مخ الضبع للسيطرة على الزوج:
حسب لاوست، فإن شعوب الشرق الأوسط تقاسم المغاربة اعتقادهم في القوة السحرية للضبع، وربما كان اقتيات هذا الحيوان الجبان على جيف الحيوان والإنسان هو السبب في ما الصق به من قدرات عجيبة على التأثير في البشر بمجرد لمسهم لأي جزء من جسمه «لدرجة أنه يفقدهم عقولهم، ولذلك تخلط النساء الراغبات في الانتقام من أزواجهن، أو في ضمان خضوعهم التام، أجزاء من مخ الضبع في الأكل, ويحدث كبد الضبع نفس المفعول، كما تستعمل الأجزاء الأخرى من جسمه كالجلد واللسان وحتى البراز والبول في اعداد تمائم لحماية الخيل، وإخراس نباح الكلاب وزيادة الزبدة في «الشكوة».
الجنون والموت:
وحسب بعض المصادر الشفوية، فإن وضع قليل من مخ الضبع فوق رأس الرجل يؤدي به إلى الجنون, أما إعطاؤه له مع الأكل فينتج عنه موته فوراً، ولا نملك تأكيداً من المراجع العلمية لهذا القول المخيف.السيطرة على الزوج:
وفي الأوراق التي تركها الطبيب النفسي موشون الذي شكل اغتياله في مراكش في بداية القرن العشرين المبرر المعلن للتدخل الفرنسي لفرض الحماية، نقرأ وصفة غريبة تجمع بين الخصائص السحرية المزعومة لكل من مخ الضبع ولسان الحمار، حيث كتب نقلا عن مصادره يقول: «لكي تهيمن المرأة على زوجها، تهيئ واحدا من الفصوص السبعة لمخ الضبع مع بعض التوابل (التي لا نرى داعيا لذكرها)، ثم تضعه في كيس صغير تحمله معها، وفي الوقت نفسه، تطعم زوجها لسان حمار تم جزه من الحيوان وهو لا يزال بعد حيا، وستصبح منذئذ سيدة البيت، اذ سيرتعد الزوج أمامها كما يرتعد الحمار في مواجهة الضبع.
سحر أسود:
ونسجل هنا ملاحظة جديرة بالتأمل فعلى العكس من السحر الشعبي الذي يزعم أن من شأن لمس أي جزء من جسم الضبع أن يؤدي بالإنسان الى الجنون، لم نعثر في مصنفات السحر الرسمي (أي كتب السحر المتداولة) التي تأتى لنا الاطلاع عليها، أدنى وصفة تشير الى الاستعمالات الممكنة لأعضاء الضبع في وصفات بغرض إلحاق الأذى بالغير، وعلى نحو مفارق، جاءت كل الوصفات التي صادفناها محققة لأغراض «سلمية» نورد بعضا منها في الفقرة الموالية.
ربما كان ذلك احتراسا من رقابة الدين الذي يحرم السحر الأسود كما أسلفناه، أو ربما لكون الاعتقاد في القدرات السحرية القوية لأعضاء الضبع - وفي مقدمتها مخه - ظهرت في «المغرب في فترة متأخرة، ولاحقة على صياغة المصنفات إياها، التي وضعها بعض المتصوفة خلال العصر الوسيط.
في طريق الانقراض:
والثابت أن خوف المغاربة من الضباع جعلهم يستهدفونها بالقتل المجاني، بهدف القضاء عليها في أماكن انتشارها في الجبال والصحارى، وكلما قتلوا ضبعا يسارعون الى قطع رأسه ودفنه في مكان آمن، بعيداً عن الأيدي الآثمة، ونتيجة لذلك، أصبح هذا الحيوان الجبان موضوعا على لائحة الحيوانات المهددة بالانقراض في المغرب، حالياً.
أسعار خيالية:
والثابت أيضاً أن مخ الضبع يعتبر من أندر المواد السحرية وأغلاها، إذ يصل سعر الغرام الواحد منه في الأسواق «السرية» الى مليون سنتيم، وإذا استحضرنا ذلك، فإننا سندرك دون عناء في التفكير، أن دماغ ضبع واحد يساوي ثروة حقيقية.
المفعول السحري للسان الحمار:
وبدرجة أقل، من حيث الشهرة في أوساط العامة، يشكل الحمار بديلاً مكملا في الوصفات التي تستهدف بها النسوة المقهورات كبح تسلط الأزواج, ويلح مصدر شفوي على أن جز لسان الدابة وهي على قيد الحياة هو شرط أساسي لضمان شدة المفعول السحري للسانها, بينما يتضاءل ذلك المفعول أو ينعدم حين يذبح الحمار، ليقطع لسانه بعد ذلك.
وتتطابق كل الافادات التي استقيناها حول الموضوع في حصر لسان الحمار في الاستعمالات المطبخية، عكس الاستعمالات المتعددة التي يتيحها مخ الضبع وأجزاء جسمه الأخرى.
تأثير مخ الضبع ولسان الحمار من وجهة نظر علمية:
مخ الضبع هو جزء من جهازه العصبي المركزي ويقع في الجمجمة ويتألف من مجموعة من الأجزاء الوظيفية التي تساعد الضبع على القيام بالعديد من الوظائف المختلفة.
لا يوجد تأثير سحري لمخ الضبع أو لسان الحمار، فهو عضو حيوي يؤدي وظائف حيوية في جسم الضبع. وعلى الرغم من أن مخ الضبع ولسان الحمار يحتويان على خلايا عصبية كثيرة ومعقدة، إلا أنه لا يوجد شيء سحري في وظائفه وتأثيره على سلوك الضبع.
إن تفسير الطبيعة ووظائف أجهزة الكائنات الحية يعتمد على المعرفة العلمية والتحليل الدقيق للعمليات الحيوية التي تحدث داخل الكائنات الحية. ومن خلال الدراسات العلمية والأبحاث، نستطيع أن نفهم بشكل أفضل كيف تعمل أجهزة الكائنات الحية، وكيف تؤثر على سلوكها وتفاعلها مع البيئة المحيطة بها.
لذلك، من المهم تذكير أنه لا يوجد شيء سحري أو خارق للطبيعة في وظائف مخ الضبع أو لسان الحمار أو أي جهاز حيوي آخر، بل هي عمليات حيوية طبيعية يمكن فهمها ودراستها من خلال العلم والبحث العلمي.
التسميات
معتقدات سحرية