إبراز إشكالية النص وتحليل مكوناتها:
- الإشكالية:
أهمية العلاقة بين المعلم و التلميذ في العملية التنشئة الاجتماعية كوظيفة أساسية للمدرسة.
- المكونات:
1- يحتوي النص على مكونين أساسين:
- أهمية العلاقة معلم / تلميذ بالنسبة لهذا الأخير.
- أهمية العلاقة معلم / تلميذ بالنسبة للمدرسة / المعلم.
2- لاحظ ارتباط هذين المكونين بالإشكالية المطروحة باعتبارهم بعدين أساسين للعلاقة المذكورة.
3- أبعاد المكون الأول موضوع التحليل:
- الأهمية أبرزت في شكل التأثير الذي تحدثه تلك العلاقة في شخصية الطفل / التلميذ، خاصة على مستوى توافقه الدراسي الذي يمكن مقاربته من زاويتين: الزاوية الوجدانية والزاوية المعرفية التحصيلية.
- يحسن أثناء المقاربة السالفة الذكر عدم إغفال التأثير اللاشعوري خاصة وأن أثر تلك العلاقة يتم ̋من حيث لا يدري ولا يعلم̏ الطفل / التلميذ.
يمكن التعرض لبعض الآليات التي من شأنها تكييف العلاقة معلم / تلميذ و خاصة آلية التقمص و التحويل.
- يفضي بنا التحليل في هذا الاتجاه إلى إبراز التداخل الكائن بين الجانبين الوجداني و المعرفي في شخصية الطفل / التلميذ، وخاصة من حيث تمظهر الأول والثاني، فالتعثر الدراسي ذو الطابع المعرفي قد يكون مؤشرا لخلل في التواصل الوجداني بين المعلم والتلميذ.
- التنصيص على ̋نوعية̏ العلاقة في النص يسمح بالوقوف عند تصنيفات العلماء للتمييز بالخصوص بين العلاقة السلطوية والعلاقة الديمقراطية للتأكيد على خصائص هذه الأخيرة في ارتباطها بالتوافق / النجاح الدراسي.
- أبعاد المكون الثاني موضوع التحليل:
- الأهمية أبرزت على مستوى ما تتيحه تلك العلاقة للمدرسة (وللمعلم بالتالي) من إمكانية الإطلاع على طبيعة التنشئة التي تلقاها الطفل داخل أسرته.
- يمكن أن يغني تحليل هذا العنصر بيان ما في متناول المعلم / المدرسة من إمكانيات ذاتية وموضوعية مرتبطة باستثمار العلاقة معلم / تلميذ، للإطلاع على التنشئة الاجتماعية الأسرية للتلميذ.
- تعليل ما تقدم بكون السير الدراسي للطفل محددا بمدى التقارب بين الأسرة و المدرسة على مستوى التنشئة الاجتماعية لهذا الأخير.
على أن العكس (أي التباعد) يفضي إلى عجز التلميذ عن اختيار منظومة القيم الخاصة به وإخفائه بالتالي في تكوين شخصية منسجمة مستقلة.
- يمكن تأسيس تحليل هذا العنصر على الاجتهادات السوسيوــ بيداغوجية التي أعطت لفكرة تمركز العملية التعليمية / التعلمية حول الطفل، معنى انفتاح المدرسة، و المنهاج الدراسي بالخصوص، على الخصوصية المجتمعية للطفل. وذلك للحيلولة دون تحول عملية التمدرس إلى عملية اغتراب اجتماعي.
مناقشة النص في ضوء التجربة المهنية:
- المناقشة تقتضي العودة إلى مكونات النص وفحصها لبيان أن التجربة المهنية للمتر شح كواقع معيش، تؤكد صحتها أو عدمها كلا أو بعضا. وهنا يلزم الإتيان ببراهين وأمثلة تؤكد ذلك.
- الأمثلة و البراهين قد تكون مستقاة من واقع الممارسة داخل المدرسة ككل أو حتى ثمرة للتفاعل مع الوثائق الرسمية (نحيل هنا على المذكرة الوزارية الصادرة في شأن تمتين العلاقة بين الأسرة والمدرسة).
كما يمكن أن يكون المثال عبارة عن حالة محددة يعرضها المتر شح بإيجاز مبينا من خلالها مدى المصداقية الواقعية للنص.
- أحيانا يمكن أن تكون مصداقية بعض أفكار النص جزئية لحاجتها إلى تعديل نسبي.
ففي هذا النص نجد الكاتب يتحدث عن ضرورة إطلاع المدرسة / المعلم على التنشئة الأسرية للطفل / التلميذ ولكن بتركيزه على الزمن الماضي (نشئ، الذي سبق وأن تفاعل، عايشها من قبل، فيما قبل المدرسة، خبرها الطفل من قبل).
ورغم أن هذا صحيح بدليل الحالات التي تحفل بها مدارسنا و الحالات التي قدمها علماء النفس و التربية من خلال مؤلفاتهم، فإن نفس الحالات المذكورة تؤكد أيضا أهمية الحاضر الأسري للطفل بالنسبة للمعلم / المدرسة.
- يمكن الختم بتخريج مركز من شأنه فتح آفاق للنص على الواقع المهني للمتر شح كأن نبين بأن تمتين العلاقة التربوية بين المعلم والتلميذ ومن خلالها مد جسور التكامل والتعاون بين المدرسة والأسرة تستلزم توفر شروط: منها ما هو ذاتي له اتصال بمواصفات شخصية المعلم كطرف أساس، ومنها ما هو موضوعي مرتبط بإصلاح أحوال المؤسستين المدرسية والأسرية خاصة على مستوى إعادة الهيكلة وتوزيع الأدوار في إطار التكامل مع دور المعلم (دور جمعية الآباء، دور التعاونية المدرسية، دور المدير، دور المفتش، وأدوار أطراف أخرى يمكن اقتراح إحداثها مثل اختصاصي في السيكولوجيا المدرسية..)
ـ نص مقترح على المترشح لتحليله بالإجابة عن نفس السؤالين المطروحين حول النص السابق:
يتوقف تعريف الإنتاج على مجموعة الأهداف التي تتجه نحوها العملية التعلمية، وقد وضعت هذه الأهداف بطريقة اقتصادية في حدود (سلوك التلميذ) [...].
فجعل التلاميذ مواطنين صالحين في مجتمع حر يعتبر هدفا بعيدا يهم المدرسة و المدرس واختيار مقياس مناسب لقياس هذا الهدف يعد مع ذلك عملا هائلا جدا و في غاية الأهمية.
وتسمى هذه العملية باسم عملية ترجمة الأهداف البعيدة إلى أهداف إجرائية.
وقد أكد بعض الباحثين بأن المدارس تحتاج إلى أن تكون عملية وأن تضيق جهودها في التقويم الذاتي لإنجاز الأهداف المباشرة والتي يمكنقياسها حقيقة.
إن الأهداف هي أهداف المجتمع الكبير، ولكن من أجل الأغراض العملية لا يمكن عزل المساهمة الفردية التي يمكن أن تقدمها المدارس والمدرسين.
ولهذا يقترحون أن معايير الإنتاج يجب أن تكون أساسا من مقاييس آثار الأهداف الموجهة للمدرسين على التلاميذ والتي تحصل عليها مباشرة بعد الفترة التي يقضيها التلميذ في المدرسة.
و اقترح باحثون آخرون أن كفاية المدرس يمكن تقديرها في ضوء آثار المدرسة على عمليات المدرسة وعلى العلاقات مع مجتمع المدرسة، وكذلك آثارها على تعلم التلاميذ.
وليس هنالك إنسان ينكر الدور الهام الذي تلعبه المدرسة في الوسط الاجتماعي للمدرسة والمجتمع، ومع ذلك يبدو أن هذين المظهرين لوظائف المدرسة يجب أن يصرح بهما فقط بالنسبة للوضع الثانوي في معيار الإنتاج طالما أن الهدف الأول للمدرسة لا يتضمن توكيد العلاقات الإنسانية المتسقة داخل جدرانها أو ترقية التعاون بينها و بقية المجتمع.
(محمد الفكيكي، تقنية تحليل النص التربوي، 2000).
التسميات
تحليل نص تربوي