المعيقات الاجتماعية لتنشيط الحياة المدرسية. الأسرة والتنشيط.. بالنسبة لكثير من الآباء والأمهات مضيعة للوقت ولا يمارس إلا على حساب الإلمام بالمقرر الدراسي

 إن مشاركة الأطفال والشباب في عملية التنشيط المدرسي غالبا ما يحتاج إلى موافقة الأسرة.

ومن دون هذه الموافقة يستحيل عليهم المشاركة في الأنشطة خاصة تلك التي تتطلب التغيب عن الأسرة أو التأخر.

وتتخوف الأسرة من أن تؤدي مشاركة أبنائها في برامج تنشيطية إلى احتكاكهم بأشخاص منحرفين.

ثم إن التنشيط بالنسبة لكثير من الآباء والأمهات مضيعة للوقت، ولا يمارس إلا على حساب الإلمام بالمقرر الدراسي.

هذه هي أهم المعيقات التي تحول دون تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها. ولقد تراجعت المؤسسات التعليمية عن التنشيط بكل أنواعه داخل الفصل وخارجه.

وأصبح الاهتمام منصبا أكثر على التلقين وحشو رؤوس المتعلمين بالمعارف الجاهزة في أسرع وقت ممكن للتمكن من إنهاء المقرر واجتياز الفروض والامتحانات.

ومن ثم، أصبح الحديث اليوم عن الجودة التربوية خطابا طوباويا مثاليا لا يمت بأي صلة مع واقع المؤسسة المغربية التي أوشكت على الانهيار والتدني والانحطاط ، وظل مبدأ الجودة شعارا سياسيا موسميا وقرارا إيديولوجيا وديماغوجيا لا رصيد له في الواقع المغربي.

وعليه، فلقد حل التلقين محل التنشيط، لذا جاء الميثاق الوطني للتربية والتكوين ليعالج هذه الظاهرة التربوية الخطيرة، ليدعو على التنشيط الفعال، وإلى الحرية والتجديد والابتكار، تحت شعار "من أجل مدرسة فعالة ومتقدمة ومبدعة"، كما ورد في الفصل (131) من الميثاق: "تعد التربية والرياضية والأنشطة المدرسية الموازية مجالا حيويا وإلزاميا في التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي، وتشتمل على دراسات وأنشطة تساهم في النمو الجسمي والنفسي والتفتح الثقافي والفكري للمتعلم".

وعلى الرغم من هذه الدعوة البيداغوجية الجديدة، إلا أن نظرية الحياة المدرسية لم تطبق إلى حد الآن، إذ أصبحت الدعوة حبرا على ورق وحلما بعيد المنال، وتصورا نظريا مجردا بعيدا عن التطبيق الميداني والتفعيل الحقيقي بسبب نقص الإمكانيات المادية والبشرية، وانعدام الرغبة الصادقة في ترجمة التصور إلى أعمال إجرائية ملموسة.

كما أن الجودة التربوية أصبحت اليوم حديثا يوتوبيا وخطابا طوباويا مثاليا لا يمت بأي صلة إلى واقع المؤسسة المغربية التي أوشكت على الانهيار والتدني والانحطاط، وظل مبدأ الجودة شعارا سياسيا موسميا وقرارا إيديولوجيا وديماغوجيا لا رصيد له في الواقع المغربي.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال