك الأستاذ: أحمد جابر عفيف - رئيس مؤسسة عفيف الثقافية في اليمن - في أن يكون لنبتة القات أي جوانب إيجابية تذكر قائلاً: (ليس للقات أي حسنة أو جانب إيجابي فحتى جلساته الحميمة سرعان ما تنفض على لا شيء والاتفاقات والنقاشات التي يتم تداولها في هذه الجلسات تتحول إلى سراب بمجرد زوال المخدر وانتهاء وقت التخزينة، وفي اعتقادي أن هذه الجلسات كثيراً ما تلعب دوراً في تأزيم العلاقات بين الناس نتيجة عدم الثقة بنتائجها.
هذه حقيقة الشجرة الخضراء التي أصبحت عادة متأصلة وتقلياً متوارثاً في مجتمعنا الجيبوتي.
وأعتقد أن حل مشكلة القات صعب ويأخذ وقتاً طويلاً ولكن ليس مستحيلاً وحلها يبدأ بتوعية المجتمع بمخاطره.
وأخيراً لي همسة في آذان الشباب أهم وأغلى شريحة في المجتمع وأقول:
أوقاتنا هي حياتنا وهي أغلى ما نملكها ومجتمعنا بحاجة إلى طاقاتنا وقدراتنا فلنستغلها بالقراءة والتعلم والعمل ولا نهدرها سدىً بالعكوف على شجرة القات.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال