السهر في رمضان.. مواسم عظمية تضيع ومواسم جليلة يفرط فيها

تزداد مصابة السهر إذا كان ذلك في ليالي رمضان المباركة.. ويجل الخطب.. وتعظم المصيبة.. إذا كان في العشر الأواخر من رمضان!!

فبينما المشمرون في صلاة ودعاء وتضرع والالتجاء.. إذا بفريق من الناس قد استعدوا في تجهيز ملاعب الطائرة والكرة أو الجلوس على الأرصفة إلى الفجر أو ما بعد الفجر ثم النوم حتى صلاة المغرب!!

وأما من جهة النساء فالأمر أطم.. فما تحلو الأسواق إلا في العشر الأواخر من رمضان!! في كل يوم سوق!!

وفي كل ليلة مجمع تجاري!!
تمضي الساعات وهي في غاية السعادة!!
وما تحلو الجلسات في المطاعم العائلية أو الاستراحات إلا في العشر الأواخر من رمضان!!

وما تحلو الزيارات هنا أو هناك إلا في الأيام المباركات!!
فيا سبحان الله.. مواسم عظمية تضيع؟!!

ومواسم جليلة يفرط فيها ؟ !!فرطوا في الثلث الأخير من الليل ؟!! وضيعوا الصلوات المكتوبات في النهار!!

أما علمت ـ يا رعاك الله ـ أن الله تعالى ينـزل في الثلث الأخير من الليل ويقول:
هل من داع فاستجيب له!!
هل من مستغفر فأغفر له!!

هل من سائل فأعطيه!!
فهل سألت الله واستغفرته ودعوته؟!!

أو أنت في لهو وسهو وغفلة؟!!
أما علمت أن من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليله؟!

أما علمت أن في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.. ليلة القدر التي من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه!!

فلماذا إذن التفريط والإضاعة؟
لماذا التكاسل والتهاون في العبادة؟

عجبا لأمرك كيف تضيع هذا الموسم العظيم.. وتلك الأوقات الثمينة بمثل لعب الورق والطائرة ومشاهدة القنوات الفضائية!!

أليس لك في رسول الله (ص) أسوة.. تقول عائشة رضي الله عنها كان رسول الله r إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجدّ، وشدّ المئـزر" متفق عليه.

فمن حرصه (ص) في الاجتهاد في هذه الأيام أنه كان يشدّ المئزر.. أي يعتزل النساء اشتغالا بالعبادة وتفرغا لها.
يا ساهياً لاهياً عما يراد بــه -- آن الرحيل وما قدمت من زاد
ترجو البقاء صحيحا سالماً أبدا -- هيهات أنني غدا فيمن غدا غاد
أحدث أقدم

نموذج الاتصال