أحلام تأبى التحقق حيث لا عين حقيقية رأت ولا أذن حية سمعت ولا خطر على قلب انس ولا جان

عندما يحل الظلام ويسود الليل ويصير مآلي إلى الفراش في موعدٍ لا يخلفه هو ولا أنا حينها تبدا رحلتي إلى عالم الاحلام التى لا عين حقيقية رأت ولا أذن حية سمعت ولا خطر على قلب انس ولا جان، رحلة لا تعرف المآسي والاحزان ولاأوهام ولا مشاكل ولا حروب ولا إغتيالات، إنها رحلة إلى عالم تسوده المحبة والشعور بالسعادة الدائمة مع افراد يرضى عنهم البال ويستريح بهم القلب ويظمئن، إنهم الاحباء الذين اختارهم القلب شركاءً اي كانو هؤلاء الأفراد وفي مقدمتهم شريكة الحياة  ، إنها رحلة نتمنى فيها الزوجة الصالحة الجميلة التي تكون رفيقة دربي وأماً لأولادي، إنها رحلة يكون لنا فيها أولاد  أبرياء لا يعرفون من العنف شيئاً ولا للأخلاق السيئة  أصلا ربيناهم على الاصول القيمة والتقاليد السامية التي تمكنهم  جلب السعادة لأهاليهم وذويهم  فكانت النتيجة ان نفعوا وطنهم أولاً وآبويهم ثانيةً وأنفسهم ثالثةً وأصبحوا قدوة لغيرهم في كل المجالات ،إنها رحلة نبني من خلالها قصوراً تفوق تلك التي في الوجود جمالاً وطولاً وعرضاً حيث لا خطر على قلب احدهم ولا فكر فيها قصورا تجري  من تحتها النعم والورود تطويها كطي الألومونيوم للشوارما   والمطر يهطل والاشجار ضاحكة خضراء تعطي ثمارها ليل نهار ، , إنها رحلة نرى فيها المستقبل بعيون الحاضر أتصورفيها أن بلدي الصغير هذا  قد خلع عنه رداءه المهلهل، واكتسى بحلة جديدة صنعت بأيدي أمينة لا تعرف للهزيمة أصلا مبنيةعلى اهم القيم التقليدية السامية المتوارثة عبر قرون من المسيرة الانسانية الطويلة ليفتح لنا ابواباً جديدة للحياة ويدع لنا المجال نحن الشباب لنكون تصوراً للنهوض بهذا الوطن في المستقبل القريب ونستلم زمام الامور من الآباء المخلصين ليأتي دورنا نحن لنواجه الحياة وتحدياتها المتعددةونتبع سننها.
وفجأة، أصحو من حلم يقظتي على ضجيج الشوارع وصراخ الأطفال، وأصوات مكبرات الصوت.
ولكن هل الاحلام ملزمة بأن تتحقق لوحدها دون أن نسعى نحن الحالمون  بتحقيقها  ؟ الجواب أكيد نعم عفواً لا وألف لا  إذا فليسعى الكل في تحقيق احلامه فمن زرع حصد ومن صار على الدرب وصل.
يحي إبراهيم علي

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال