العرافة كاذبة حتى ولو صدقت.. تعجز عن معرفة ما سيحصل لها عوضا عن ما سيحدث للاخرين

أتت إلي وقد اكتسى محياها الجميل بالفرح، وتنثر الأرض وروداً وتهدي لكل من حولها ابتساماتها المعهودة المنبضة بالحياة، لطالما أحببت عفوية حديثها وضحكاتها الرنانة، ولطالما أعجبتني نظرتها للحياة وتفاؤلها، وطيبة قلبها وتجاوزها عن الآخرين الذين يخطئون في حقها، وبمساعدتها للجميع كسبت ثقتهم الكل يحبونها صغاراً وكباراً، بقلبها الكبير الذي يتسع لمحبة العالم كله، كل واحد من المحيطين بها يأتمن أسراره عليها "فسرهم في بئر" كما يقولون.

لكم تمنيت أن أكون مثلها وأتمتع بسجاياها الحميدة وحبها للآخرين وحبهم لها وعطفها ورقتها كانت بطلة منذ أن كنا صغاراً ومثلي الأعلى.

شيئ ما حدث لها هذه الأيام وغير نظرتها التفاؤلية أصبح الحزن ساكناً في عينيها وغز العبوس وجهها الباسم وبدأت تحقد على الحياة قلبها الطيب الكبير لم يعد يتسع لأحد كثرت مطالبها وهي التي لم تطلب شيئاً من قبل لم تكن تعرف سوى العطاء نهر عطائها أصبحت شحيحاً فجفت بساتينه وذبلت وروده لم يعد يعجبها شيء في الحياة بدأت تسأل كل واحد من هؤلاء تغيرت حياته إلا أنا!.

لماذا تبخل علي الدنيا بينما تجود على الآخرين بفضلها، أي ذنب أذنبت وأي إثم جنيته، منذ ولادتي والحياة قاسية علي فقدت أبي وأمي لكنني لم أتذمر ولم أشكو فقد عوضني الله بحب الآخرين لكن من حقي أن أحلم ومن حقي أيضاً أن تتحقق أحلامي وآمالي أريد أ، أعيش حياة مختلفة وأن يكون لدي بيت وزوج وأولاد العيشة التي أعيشها ليس لها طعم ولا لون أشعر بالوحدة والخوف من أن يختلف المستقبل شيئاً عن الحاضر أريد أن أخرج من هذا الشيء إلى رحابة العالم أريد أن أرى أشياء مختلفة أريد أن أولد وأحي من جديد.

الحزن أصبح رفيقها والدمع لا يغادر مقلتيها شحب لونها وهزل جسدها وأصبح الكل يتساءل ترى ماذا حل بها؟!

لم أعرف السبب إلا أن أتتني ذاك اليوم وقد عاد الأمل إليها جاءت إلي واحتضنتني وقبلتني وأنا في حيرة من أمري ترى ما سبب هذه السعادة هل أن فارس الأحلام زارها بحصانه الأبيض المجنح وسيطيران معاً نحو دنيا الغرام والحب والحلم الجميل فلم يهن عليها السفر والطيران مع فارسها دون أن تلقي تحية الوداع على الإنسانة التي أحبتها دوماً، قرأت الاستغراب وتساءل على وجهي فبدأت تروي لي قصة استبشارها وفرحها قائلة: عزيزتي لطالما تمنيت أن تتغير حياتي وأرى العالم بعيون مختلفة.

سوف تتحقق أحلامي وأمنياتي، آه يا غالية لم أكن أعرف أن هناك من يمكنه فك شفرات القدر المخفي وأن هذا المستقبل الغامض الذي أقض مضجعي مكتوب في خطوط يدي اليوم وجدت من يقرأ طالعي ومستقبلي.

اليوم قابلت من تحل لي ألغاز المستقبل تصوري من خطوط يدي رات ما يخفي لي القدر تتلك السيدة الوقورة ذات الخبرة والكفاءة العالية في قراءة الطالع هي ذات صيت الكل يعرفها فهي صاحبة سمعة طيبة يرتادها حتي المرموقين ذوي المراكز العليا، إنها امرأة صادقة كل صديقاتي ذهبن اليها وكل الذي أخبرتهن حصل لهن، لا اعرف لم لم اذهب إليها قبل اليوم، أخبرتني كل شئ حدث لي موت ابي وامي حتى انها أخبرتني عنك، اخبرتني عن همومي ومشاكلي ووجدت لي حلولا.

قالت لي لن تسعدي في هذا البلد سافري عبر البحر وستجدين السعادة، هناك في الجانب الآخر من البحر تكمن سعادتك، هناك ستتحقق أحلامك هناك ستلتقين بفارسك وستعيشين معه في هناء وسعادة، لذلك فانا راحلة الى بلاد سعدي، سأدفن حزني هنا وسيغادر الحزن قلبي وسارحب بكل جوارحي بهذا الحب الآتي الي فهو قدري سأجد السعادة وستتحقق كل احلامي وامالي.

استغربت من كلامها واندهشت كثيرا كيف تمكن لها تصديق كل كلام تلك العرافة وكيف اقتنعت به حاولت اقناعها بأن لاتصدق اكاذيبها وأخبرتها انها بشر مثلنا وتعجز عن معرفة ما سيحصل لها عوضا عن ما سيحدث للاخرين لم تستمع الي وذهبت نصائحي كلها أدراج الرياح، وبعد فترة قصيرة سافرت عبر البحر لبلد سعدها وللقاء فارس احلامها ولتعيش ذاك المستقبل الذي رسمته لها تلك العرافة، فهل يا ترى تحقق لها ذلك، ام ان كلامها كان من اساطير الاولين؟؟
أحدث أقدم

نموذج الاتصال