ما هو أعظم الكذب؟.. تحريم حلال أو تحليل حرام

أعظم الكذب:

الكذب على الله ورسوله (ص):

وأعظم الكذب: الكذب على الله ورسوله (ص) في تحريم حلال أو تحليل حرام وغير ذلك قال تعالى: (وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النحل: 116، 117].
وقال تعالى: (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ) [الزمر: 60].
وقال ص «من كذب عليَّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» رواه البخاري ومسلم وغيرهما، وحسب الكذاب أنه يتصف بصفات المنافقين ويبوء بالعذاب الأليم.
قال (ص) «آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان» متفق عليه.
وفي حديث منام النبي (ص) الذي رواه البخاري في صحيحه عن سمرة بن جندب قال: «فأتينا على رجل مضطجع لقفاه وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد يشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه ثم يذهب إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل في الجانب الأول، فما يرجع إليه حتى يصح كما كان فيفعل به مثل ما فعل في المرة الأولى، قال: فقلت لهما من هذا، قالا: هو الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق».

الحلف:

وأعظم من ذلك الحلف وهو كاذب كما أخبر الله عن المنافقين بقوله: (وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [المجادلة: 14].
وقال (ص): «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم» فذكر الحديث وفيه «ورجل باع سلعة فحلف بالله لأخذتها بكذا وكذا فصدقه وهو على غير ذلك» رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
وقال (ص): «كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك فيه مصدق وأنت له به كاذب» رواه أحمد والطبراني في الكبير وغيرهما.
وقال عليه الصلاة والسلام «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت» رواه البخاري ومسلم.
وقال: «وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم» رواه الترمذي: وقال حديث حسن صحيح.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: لا يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى ينكت في قلبه نكتة سوداء حتى يسود قلبه فيكتب عند الله من الكاذبين رواه مالك في الموطأ.

أكبر الكبائر:

وعلى كل حال فالكذب من أكبر الكبائر، وأعظم المحرمات وأشنع الأخلاق والصفات وأبرز صفات النفاق، وسئل بعض العلماء كم وجدت في ابن آدم من العيوب؟ قال: هي أكثر من أن تحصى والذي أحصيت ثمانية آلاف عيب ووجدت خصلة إن استعملها سترت تلك العيوب كلها وهي حفظ اللسان، فما أنعم الله على عبد نعمة بعد الإسلام أفضل من الصدق ولا ابتلاه ببلية أعظم من الكذب، وقد علقت سعادة الدنيا والآخرة والنجاة من شرورهما بالصدق، فما أنجى الله من أنجى إلا بالصدق، وما أهلك من أهلك إلا بالكذب، وقد قسم سبحانه المخلوقات إلى قسمين سعداء وأشقياء فجعل السعداء هم أهل الصدق والتصديق والأشقياء هم أهل الكذب التكذيب وجعل أبرز صفات المنفاقين الكذب في أقوالهم وأفعالهم وأخبر سبحانه أنه لا ينفع العباد يوم القيامة إلا صدقهم وأنه أعد لهم بذلك جنات النعيم وأوجب لهم الخلود فيها ورضي الله عنهم لصدقهم في معاملته ورضوا عنه بجزيل ثوابه ففازوا بأعظم مطلوب }قَالَ اللهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{[المائدة: 119] اللهم تفضل علينا بالصدق في أقوالنا وأفعالنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ([1]).
([1]) انظر كتاب الكبائر الذهبي 121، وإصلاح المجتمع للبيجاني 66.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال