طرق التدريس بالتعليم المجزوئي.. توزيع زمني ومكاني مدقق يراعي ظروف المتعلم وسياق التعلم ووضع البرنامج الدراسي في شكل وضعيات وأسئلة وأنشطة وخبرات يراعى فيها التدرج من البسيط إلى المركب

عند وضع البرامج والمناهج والمقررات الدراسية السنوية لابد من تقسيمها حسب الفصول الدراسية أو الدورات الفصلية في شكل مجزوءات تتضمن وحدات دراسية نوعية تنقسم بدورها إلى حلقات أو متواليات تدرس في حصص محددة زمانيا ومكانيا أو غير محددة.
كما يخضع هذا التقسيم لتوزيع زمني ومكاني مدقق يراعي ظروف المتعلم وسياق التعلم.
كما ينبغي وضع البرنامج الدراسي في شكل وضعيات وأسئلة وأنشطة وخبرات يراعى فيها التدرج من البسيط إلى المركب، ومن الوضعيات السهلة إلى الوضعيات المعقدة.
ويتم أيضا تحديد جميع الكفايات والقدرات المستهدفة الجزئية أو النهائية النوعية والمستعرضة في شكل سلوكيات مؤشرة بالقياس والرصد التقويمي.
كما يمكن الاستعانة بتقويم قبلي تشخيصي أو تكويني أو إجمالي لتحديد مستوى كل تلميذ في بداية السنة الدراسية أو بداية كل مجزوءة أو نهايتها.
ومن الواجب أن تدرس المتواليات الديداكتيكية في شكل مجموعات أو حسب الأفراد، وأن يكون محور التعليم هو التلميذ وليس المدرس الذي ينبغي أن يكون مستشارا يساعد المتعلمين على التعلم الذاتي والتكوين المستمر من خلال استثمار الوثائق البصرية والسمعية والرقمية وكل الوسائل الديداكتيكية المتاحة.
عموما وعلى الرغم من أهمية بيداغوجيا المجزوءات فما زالت نظريتها غامضة ومبهمة وغير محددة بدقة.
لذلك تبقى الممارسة متعثرة في نظامنا التربوي المغربي الذي دائما يترقب ما يستجد في الساحة التربوية الغربية ولاسيما الفرنسية منها.
وهكذا نجد أنفسنا ننتقل من نظرية تربوية إلى أخرى بدون أن نستوعبها جيدا ونطبقها في مدارسنا بشكل ناجع وفعال.
كما أن المغرب دائما يستنسخ النظريات التربوية الفرنسية ومن خلالها يسترفد مشاكل فرنسا البعيدة عن مشاكلنا ويحاول تبيئتها ومغربتها إقحاما وتعسفا.
فهل هناك- إذاً- من نظرية تربوية عربية أصيلة لحل مشاكلنا لكيلا نبقى دائما منتظرين ما يأتي من النفايات التربوية الغربية نستوردها بدون روية ولا تمهل ولا استقصاء علمي دقيق.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال