المدخنون والإرادة الضعيفة.. عادة خبيثة ومضرة للصحة والاقتصاد

إذا تحدثت مع أحد المدخنين حول التدخين سيعترف لك بأن التدخين عادة خبيثة ومضرة للصحة والإقتصاد..ورغم ذالك يظل يستعمل هذا التبغ الذي استولى على حسه وإدراكه وسيطر على أجهزته العصبية فيدفعه إلى أي عمل شائن ورخيص يخرجه عن الفطرة في سبيل الحصول على لفافة.. أليس ذالك غريبا؟..

يكون أحدنا جائعا ومعدته تأكل بعضها من الجوع ولاتسمح له كرامته بتسول كسرة خبز يسد بها جوعه .. ولكنه يطلب بكل جرأة ووقاحة سيجارة من أي عابر طريق ولا يرف له جفن...

تجد آخر يصرخ بزوجته وربما يطلقها إذا طلبت منه أن يشتري بمقدار ضئيل من النقود أشياء لبيته وأولاده، ويحرمهم من طفولتهم إذا كان فقيرا.. وهذا المقدار الضئيل من الفلوس يشكل ضربة موجعة في حياته.. ولكنه بكل طيب وأريحية يشتري علبة تبغ ويدخن بكل سيجارة نقوداقد يشتري أي حاجة يشتهيها الطفل لعشرين طفلا إذا كان متواضعا!!..

إمرأة مدخنة لم يبق معها دخان فلم تعد ترى الضوء، تصادف رجلا لاتعرفه و تطلب منه سيجارة تدخنها وتسكت صراخ الشيطان في جهازها العصبي.. فيطلب مقابل السيجارة أن يراودها عن نفسها فتأبى.. ويأبى هو أيضا.. وتوافق أخيرا لتسقط النفس الأبية في سبيل لفافة تبغ!!..

أحدنا يركب حافلة مليئة بالركاب من بينهم أطفال رضع، فيولع سيجارته بكل كبرياء ليجبر جميع الركاب على التدخين ويفرغ جرعات مسمومة في أجهزتهم التنفسية وفي قلوبهم الغالية. طبعا هذا لايحدث في أمريكا وغيرها من المجتمعات التي أدركت خطورة التدخين حيث أنها منعت منعا باتا التدخين في الأماكن  العامة وفي الحافلات لتنحصر خطورة هذه الآفة على المدخنين فقط.

متى تدرك مجتمعاتنا بأن التدخين آفة لعينة تسيطر علينا وتهزمنا وتقهر شرفنا وكرامتنا؟.. متى سيتمرد المدخنون على التدخين.. ويتحدون تلك الشياطين التي تصرخ في أجهزتهم العصبية وتنادي بالتدخين؟..
إلى متى ستظل إرادتنا ضعيفة

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال