علاج سيدي مسيمر.. دق المسامير و الأوتاد في الجدران وجذوع الأشجار لدفع المصائب وعلاج السياتيك عرق النسا وثقاف الأسنان

علاج سيدي مسيمر:

من الممارسات السحرية التي مازال بعض المغاربة يلجأون إليها للعلاج، تلك المتمثلة في دق المسامير و الأوتاد في الجدران وجذوع الأشجار، و هي ممارسة لاحظ علماء الاجتماع والأنتربولوجيا وجودها لدى الكثير من الشعوب الأخرى, و يبدو أن ممارستها في المغرب هي من بقايا التأثير الحضاري الذي مارسه الرومان خلال تواجدهم ببلادنا، حيث يشير إدموند دوتيه إلى أنه من العادات التي كان يمارسها الرومان لدفع المصائب عن جمهوريتهم، في الزمن القديم، أن كبير قضاتهم كان يدق مسمارا في جدار من جدران معبد جوبيتير كابيتولان.

التخلص من الألم:

في جوار ولي مغمور من الأولياء المنتشرين في البوادي المغربية شاهدنا طقس التخلص من الألم بدق المسمار، على الشكل التالي: حتى قبل أن يتوقف الجحش عن السير، قفزت من فوقه قروية أخفت ملامح وجهها خلف حجاب، يبدو من طريقة ربطه فوق الجبهة أنها تشكو من صداع في رأسها، ثم أخذت حجرا صلبا و شرعت في دق مسمار، في طول أصبع من أصابع يدها في جذع شجرة التين العتيقة التي تظل بناية الضريح, و بعد لحظات مكوث قصيرة، قرب الشجرة، أخرجت من تلافيف ثيابها شمعة و دخلت إلى الضريح، كي تقدمها قربانا للولي.

ضريح سيد أحمد بن داود:

إن تقنية التخلص من المرض، أو على الأقل من الألم بهذا الشكل لا تزال تمارس، على نحو جعل بعض الأضرحة المتخصصة في هذا الأسلوب «العلاجي» تحمل اسم «سيدي مسيمر» أو «سيدي مسيمر» (مسمر ومسيمير: تصغير لمسمار)، مثل ضريح سيد أحمد بن داود الذي يوجد قرب الجامع السليماني بالرباط، و هذا الضريح الذي كان مقصد العامة لعلاج الأمراض التي تصيب الأطفال، يسمى «سيدي مسيمر» لكثرة المسامير المثبثة على جدرانه وبابه.

علاج عرق النسا:

ولا يقتصر اللجوء إلى أسلوب دق المسامير طلبا للعلاج على أضرحة الأولياء، بل يلجأ إليها الكثير من الفقهاء السحرة في «عياداتهم الخاصة»، لخلق حالة الإنبهار الضرورية لدى زبنائهم الذين يطلبون علاج أمراض عضوية.
و هكذا نجد أنه لعلاج عرق النسا (المعروف لدى العامة بالسياتيك، وهو مرض مزمن ينجم عن التهاب عصب الوركي الذي يمتد من الورك إلى الكعب)، يقوم الفقيه الساحر بما يلي: «يكتب الحروف (لوزاد روافرق) على حائط و يأخذ مسامير بعدد الحروف ثم يضربها في وسط الحروف (الأحد عشر)، و في أي حرف سكن الوجع يثبت المسمار, و إذا لم يسكن الوجع، يعيد الكرة مرات حتى يحصل العلاج,,.

تسكين وجع الأسنان:

أما لتسكين وجع الأسنان، فيكتب بعضهم سبعة حروف بمسمار على الأرض وهي (كهف موقف)، ثم يدق المسمار على الحرف الأول ويقرأ عليه (سبح اسم ربك الأعلى) سبع مرات في السر، وهو يضع أصبعه على الضرس الذي يؤلم المريض، فإذا لم يسكن الألم، ينقل المسمار إلى الحرف الثاني و هكذا إلى أن يزول الألم.

تقنيات سحرية:

و فيما يبدو، فإن التقنية الأخرى تعتمد على عناصر سحرية معروفة تجعل دور المسمار ثانويا، و هذه العناصر ذات القيمة السحرية هي: الحروف (التي سنرى فيما بعد خاصياتها السحرية)، و كذلك الرقم سبعة (سبعة حروف/ قراءة الآية سبع مرات).

تسوس الأضراس:

أما إذا كان الإنسان لم يسبق له أن قلع ضرسا من فمه، فإن لبعض الفقهاء السحرة «بركة» ثقاف الأضراس, فيقومون في فم من يرغب في ذلك، ببعض الطقوس السحرية, و تكون النتيجة أن أضراسه لا يتمكن منها التسوس أبدا!
أحدث أقدم

نموذج الاتصال