رغوة يابسة.. جسـد مستلق من فرط الانوثـة

من شرك السرِّ
فـرّا معاً
باتجاه السرير
وعلي مرآي ومسمع المرايا
وفي غفلة الجدران
هامسَها:
الفراش امتـدَّ لأجلنا بالغوايةْ
دوري كما تشتهين بـي
ولتأتِ الخطيئــــــة !!
مُــــــــذْ غادراه
توســـدهُ اليباس
صار نعشاً ذاك السرير
لقبلاتٍ مؤجلـةْ 
دأبـــا يقصفانِ عليهمــا
من القبـلات
استلقيـا علي حافة الشهوة
وفي ارتعاشة السرير
أمسيـا جسداً واحـداً
فيما الوقتُ انساب دفقةً دفقةْ
في سيل البياض 
للحظة البياض الأولـــــي
الجسدانِ يخلعانِ العشيرة
يطيحان بالظل والعمود
يركلان الرمل والسراب
ويمطران التقاليد
بوابلٍ من (الخطيئـة)!!
هنا حشدٌ من الرغبات
يومـيء في فضاء الفراش
وهنا أسرابٌ من القبلات
علي أهبة الهبوط ،
هنا أنتِ
وهنا أنا
جسدانِ
علي مسافةٍ واحـدةٍ
من الغوايـةْ،
جسـدٌ مستلقٍ من فرط الانوثـة
وآخــــــــر منتصب وحسبْ!!
الجدران ظلتْ واقفة علي استحياء
الضوء الخافت تدلّـي خجلاً
الوسادة ترقبُ، تنتظر دورها بشغف
والشرشف الشبق استعدَّ لمنازلةٍ
لاخاسرَ فيها سواه ،
وبياض دافق يخرجُ من بين
الشكِّ والشوك ... 
جسدانِ عاريانِ
تماماً 
حتي من الكبرياء
أحدهما ينحني للآخـر
في الفراش فقط 
سيرتانِ من الحرمان
يسطّـرهما السرير
بأحرف من بياض 
بعدَ أقل من نصف زفير وشهقتين
سيخضـع الكل..
السرير ومايضم
لرغوة الغُـبار 
مرةً
حاول ابتكار بديلاً للشهوة
كي يمتدَ بهما الوقتُ
أطول .. فأطولْ
لكنْ ما أنْ بدأَ عصف الأنامل 
حتي أعلنَ السريـر
عن مناوشاتٍ تُنـذر
برعشةٍ وشيكـةْ 
من قبل 
تعاهدا أنْ لا يشاركهما
أحد...
ظلَّ العهدُ حبراً...
وصار الاثنان 
ثلاثةْ!!
لـهُ العشرات منكــــــنَّ
في الفراش،
وليس لك إلاّ هو 
وتعويـذة عاطلـةْ 
ما أنْ وقعا في شباك 
النظرة الأولــي
تعثَّرتْ بهما اللحظاتْ
فما عادَ بينهمـا
سِـوي ارتباك ساكنْ
وايماءة ملتاعة
فـرَّتْ منهما في الزحام
فوق فراشٍ قاحلٍ
خانـهُ النعاس
لحظةَ ما استحضر
امرأةً لا تجـــيء 
ليس في كفـّــــه سِــواه،
إلـي جنبه امرأةٌ
تجترها الذاكرةْ
صهيلٌ طافحٌ في أعالي دمه
ملّـهُ ،
ملَّ كفَّـــــــــــهُ 
وملَّ رغوتــَـــهُ اليابسةْ 
في رعشـةٍ ما 
تعدو بمائك
تضرب بعصاك الجد ب
وبكل الجسد الأعزل
تسمو فوق تضاريس ملتهبةْ 
لا تصعّـر جسدكَ في الفراش
فلا عقل يعي المسافةَ بيننا
لحظةَ ما تعدّنـا الشهوةُ 
للاشتباك..
عباس مزهـر السـلامي
أحدث أقدم

نموذج الاتصال