الهدر المدرسي.. الوجه الآخر لتشغيل الطفل وحرمانه من حقه في التعلم

لما التحقت بحلقة الدراسة واطلعت على أهمية التعليم المبني على المشاريع التعاضدية شرعت في مناقشة الفكرة مع تلامذتي.

وطلبت منهم التفكير في موضوع يكون قريبا من واقعهم يمكن لهم بواسطته أن يضيفوا قيمة جديدة لمحيطهم تتجلى في إثارة نقاش لا يريد المجتمع الوقوف عنده.

بدأت الأفكار تتقاطر إلى أن حصل شبه إجماع على موضوع "تشغيل الطفل" لاعتبارات كثيرة أهمها أن مدينة الرشيدية التي تقع بها الإعدادية التي أدرس بها، رغم أنها ليست صناعية، فهي تعتمد بالأساس على فلاحة معاشية بسيطة.

رغم ذلك فإن ظاهرة تشغيل الطفل تبقى ملفتة للنظر.
ويكفي أن نلقي جولة صغيرة على مقاهيها المنتشرة كالفطر، حتى نفاجأ بأعداد ماسحي الأحذية الذين يطلبون بإلحاح من الزبناء تقديم خدمتهم لهم بأي ثمن.

أحس التلاميذ أنهم بمناقشاتهم هذا الموضوع. سيكونون قد قدموا خدمة لأطفال في مثل عمرهم.
بدل أن يجدوا مقعدا لهم بالمدرسة، هاهم يجوبون شوارع المدينة علهم يساعدوا آباءهم في توفير لقمة العيش.

ومرة أخرى تتدخل الأقدار حين اقترحت على المشرفات موضوع تشغيل الطفل، استحسنه لكنهن أضفن أنه موضوع طرح خلال حلقات السنة الماضية.

أسقط بيدي و أحسست بدوار وصدمة خاصة وأن التلاميذ قد رسموا صورة لما ينبغي أن يكون عليه الموضوع.

أخبرتهم بالأمر وطلبت منهم التفكير في موضوع آخر.
ففضلوا الفشل الدراسي أو الهدر المدرسي لأنه في نظرهم الوجه الآخر لتشغيل الطفل فكان لهم ما كان.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال