يا أبا فلان.. اتق الله فينا ولا تطعمنا المال الحرام فإنا نصبر على الجوع ولكنا لا نصبر على النار

س: نعيش أنا وزوجي حياة بسيطة فهو موظف متوسط الدخل ونسكن بيتاً بالإيجار وحلمنا أن نشتري بيتاً وهذه الأمنية الغالية ـعند زوجي ـ يشعر دائماً أنها بعيدة المنال فقد أصبح يبحث عن طرق تجعله يكسب الفلوس بسرعة مما اضطره للتساهل في أكل المال الحرام وكلما حذرته من هذا أعرض عن نصيحتي وصد واستمر على حاله فكيف أردعه فوالله إنني لا أنام الليل.
ج: لقد ذكرني حرصك على نصح زوجك بنساء السلف اللاتي كانت إحداهن إذا هم زوجها بالخروج لطلب الرزق قالت له: يا أبا فلان.. اتق الله فينا ولا تطعمنا المال الحرام، فإنا نصبر على الجوع ولكنا لا نصبر على النار.. فإذا خرج الزوج ظلت هذه الوصية تقرع قلبه كلما حدثته نفسه بتعدي حدود الله، ولذا فاستمري في نصحك لزوجك وتحذيره من سوء عاقبة أكل المال الحرام، وحاولي أن تربطي بين ما يقع عليه من مصائب و ما يحل به من نوائب بما اكتسبه من المال الحرام كما قال تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) الشورى، الآية3. فإذا تعطلت السيارة أو مرض الولد أو انكسر إناء أو فسد غذاء فقولي له: لعل هذا بما اكتسبت من المال الحرام.. ثم عظيه بما ورد في الكتاب والسنة من ترهيب لمن أكل الحرام ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم.. "كل جسد نبت من السحت (أي الحرام) فالنار أولى به" (الحديث صحيح). أسأل الله أن يصلح حالكم وجميع المسلمين.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال