يمكن اعتبار البيداغوجيا الفارقة بمجموعة من الإجراءات الخاصة التي تحاول أن تستجيب لوضعية تربوية بدأت تضغط كثيرا في العقود الأخيرة على المجتمع المدرسي.
وهي وضعية تتسم بتواجود متغيرين طالما يصعب الجمع بينهما، وهما:
1- تصاعد وتيرة الاختلاف بين الأفراد، نتيجة التفاوت الحاصل في الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة و وسائل الأعلام و الاتصال الجماهيري....
2- المتطلبات المجتمعية التي تلزم المؤسسة المدرسية بضرورة توفير تعليم مشترك لروادها.
وقد خلقت هذه الوضعية صعوبات كبرى لدى المدرسين، خاصة اولئك الذين ظلوا يعتمدون على الطرائق والتقنيات التربوية الاعتيادية.
فمعظمهم صار يجدد نفسه أمام احد أختيارين يعتبران معا منزلقين بيداغوجيين لا يتماشيان ومبدأ دمقرطة التعليم وتكافؤ الفرص التعالسير فقط مع الفئة التي تملك حدا من المؤهلات يضمن لها تحقيق الأهداف التعليمية المرجوة.
- الاختيار الأول:
السير فقط مع الفئة التي تملك حدا من المؤهلات يضمن لها تحقيق الأهداف التعليمية المرجوة.
- الاختبارالثاني:
مراجعة الأهداف و النزول بها و بمستوى التعلمات الى ما يسمح لجميع المتعلمين، أو الغالبية العظمى منهم، بولوج ميدان التعلم والأكتساب.
و تفاديا للسقوط في هذين المنزلقين، جاءت البيداغوجيا الفارقة كإجراء تربوي يستهدف بالأساس: الإبقاء على الأهداف والتعليمات الضرورية المتوخاة (البقاء على المستوى المطلوب) مع فتح المجال أمام جميع المتعلمين لبلوغها.
فكيف ستتم إذن هذه المزاوجة؟
إن الأمر يرتبط في هذا المجال بالتخلي تماما من جهة عن المعالجة الموحدة القائمة على التوحيد والتماثل، ومن جهة ثانية عن المعالجة العازلة التي تتناول كل حالة معنية بشكل فردي و مغلق، واستبدالهما معا بالمعالجة الفارقة.
التسميات
بيداغوجيا فارقية