"يعمل نظام التربية والتكوين على تحقيق مبدأ المساواة بين المواطنين وتكافؤ الفرص أمامهم، وحق الجميع في التعليم، إناثا وذكورا سواء في البوادي أو الحواضر طبقا لما يكفله دستور المملكة".
الميثاق الوطني للتربية والتكوين (المادة 12)
إن الجهود المبذولة لتعليم الأطفال بشكل فعال تتطلب إيلاء عناية أكثر لتصور البرنامج التعليمي وتكييفه، فهذا البرنامج يتضمن تقليديا مجموعة من الموضوعات والاستعدادات تحدد مسبقا حسب تنظيمها الكرونولوجي من طرف خبراء أجانب (عن المدرسة).
ويرتبط البرنامج التعليمي بالتدريس (الطريقة التي نشتغل بها مع التلاميذ والتلميذات لكي يستوعبوا البرنامج التعليمي)، وبالتقويم (أي الطريقة التي نساعد بها التلاميذ والتلميذات على إدراك ما يحققونه من تقدم في تعلمهم).
لقد نشب نقاش بين أولئك الذين يركزون اهتمامهم على محتوى البرنامج كغاية قصوى (نموذج التبليغ) وأولئك الذين يعتبرونه ما يحياه التلميذ (ة) في الواقع وما يتوصل إلى فهمه (النموذج البنائي).
ويقترح جون كودلاند John Goodland إعطاء نفس الأهمية لـ "البرامج الدراسية الصادرة عن النوايا والبرامج الدراسية المعيشة" في الإصلاح المدرسي.
إن خطاطة البرنامج المدرسي الفعال تنطلق من أهداف تحدد ما يعرفه التلاميذ والتلميذات وما يكون بمقدورهم القيام به بغية فهم معمق وتطبيق جيد للمعارف.
وهذه الخطاطة تتمحور حول كل مادة دراسية وتندمج في مجموع الموضوعات كما ترتبط مضامينها بالكفايات الاجتماعية والمهنية.
فهي (أي الخطاطة) تصف نتائج التعلم و وسائل التعليم كما توفر للمدارس وللمدرسين / المدرسات عدة طرائق لتحقـيق الأهداف، إلا أن بناء البرنامج الدراسي لم يعد متمركزا حول لوائح الموضوعات بل حول المفاهيم والكفايات أي على ما سيصبح التلاميذ والتلميذات قادرين على القيام به.
وعليه فقد أصبحت البرامج الدراسية وكذا الطرائق المستخدمة في التدريس تتمحور حول المشاكل والموضوعات والقضايا الأساسية التي تحث التلميذ (ة) على الاستكشاف والتعلم.
إن هذه النزعة تتخلىحسب هوارد جاردنير Howard Gardner عن "المفهوم البنكي للتعليم" حيث تودع الوقائع والظواهر في رؤوس التلاميذ والتلميذات كي يتم سحبها بعد ذلك حسب الطلب.
إن التحدي الذي أصبح مطروحا يكمن في تعليم مستويات عالية من فهم المواد وذلك بربطها بمشاكل العالم الواقعي، وهذا يتطلب تطويرا جديا للمقاربات البيداغوجية المستخدمة وذلك "لأن المدرسين والمدرسات يحتاجون تعلم الكيفية التي يتعرفون بها على الأثر التراكمي الذي تمارسه المواد التعليمية على فهم البنين والبنات لعالمهم ولدورهم في هذا العالم، وبالاختصار على عملية تنشئتهم.
وعليه فإنه يتوجب عليهم استعمال طرق التدريس التي تساعد المتعلمين والمتعلمات على الشعور بالثقة في عالم لا تكون فيه قدراتهم محددة أو محدودة بالعلاقة مع انتمائهم الجنسي". (روسر 1990).
إن البحث والتأمل والخبرة تظهر أن برنامجا تعليميا جرى تطويره بشكل جيد بالعلاقة مع الممارسات التعليمية الـمُلهَمَة يمكن أن يكون مَعْبَرا يلج منه إلى مسار التعلم عدد أكبر من التلاميذ والتلميذات بما يحملونه من تنوع في ماضيهم وقواهم وحاجياتهم وكذا أساليبهم في التعلم.
ولهذا سيعمد المشاركون والمشاركات في هذا التكوين إلى تحليل مواد البرنامج الدراسي ويتعلمون كيف يعملون على إكمال هذه المواد بأنشطة متنوعة للتعليم والتعلم تجعل التلاميذ والتلميذات ينخرطون بإنصاف وبفعالية في عملية التعلم.
الأهــداف:
1- إبراز الدور الذي يلعبه المنهاج الدراسي في تشكيل المجتمع وفي إنعاش الإنصاف.
2- تحليل ينصب على البرامج والكتب لتقويم مدى تمثيليتها للإنصاف.
3- تكييف البرامج الدراسية مع السياقات الجديدة وإدماج مواد ومقاربات بيداغوجية جديدة.
4- بحث العلاقة بين النجاح الدراسي وبيداغوجيا الإنصاف.
5- إدخال مجموعة من الأنشطة تتضمن أساليب التعلم المختلفة.
التسميات
إنصاف تربوي